في شاشة بلهاء يخطب تائها متأففا متلعثما متوترا
*
و غدا تعود لنا الكنانة وجهها بالصالحين المصلحين محررا
مرسي الرئيس
يا أرض رابعةِ الكرامِ فيا تُرى=مَن خائنٌ في مصرَ زوَّر و افترى ؟
مصرُ التي في خاطري يأتي لها=لصٌّ سطا في غفلةٍ و تسوَّرا
كلُّ انتخاباتٍ تتمُّ بعهده=قد كان فيها فاجراً و مُزورا
قتل المئاتِ بل الألوفَ بأرضنا=كم من دماءٍ دون حق أهدَرَا
كانوا شبابا مصرُ لم ترَ مثلهم=كانوا الكرام المخلصين الأطهرا
قتل الشيوخ أو النساء بجملة=في أرض رابعةٍ هنا تحت الثرى
هَدَمَ المساجد و المنازل ساعياً=لخرابها متآمرا مستهترا
و يحرض الإعلام ضد شريفنا=أما السفيه فقد تراه مُقدَّرا
يبني القصور له و لكن عندنا=يبني السجون مهددا متجبرا
باع الأمانة ظلَّ يسرق شعبنا=في مصر كم ظلم العباد و أفقرا
قد باع ماء النيل و الغاز الذي=كنا نراه مُوفَّرا و مُصدَّرا
قد كمَّم الأفواه إلا من أتى=بنفاقه قولاً خبيثا منكراٍ
إجهاضُ صوتٍ للمواطن عندنا=قد صار مهنةَ أمنِنا متفاخرا
و قضاؤه ذاك النزيه فكم به= قاضٍ بحكم الزور صرح و انبرى
لا تنس تجفيف المنابع إن رأى=العلماء حولهمُ اللفيف تجمهرا
والَى الصهاينة خفاءً عندما=في السر كان لهم يطيع أوامرا
لكنه بولائهم و بحبهم=اليوم صار مفاخرا و مجاهرا
جيراننا في أرض غزة حوصروا=و تراه دوما لليهود مناصرا
طوفان غزة جاء يفضح غدره=إذ يمنع الماعون قصدا ظاهرا
حتى القوافل بالطعام و قد أتت=من آخر الدنيا فصدَّ و صادرا
و إذا الكلام عليه زاد يزيد في=كذب الحوار مثرثرا و مبررا
فهو الكذوب فليس يصدق مرةً=لكن يُزوِّر في الحديث مكرِّرا
متفوق في صنعة الكذب التي=يعتادها فلكم أجاد و طوَّرا
و وعوده لهو الحديث لشعبه=كمُسكِّنٍ تلقاه بعد تبخرا
مِن فِيه بغضاء الكرام بدت لنا=و بصدره يخفي العداء و أكثرا
هو حارس الصهيون لم يجدوا له=مَن بالوظيفة بالأحق الأجدرا
وله العصابة من عبيد حوله=و لطالما في مصر باع أو اشترى
كل ينافقه و يعلم أنه=هو خائن لكن يظل مسايرا
حتي يبوء بإثمه متحملا=كل العواقب خائبا متحسرا
و رجال أمن الدولة كم جاوزوا=كلَّ الحدود فلا لخطٍّ أحمرا
قوات أمن سخَّروها عندنا=لتكونَ في كبت الشعوب تفاخرا
يأتي بأنصاف الليالي جمعُهم=متحفزين و بعضهم قد شمَّرا
و الطَّرقُ فوق الباب يوقظ بيتنا=حتي يكاد البابُ أن يتكسرا
و إذا نظرتَ تخالُ أن قد أقبلوا=من أجل أن يصطادوا وحشاً كاسرا
قد فزَّعوا الطفل الصغير و أمَّه=تركوا لها جرحا عميقا غائرا
و القائد البطل الهُمام يسوقهم=بإشارةٍ أخذ الجميعُ أوامرا
هم عندنا كبشُ النِّطاح و إنما=لا يفتحون لأهل غزة معبرا
قد غرَّهُ صَمْتُ الحليمِ بشعبنا=و الشعب يصمتُ صابرا مُتصبرا
حتى إذا زاد العيار وجدته=بركان نار في الطغاة تفجرا
أحرارُنا هَبُّوا جميعاً ضدَّه=و الله للمظلوم خيرٌ ناصرا
مصرُ التي في خاطري أبطالُها=ثارُوا غِضاباً في النجوع و في القرى
هذا عدو الله ذاك هتافهم=ضدَّ الذي خان الأمانةَ و افترى
يا ربّ أدرك أرضنا و بلادَنا=فالظلم فيها قد غدا متكبرا
الظلم دوماً خائبٌ مهما علا=و تراه دوماً حائراً متوترا
من كان قبلك يا ظلومُ ألا تري=قد صار يقضي عمره متحسِّرا
أو أنه أفضي لربٍّ قادر=يجد الصحائف ماله أن ينكرا
الموت صعبٌ و النهاية حفرة=إما رياضا أو عذابا سُعِّرا
كلُّ المناصب لا تدوم لأهلها=مَن يا تري عقَل الأمور و قدّرا
طوبي لمن حُسنُ الخواتمِ همُّه=و لِمن لأحوال العباد تدبرا
مرسي الرئيس لكم ذكرتُك راعيا=ترعى البلاد مجاهدا و مُصابرا
و أتيتنا بالانتخاب نزاهة=لم تأت تزويرا و زورا منكرا
و دَعَتْك بهرجة القصور تركتها=و ظللت في بيت سكنت مؤجرا
قد كنت تنشد أن يكون طعامنا=و سلاحنا دوما نراه موفرا
و تركت راتبك الذي فرضوه لك=لتعيش من أسر المتاع محررا
و رددت للأمِّ المعيلة حظها=لتعيش منه كرامة و تسترا
و زرعتَ فينا نبتةً لكرامةٍ=لا بد يوما أن تعود فتثمرا
بلدي و إن جارت عليَّ عزيزة=نعم الختام مضيْتَ حرا طاهرا
لما أردت بنا الكرامة سلَّطوا=بين الذئاب عليك ذئبا أغبرا
يا رب فارحمه و زد حسناته=مرسي الرئيس مضى هناك مطهرا
طوفان غزة قد نكأت جراحنا=في أرض رابعة أتيت مذكرا
صبرا فإنَّ الله بالغُ أمرِه=و غدا نرى فرجاً عزيزاً مبهرا