مزيج أفكار : صادق وكاذب

ربما من السهل عليّ أن أعرف أنا ضد مَن؟ الصعبُ أن أعرف أنا مع مَن!!

قال لنا مولانا (وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ومعرفتنا بالصادقين، عقبة تذرف عندها العبرات. مَن؟ وكيف؟

فكم من صادق يحدثك بالصدق، حسب اعتقاده، وحسب ما ادرك عقله، وما استقر في قليه، وحظُه من الحقيقة قليل أو معدوم: أضغاث أحلام، ضغابيس نائم، أساطير أولين..

قال أهل السنة والجماعة: الصدق؛ ما وافق الحقَّ والواقع..!!

وقال المعتزلة: الصدقُ ما وافق اعتقادَ المتكلم. واها لسلمى ثم واها واها، ويقولون عنهم "عقليون"

فهل المتكلم المخرف؛ اذا كان بعتقد بتخربفه، سماه المعتزلي صادقا!!

يعني يسمون من يخبرك أن كرة الأرض بين قرني ثور، صادقا ما دام معتقدا لما يقول.

وما دلني على كتاب "بدائع الزهور في وقائع الدهور" لابن اياس الحنفي، إلا شيخ في محراب!!

لا علينا كثير من السرديات التي يحدثنا بها البعض عن الثورة، وعن الحتميات الثورية، بكل الوانها "الحتمية مصطلح ماركسي لا إسلامي ولكن الاسلاميين استعاروا من الماركسية الكثير من المصطلحات"

كثير من الحتميات التي يحدثنا عنها البعض هي بعض الضلال، أو هي من الضلال المبين،وإن كان من يتحدث عنها من الصادقين بمفهوم أهل الاعتزال. فقط بمفهومنا أهلَ السنة والجماعة، وترى كثيرا من قومنا على مذهبهم، وهم لا يدرون!!

والمعتزلة خلطوا بين ماهية الصدق وحقيقته، وبين ما يترتب عليه من إثم!! ويقولون عنهم عقليون!!

واستشهدوا بقوله صلى الله عليه وسلم: من كذب عليّ متعمدا..

فقالوا الكذب قرين التعمد، وغفلوا أن الإثم والعقوبة هي كذلك. وليس الكذب. الكذب قول باطل، والعقوبة للمتعمد.

ومع ذلك فإن الإنسان حين يهرف بما لا يعرف، يكون عرضة للإثم أيضا. قال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)

 ولو قسمنا الناس هذا الصباح عشرة أرتال، أو عشرين أو ثلاثين رَتَلا

وقيل لي في أي رَتَلٍ تريد أن تكون لظللت يومي حائرا..بائرا، وتسمي العرب، قولي "بائرا" اتباع، لفظ لا معنى له غير التأكيد، واستكمال الهرموني في موسيقا الكلمات.

لم يبق في الناس مثابة، ولا بدر يفتقد عند اشتداد الظلماء، ولا عَلَم - جبل-

 في رأسه نار.

وهذا بشار الأسد وحلفاؤه قد عرفناهم..

وفي الصف المقابل نرى فئاما من الناس في مواجهة فئام، في مواجهة فئام..و لم نعرف من الناس غير الشهداء. فقط!! والشهادة هي مهر الصدق وخاتمه وطغرائه..

يقول بعضنا: نموت على ما مات عليه الشهداء!! والغاية أن نعيش لما عاشوا من أجله، لم تكن الشهادة مطلبا ولا أمنية؛ ولكنها كانت ثمنا لحياة أرقى وأجمل..!!

منذ بضع سنين، قدمت قراءات عملية لشعارات الاخوان المسلمين الاربعة، واسقطتها اسقاطات عملية، حسبما فقهت، من مشروعهم، وهي محفوظة لمن اراد..

الله غايتنا..

الرسول قائدنا

القرآن دستورنا - مرجعنا وليس بديلا لدستورنا الوثيقة

الجهاد سبيلنا

ووصلت إلى الشعار الخامس، إلى قولنا: والموت في سبيل الله أسمى أمانينا، فأكديتُ ومعنى فأكديتُ، فأجبلتُ، ومعنى فأجبلتُ أنني أصابني الحَصَر فأغلق عليّ فانقطعتُ

ولعل الله يفتح علي وعليكم

موضع السرة في بطن الإنسان يذكره بأمه.

كم هو شاق على النحلة أن تفقد الخلية، أو على حبة العنب، أن تسقط من العنقود، وعلى العنقود أن أن يقطع من الدالية

والعناقيد تدلى كثريات الذهب.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1042