نحن ..

نحن الذين اشترينا الوهم ودفعنا ثمنه غاليا..

نحن الذين في كل مرة يكر علينا الليل والنهار، ولا نريد أن نعقل.

نحن الذين حين أطربونا طربنا، وأطربنا، وصفقنا وغنينا ودعونا وادعينا..

وفي تراثنا؛ أنه قال له بعض أن اقتضاه بعض وعده: إيه يا به!! سمعتنا زين سمعناك زين..لفلفوا انتهى الحديث.

وقرأت في مقابلة لرجل كان صانع قراز حتى ٢٠١٦، وهو الآن فاشل مثلما فشنلنا: يقول فيها: إننا فشلنا!! وأحببت أن أجيبه فاستحبيت لو كان لنا حلفاء صادقين مثل الروس والإيرانيين لبشار الأسد لانتصرنا، ولكن كل حلفاءنا كانوا؛ قوالين من رتبة شعراء الترابادور في آخر حكم العرب في الأندلس..

وأخيرا إليكم

وبعد أن صفقنا وأنا واحد من الذين صفقوا؛ رغم أنهم جزاهم الله خيرا علموني أن المراد بالتصدية، من قوله تعالى، (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً) : المكاء الصفير، والتصدية التصفيق؛ ورغم ذلك صفقت يوم رويت لكم أن محكمة العدل الدولية قبلت دعوى ضد بشار الأسد في ارتكاب التعذيب، المقدمة من كندا وهولندا، وأنها ستنظر فيها ١٩ - ٢٠ الجاري المنصرمين على فراغ.

اليوم أقرا أن الذين صفقتُ صفقنا لهم، دفشوا الموعد ثلاثة أشهر إلى الأمام على أمل أن يموت بقية المعذَبين..

هذا إقرار على نفسي، وإقرار الفتي له لازم.

(وَرَبُّنَا الرَّحْمَٰنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ..)

ومن أحب أن أكيل له الصيعان من الوهم الذي اشترينا.. يحتاج إلى فضاء واسع يخزن الاوهام فيه.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1042