إضاءة :
(1)الملك : (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) 26/ آل عمران .
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ) 107/البقرة
(أَوَلَمْ يَنْظُرُوْا في مَلَكُوْتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ)… 185/ الأعراف
ذكر الله سبحانه وتعالى (الملكوت) أيضا في سورتي ( المؤمنون و يس ). وبذلك تكون كلمة الملكوت وردت أربع مرات، وليس فيها إشارة لإعطائها لأحد، وكلمة الملك جاءت بمعنى الحكم، والله يؤتيه مَن يشاء وينزعه ممَّن يشاء بعلمه وحكمته سبحانه وتعالى. وكلمة (ملكوت) تعني الرهبة العظيمة التي اختصت بها هذه الكلمة. والله أعلم .
(2) الموتور: رَجُلٌ مَوْتُورٌ: مَنْ قُتِلَ لَهُ قَرِيبٌ وَلاَ قُدْرَةَ لَهُ عَلَى الأَخْذِ بثَأْرِهِ.
(3) الوفضة: جعبة السهام ، كناية عن أسلحة الأعداد المتنوعة .
(4) الرَّابئ : الجاسوس، أو عيون العدو ومخابراته.
(5) مُصَلَّمٌ: مقطوع الأُذُن من أصلها. وهي: كناية عن الذُّلِّ والمهانة.
(6) احْزَأَلَّ: علا وارتفعَ.
الدِّينُ باقٍ والجهادُ مُخَلَّدُّ = بهما الشعوبُ رشادُها يتجدَّدُ
لولا الجهادُ لَما أناخَ عدوُّنا = وهو اللئيمُ وشرُّه لايُغمدُ
وَلَمَا انطوتْ صفحاتُ ظلمٍ وانطوى = عبثُ الطغاةِ وحقدُهم يتبدَّدُ
أولَم ترَ (النتنَ) التعيسَ وقبلَه = (شارونَ) مافعلا فيا ناسُ اشهدوا
الحربُ كانت من قديم زماننا = وتظلُّ قائمةً ويشهدُها الغَدُ …
والسِّلمُ جاءَ بشرعةٍ قدسيةٍ = للخلقِ فيها خيرُهم والسؤددُ
ماشابَ إسلاميةَ القيمِ التي = عمَّتْ فسادٌ أو لظى لا يُخمدُ
هو دينُ ربِّ العرشِ هلَّ مبشِّرًا = ونبيُّه خيرُ الوجودِ مُحَمَّدُ
وبغيرِه كذبٌ وزورٌ ما نأى = عن (مجلس ) العبثِ الذي لايُحمَدُ
هو وكرُ مَن صاغوا القوانين التي = بالحرب والبغيِ البغيضِ تعربدُ
قانونُها المأفونُ ترويه القُوى = بنفاقِها وبمَن تُعينُ تُندِّدُ !
وبقيةُ الجمهورِ شغلُهُمُ به = صَفِّقْ و وافقْ فالتأمرُكُ يرعدُ
والأمرُ في زمن التَّجبُّرِ لم يكنْ = إلا لمَن ملكَوا السلاحَ وجنَّدوا
هيهات ينعمُ في البريةِ مَن رأى = غيرَ الذي يملي القويُّ ويعقدُ
أما الحقوقُ فرفُّها لمَّا يزلْ = تحت الترابِ بثُكلِها تتفرَّدُ
فيها الشعاراتُ الجميلةُ صُفِّدَتْ = خوفا عليها من عيونِ تحسدُ
حقُّ النساءِ وحق أطفالٍ فهل = أشلاؤُهم بيد الحقوق ستشهدُ !
