سجل أخي..

سجل أخي..

عائشة يونس

[email protected]

سجل..

بدمع العينِ سجل.

بل بحبر الدم سجل.

بل بأشلائي التي ستدكُ...

حصن الحاقدين

بلا وجل.

سجل أخي...

نبضي بنبض الأرض

يخفق بالأمل.

روحي معلقةٌ على أستارها

لا ترتحل.

والحبُ نبعٌ قد نما في ظلها

منذ الأزل.

وأنا هنا

وأنا هنا.

لن أرتحل.

*****

سجل أخي

بدمي كتبت و وثيقتي.

ورسمت فيها صورةً

أبهى من البدرِ المضئ بقريتي.

كنا جميعاً في فيافي قدسنا

كنا هناك أحبتي.

فنقشت صورة قدسنا...

في الصدر أبهى لوحتي.

وعزفتها لحناً على أوتار قلبي

فاسلمي.

*****

سجل أخي.

إني فلسطينيةُ الميلادِ والنشأة.

وأعشق سفحَ قريتنا.

وموجُ البحر نعشقه ويعشقنا.

ويحمل همنا براً ويذكرنا...

تطوف به بلابلنا

تساؤله عن الأحباب في لهفٍ

فيبلغها ويبلغنا.

سلاماً واشتياقاً في الحشا .

فينا برغم البعدِ زاد وقد نما .

*****

سجل أخي

إن شئت قلها عاشقة.

فأنا كذلك عاشقة.

قلبي متيمُ في هوى الأقصى..

وحب الأرض يسري في الدما.

فلئن بقيت على الحياة

تخط أقدامي الثرى.

سأظل نعم العاشقة.

وأحارب الأنذال في بأسٍ

لكي تحيى بلادي سالمة .

ولئن بذلت النفس قرباناً لها.

في الله دوماً سرها.

ستضم أشلائي بها

وأكون نعم العاشقة...

******

سجل

سمعت اليوم نجواها بحرقتها

تساؤلني...

وتذرف دمعها كبداً

تناشدني...

أنا ما عشت كي أحيا

طوال العمر في قيدي...!

سئمت الذل ألواناً يلاحقني.

متى ينشق هذا الليل عن فجري؟؟

متى بالله يا ولدي؟!

رويدك أمنا..

فالنصر يسطعُ بعدما

تزداد حلكةُ ليلنا .

والنصرُ حلّ بغزةٍ و غداً

هناك بقدسنا.

لا تحزني ..

فبنوك كلٌ قادمٌ

حمل السلاحَ بكفةٍ

و الروح بالأخرى حمل.

إني أراهم في الطريقِ

إلى الكفاح بلا ملل.

فتصبري يا أمنا

واستبشري

فالليل آذن يرتحل .