خواطر فؤاد البنا 866

أ.د. فؤاد البنا

لا يلجأ إلى آفة التعميم إلا أهل الجهل المطبق وأصحاب الأمية الفكرية، أما أولو العلم والفقه فيعرفون أن كافة الأمور ذات طبيعة نسبية وأن الناس ليسوا سواء، ويدركون أنه لا وجود للخير المَحْض والشر الخالص، لا في القبائل والعشائر، ولا في الأديان والطوائف، ولا في الأماكن والمدائن، فحتى في المدينة المنورة فإنها بجانب ضمها لجسد زعيم خير أمة أخرجت للناس يوجد في تربتها جثمان زعيم النفاق عبدالله بن أبيّ!

***************************

كم من ألقاب أحْنَت رقاباً؛ وذلك حينما جعل أصحابها منها غايةً تُرتجى، وكم من أوسمة صارت مياسيم في ضمائر أصحابها؛ حينما أمست أكبر همومهم ومبلغ علومهم وغاية أعمالهم!

***************************

من يعرفون قيمتهم عند ربهم الذي كرّمهم على سائر خلقه، وأسجد لهم كافة ملائكته، وسخّر لهم جميع مخلوقاته، لا يمكن أن يسجدوا لطاغية يريد أن يتألّه عليهم، ولا يسجدون أبدا لغير الله تعالى، مهما عظمت التضحيات وزادت التآمرات! بارك الرحمن جمعتكم.

***************************

أيها الدعاة اضربوا بعِصِيّ إرادتكم أحجار القلوب القاسية حتى تنفجر مشاعرها الرقيقة، وهزّوا بتصميمكم جذوع العقول الجامدة حتى يتساقط خيرُها العميم. بارك الله جمعتكم.