عن الشعب السوري أحدثكم

في وطننا سورية..

لا الذين أقاموا في وطنهم غنموا، ولا الذين هاجروا سلموا..

ومن يتحدث في سورية، عن فريق سوري منتصر لا هو من الذين قروا ولا هو من الذين دروا..

وبينا أنا مشغول بمتابعة الانكسارات التي يعيشها السوريون في الداخل، بل تفرض نفسها على كل من كان هنا وهناك،،

وكذا أغص إذا أردت أن أحكي بنثارات حكايات المهجرين، يردد كل واحد منهم "يا يامو وأنا على ظهر الغول والغول بدو ياكلني"

ووصلني بيان معنون باسم المجلس الاسلامي، مشكورا، وكنت أنتظره، وكان أملي فيه أكبر وأكبر ، فلماذا أعتقد أن المجلس الاسلامي السوري يجب أن يكون "حمّال الأسية" في المشهد السوري، على ضوء ما آل إليه حالنا؟! ربما كان هذا جزء من تربيتي وثقافتي، وأنني ما زلت أحلم…

كنت أنتظر أن يكون بيان المجلس الاسلامي السوري أكثر تعبيرا عن المصلحة الوطنية السورية، وألصق بالمصالح الأكبر، و أبعد مدى في الإحاطة بمعطيات الموقف واللحظة، وأكثر استشرافا للمآلات والمخرجات على ضوء المدخلات، والتي يسميها القرآن الكريم "التدبر" بمعنى النظر في عواقب الأمور، وإلى على ضوء مستجداتها ستؤول. وقال الفقهاء في قواعدهم: "إنما الأمور بخواتمها" فإلى أين يستمر بنا هذا المرير؟؟

وكنت أنتظر من المجلس الاسلامي ومن غيره أن يطرح مبادرة شرعية وطنية صميمة جريئة بعيدة المدى مستشرفة، تأخذ بالحسبان كل متغيرات المشهد الدولي والاقليمي والوطني بكل أبعاده..

مبادرة المعذرة إلى ربنا وإلى أجيالنا وإلى كل من حولنا..

وتأخذ بالاعتبار أن كل الآكلين على الخوان السوري يأتدمون بعضهم دما وبعضهم ودكا إلا السوريين..

فهم يدفعون الثمن، ولا يسمح لهم حتى بمشمشة العظام!!

لا يجوز للمسلم ولا للحر إعطاء الدنية في دين ولا في خلق، ولكن الأول قال، واستشهد به سيدنا عثمان يوم حوصر في الدار:

فإن كنتُ مأكولا فكن خيرّ آكل..               

وأصبحنا ولا يدري السوري لمن يقولها اليوم، وقد تكاثرت عليه الأكلة، وتداعت على قصعته الامم روس وفرس وروم ومن لا تريد أن تذكر بعد..

حرقوا حيا من دمشق ليصطلوا..

والسوري اليوم هو المأكول المذموم. وتابعوا إذا شئتم إحصاءات المصانع والمزارع والورشات..!!

والمجلس الاسلامي وغير المجلس الاسلامي من الهيئات المتحملة لمسؤولية المشهد السوري، مناط بها تقديم الحلول الجذرية العملية الناجعة لأمر الناس، وليس تقديم الالتماسات والرجاءات..

وتسألني: هل يقدرون؟؟ وأجيب وفي ظل كل هذه الشقلبات عليهم أن يحاولوا… وبيدي لا بيد عمرو.

أيها السوريون بيدكم أوراقكم فالعبوا بها لمصلحتكم.. واحذروا ثم احذروا ثم احذروا أن تكونوا أوراقا يلعب بها الآخرون..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1042