والعنصريةُ أنشبتْ أنيابَها = أمَّا المباحُ فشأنُه يتعدَّدُ
ماذا نقول عن الحضارةِ صاغها = فكر يهوديٌّ لكي تتهوَّدُ
بل إنها يابن الكرام تهوَّدتْ = وتبرَّجتْ والفِسْقُ فيها يُقصَدُ
وأرى هنا هذا الزمانَ أغاظَنا = كلا إنَّ الزمانَ بأهله يتجدَّدُ
إنَّ الذي ملأ الزمانَ تعاسةً = هم نخبةُ السُّفهاءِ لمَّا أزبدوا
وهمُ الذين أغاظهم صوتُ الفدا = من قلبِ غَزَّة إذْ تحدَّر يُرعدُ
طوفانُها القدسيُّ سفَّه رأيَهم = وطمى على مَن في المرابعِ أفسدوا
فالقدسُ والأقصى وفي أكنافها = عبقُ النُّبوةِ ويحهم لايُزهَدُ
ففداهُ أرواحٌ تعيش لأجله = ولأجلِه نارُ الفدا لاتُخمدُ
وافى فأحيا في القلوبِ حنينَها = للهِ لايُرجَى سواه ويُعبدُ
فالملك والملكوت لله الذي = برأ الأنامَ ومن هُداه تزوَّدوا
والحكمُ في الدول التي لم تحتكم = بشريعة الخلاَّقِ ليست تجحدُ
إلا إذا كفرَ البغاةُ بدينه = ومن الهدى في ذي الحياةِ تجرَّدوا
فالملكُ في حكم العبادِ أمانةٌ = إنْ أحسنوا في حكمهم أو أبعدوا (1)
فالملكُ : أيْ حكمُ العبادِ بموطنٍ = يدني إليهِ لحكمةٍ أوْ يُبعدُ
والله كم أفنى وأهلك مَن طغوا = في حكمهم وعلى العبادِ تمرَّدوا
والويل ثم الويل إن حان القضا = يومَ الحسابِ وليتهم ما سُوِّدُوا
والعصرُ هذا العصرُ كم مرَّت به = محنٌ على أهلِ الهدى واستُبْعِدُوا
وكم استبدَّ بحكمِهم طاغٍ وكم = قد أُعدِمُوا ظلمُا وكم قد جالدوا
أما الطغاةُ فَمُرِّغَتْ بهوانها = تلك الأُنوفُ وحالُهم لايُحسَدُ
وعليهم اللعناتُ في صبحٍ أتى = واللاعنون الظلمَ هم مَنْ وحَّدوا
ولقد جرى طوفانهم من غَزَّةٍ = يلقي دروسَ العزِّ لا يتردَّدُ
فضحَ المخاتلَ والخؤونَ ومَن ونى = ذلاًّ وأسرعَ للأسافلِ يسجدُ
بئس الرجولةُ إن ذَوَتْ أفنانُها = وبظلِّ زيفِ أذلَّةٍ تتوعَّدُ
عِشْ ياجبانُ بخسَّةٍ ممقوتةٍ = فلكَ التَّبارُ و وجهُهُ المتبلِّدُ
لا لن تنالَ من الجهادِ وأهلِه = فلسانُك الموتور ويلك مخمدُ
ماذاق طعمَ العزِّ في ساح الوغى = أو نالَ شهدَ الجودِ فيما يُحمدُ
هو درْسُ غزَّةَ للرجالِ ترفعوا = عن زيفِ دنيا شرُّها يتعدَّدُ
وهو الجهادُ مزيَّةٌ محمودةٌ = أوفى مآثرَها الحبيبُ مُحَمَّدُ
تسمو به النفسُ الكريمةُ رفعةً = هجرًا لأهواءٍ تُميتُ وتُقعدُ
فبه التزامُ النفسِ بالعهدِ الذي = جعلَ النفوسَ من الهدى تتزوَّدُ
وبه ستدركُ مايريدُ إلهُنا = إذ للشهيدِ مكانةٌ لا تُفْقَدُ
فهو الذي يحيا بُعَيْدَ شهادةٍ = رضوانَ بارئه وفيهِ يسعدُ
في جنَّة فيها النعيمُ بزهوِه = والقصرُ من حللِ الخلودِ مُشَيَّدُ
فمآلُه الفردوسُ في أكنافها = هذا الهناء السَّرمديُّ الأجودُ
مالا رأت عينٌ ولا سمعتْ به = أذنُ ولا بالبالِ مرَّ السؤددُ
هذا ثوابُ مَن اتَّقى ربَّ الورى = وهفا إلى الدين المكرَّمِ يحفدُ
ونأى بدنياه التي تغري فما = أصغى إذا نادى هناك معربدُ
أو ضمَّه جمعُ الذين توافدوا = للمهرجاناتِ التي لا تُحمدُ
فيها الأغاني والمجونُ وما بها = إلا التَّبذُّلُ والفجورُ الأسودُ
لم يخلقِ الرحمنُ ناسًا للهوى = كي يعبدوا أوثانَه أو يخلدوا
فهي الحياةُ قصيرةٌ أيامُها = وهي اختبارٌ لابن آدمَ يُعقدُ
ياويلَ مَن ضاعتْ ليالي عمرِه = في لهوِه وبدينِ حقٍّ يزهدُ
وعلى (الفوازير) السخيفة لم يزل = وعلى انحطاطٍ للنفوسِ يُهدِّدُ
هيهات تندفعُ النوازلُ بالهوى = وغثاءِ فكرٍ شرُّهُ يتعددُ
قالوا(أرسطو) قلتُ عقلٌ واهمٌ = ومؤيدوه بفكرِه لن يسعدوا
(دارون)، (وافْرُويد) كذاك (وماركسٌ) = وسواهمُ ممَّن هووا وتبدَّدُوا
أَهُمُ الذين نراهمُ لحضارةٍ = تُرجى وإنسانيَّةٌ تتفرَّدُ
أسفي على أبناءِ قومي ضيَّعُوا = قيمًا مآثرُها الجليلةُ تشهدُ
تبًّا لِمَن ركعوا لغيرِ إلههم = فهو الذي يرضى الكرامَ ويُقصَدُ
تبَّا لِناسٍ يُسْلِمون أمورَهم = ذلاً لِمَن بأُمورِه يتردَّدُ !
فقدوا مفاهيمَ الهدى وتهافتوا = حول السَّرابِ ضُحى فما ملكتْ يدُ !
ومضوا بلا وعيٍ وغيرِ مقاصدٍ = فإذا بغيمِ ضياعِهم يتلبَّدُ
إذْ كلما علقتْ بمخلبِ حاقدٍ = آراؤُهم فإلى نِداهُ توافدوا
تبًّا لهم لو يعلمون بأنَّهم = يرجون مَن لهلاكهم يتوعَّدُ !
فمتىيرون النُّورَ ؟ أم إنَّ الهوى = عبثٌ يرون فسادَه يتجدَّدُ !
ذهبتْ نفوسُ الصَّالحين عليهمُ = حسراتِ مكلومينَ كيف تنهَّدُوا
ياربِّ ألْهمْ كلَّ قلبٍ مخبتٍ = حُسْنَ الخلاصِ فحالنا لايُحمَدُ
وأعد على أهلِ الحنيفِ مزيَّةً = تأتي بعزمِ لايلينُ ويغمدُ
واجعلْ مسامعَهم تُصمُ إذا دعا = قومٌ من الكذبِ البغيضِ تزوَّدُوا
قيمُ الجهادِ ويالها من نعمةٍ = وبها النفوسُ إلى المعالي تصعدُ
لم ترضَ غلا بالكريمِ من الرؤى = وهي المزيَّةُ للذين تعبَّدُوا
لله واعتكفوا وهم لم يسأموا = وعن ابتغاءِ الفضلِ لم يتردَّدُوا
ميدانهم ومع الجهادِ استشرفوا = علويَّة المسعى وذلك يُحمَدُ
يخشون قنطرةَ الحسابِ ، فظالمٌ = يُقتصُّ منه وبالتَّبارِ يُصفَّدُ
ومجاهدٌ أو عابدٌ أو فائزٌ = فجبينُه بنجاتِه متورِّدُ
ولهم على بوَّابةِ الرضوانِ من = يلقاهُ بالبشرى وفيما يُسعِدُ
الصَّومُ يشفعُ والصلاةُ بإذنِ مَن = برأَ البريَّةَ والجوائزُ أزيدُ
ولصاحبِ القرآنِ تاجُ كرامةٍ = قد قالها خيرُ البريَّةِ أحمدُ
أمَّا الجهادُ سنامُه في فضله = وهو الرباطُ له المواكبُ تحفدُ
مَن غابَ تاريخُ البطولة والفدا = عن بالِه ولغيرِه يتردَّدُ
سيظلُّ محرومًا من الوجهِ الذي = لم يَطْوِه هذا القُتارُ المُسْهِدُ
تاريخنا الوضَّاءُ بالنهجِ ارتقى = نهجِ لخيرِ العالمين يُمَهِّدُ
أصحابُه العُبَّادُ في جوف الدجى = محرابُهم بهُدى النَّبيِّ مُشَيَّدُ
وإذا العدوُّ أتى يقاتلُ أُمَّةً = هبُّوا إليه وللبواسلِ جنَّدُوا
مَن فاته تاريخُ أجدادٍ مضوا = فاليومَ غَزَّةُ من جديدٍ تولدُ
أحفادُهم هاهم على أكنافها = قد مرَّغوا أنفَ العدوِّ وهدَّدُوا
مَن جاءَ يغزوهم فسوف يردُّهم = إيمانُهم يومَ الوغى ومُهَنَّدُ
هذا الملثَّمُ واليقينُ بربِّه = يروي رسالةَ أمَّةٍ تتجدَّدُ
والعبقريةُ أفردت سنوارَها = فهو الأبيُّ الشَّهمُ لايتردَّدُ
والجندُ جندُ بطولةٍ قد أرعبوا = هذا العدوَّ فشملُه يتبدَّدُ
قد بايعوا ربَّ السماءِ بصدقِ مَن = يبغيه نصرًا هَلَّ أو يستشهدُ
بل تلك ماتهواهُ بعدُ نفوسُهُم = فثوابُهم بيدِ الجهادِ سيصعدُ
قل للذين تخاذلوا ثوبوا إلى = رشدٍ يردُّ عن البلادِ مَن اعتدوا
طوبى لمَن هجرَ التقاعسَ وارتدى = ثوبَ الإباءِ وفي الوفا لايُفْقَدُ
وأتى ثغورَ المكرماتِ مكبِّرًا = وعن الجهادِ إذا دُعِيْ لايقعدُ
لايدركُ الشرفَ الأثيرَ أخو الهوى = أو مَن طوى عزمًا لديه المرقدُ
نعمَ الرجالُ إذا خطاهم سارعتْ = لفخارِ أمَّتهم ولم يتردَّدُوا
أين الذين يهزُّهم صوتُ الأذانِ . = . وقد دعاهم للسُّمُوِّ المسجدُ
كم نعمةٍ هجرَ الغبيُّ ظلالَها = ونأى فلم يدركْهُ عيشٌ أرغدُ
فاستفحلتْ أهواؤُه ممقوتةً = فدروبُ شرِّ فسادِه تتعدَّدُ
يُلغي مزيَّتَنَا أعادينا فما = يدرون ماذا يضمرُ المتصيِّدُ
داخت رؤوسُهُمُ وأعجزهم بها = هذا الثَّباتُ فللمزايا حُسَّدُ
والأرضُ تعرفُ مَن يعيشُ لخيرِها = والأرض تدري مَن يسيءُ ويفسدُ
لا لن ولم يُجْدِ الأعادي بغيُهم = مهما بوفضتِهم أتوا أو هدَّدُوا (3)
والرابئُ الحَذِقُ المدلُّ ببأسِه = ماكان يبصرُ كيف كان المشهدُ (4)
ولربَّما يغريه مرأى أُمَّةٍ = جذلُ ابتعاثِ ربيعِها قد يُعضَدُ
لم يسمع التكبيرَ إلاَّ أنه = بيدِ الغرورِ مُصَلَّمٌ مترددُ (5)
قد جاءَ معترَك الجهادِ شبابُنا = للهِ وابتدروا الفداءَ وردَّدُوا :
اللهُ أكبرُ لم تزل عنوانُ مَن = خبرَ الأذيَّةَ من عدوٍّ يجحدُ
طغيان كفرٍ ما احزأَلَّ ولا ثوى = في دارِ توحيدِ رعاها المسجدُ (6)
ستظلُّ رغمَ الآثمين عزيزةً = بشريعةٍ فيه الكتابُ مُخَلَّدُ
والسُّنَّةُ الغرَّاءُ فجرٌ صادقٌ = فيه البشائرُ نورُه لايخمدُ
لسنا على الإسلامِ نخشى منهمُ = فالدِّينُ باقٍ هديُه والأجردُ
وشيوخُه وشبابُه ونساؤُه = وسنى مباهجِه الحِسانُ الموردُ
موتوا بغيظٍ ياطغاةَ زمانِنا = فلقد أتى اليومُ العسيرُ الأسودُ