الشيخ العالم الفقيه ناجي محمد شفيق عجم

عمر العبسو

dfddaaa1020.jpg

( ١٩٤٢ - ٢٠٠٦م )

  هو الشيخ الداعية العالم الفقيه ناجي محمد شفيق عجم أحد أعلام حلب الشهباء، عاش مهاجرا، ومات غريبا.

 وولادته، ونشأته:

     هو العالم الفاضل الداعية الفقيه الشيخ الأصولي الفرضي الأستاذ الجامعي الدكتور ناجي بن محمد شفيق عجم. من مواليد مدينة حلب بسورية عام 1360هـ 1942م، ونشأ في كنف أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين تحب العلم، وتحترم العلماء، ولم يعرف بروز لها في العلم.

الدراسة، والتكوين:

درس ناجي عجم مرحلة التعليم الأساسي في مدارس حلب. 

 ثم درس في الثانوية الشرعية ( الخسروية)، التي بناها والي حلب في العهد العثماني ( خسرو باشا)، ثم حصل على الثانوية العلمية من ثانوية المأمون عام 1962م.

  والتحق بكلية الشريعة بجامعة دمشق، وحصل على الشهادة العالية (الليسانس) عام 1966م.

  ثم انتقل للعمل بجامعات المملكة العربية السعودية، وخلالها كان يتعلَّم، ويتربى على شيوخه.

شيوخه، وأساتذته:

  تتلمذ الشيخ ناجي عجم لعدد من العلماء في حلب، وكان من أبرزهم: 

١- الشيخ المحدث عبد الله سراج الدين.

٢- والشيخ العالم المحدث عبد الفتاح أبو غده.

٣- والشيخ محمد إبراهيم السلقيني.

٤- والشيخ محمد الملاح.

٥- والشيخ أبو الخير زين العابدين.

٦- والشيخ عبد الرحمن زين العابدين.

٧- والشيخ محمد فوزي فيض الله.

   وكان يتردد على دروس العلماء في دمشق، منهم:

 ١- الشيخ ملا رمضان البوطي.

٢-والشيخ حسن حبنكة ( سلطان العلماء).

٣-والشيخ محمد سعيد البرهاني.

٤- والشيخ عبد الوهاب دبس وزيت.

٥- والشيخ الوزير الفقيه مصطفى أحمد الزرقا.

٦- والشيخ د. وهبة الزحيلي.

٧- والشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي.

  وهاجر الشيخ ناجي عجم من بطش الأسد الى السعودية، وصحب في السعودية: الشيخ خطيب الحرم عبد الله بن حميد، والشيخ المفتي عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد زكريا البخاري، والشيخ عباس علوي المالكي، والشيخ وهبي سليمان الغاوجي، والشيخ سعد المراد، والشيخ وصفي المسدي ( حمص)، والشيخ عبد الغفار الدروبي ( حمص)، والشيخ محمد علي المراد ( حماة).

  وأثناء دراسة الشيخ ناجي عجم في مصر تلقى العلم على : 

١- الشيخ مصطفى عبد الخالق.

٢-والشيخ عبد الغني عبد الخالق.

٣- والشيخ محمد أبو النور زهير.

٤- والشيخ بدر متولي عبد الباسط.

٥- والشيخ أحمد فهمي أبو سنة.

٦-والشيخ مصطفى مجاهد.

٧- والشيخ أنيس عبادة.

٨- والشيخ محمد جاد الرب رمضان.

مؤهلاته العلمية:

  حصل على الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالقاهرة 1977م بمرتبة الشرف الأولى.

  وأمضى أكثر من خمس وعشرين سنة في تدريس مواد الأصول والفقه الإسلامي بجامعات الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الملك عبد العزيز كلية الآداب والعلوم الإنسانية، قسم الدراسات الإسلامية بجدة,.

أبرز أعماله العلمية:

1 ـ أشرف، وناقش عدداً من رسائل الماجستير والدكتوراه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة وغيرها.

2 ـ تولى رئاسة قسم الدراسات الإسلامية. 

كما كان مرشداً في القسم نحو خمس عشرة سنة.

3 ـ ترأس لجنة مناهج الدراسات العليا بالقسم.

4 ـ إمام وخطيب مسجد الجامعة لأكثر من عشر سنين بقرار من معالي مدير الجامعة، كما خطب في كثير من مساجد جدة.

5 ـ عضو خبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، وشارك في دوراته لأكثر من عشر سنين.

6 ـ عضو في لجنة التخطيط التابعة لمجمع الفقه الإسلامي الدولي.

7 ـ عضو في الموسوعة الفقهية الاقتصادية في مجمع الفقه الإسلامي الدولي.

8ـ شارك في عدة ندوات فقهيه اقتصادية.

9ـ عضو في لجان تحكيم ترقيات الأساتذة المساعدين.

10 ـ عضو في لجان تحكيم لبيان صلاحية طباعة كتب علمية.

مؤلفاته، وكتاباته:

1ـ حروف المعاني وأثرها في علمي الأصول والفقه (رسالة الدكتوراه).

2ـ عموم البلوى وأثرها في تغيير الأحكام.

3ـ نظام العمل والعمال في الإسلام.

4ـ فقه المواريث وقسمة التركات في الإسلام.

5ـ أثر تغير قيمة العملة على الحقوق والالتزامات.

6ـ أحكام الشرط الجزائي في العقود.

7ـ الفقه الإسلامي الميسر مع تطبيقاته المعاصرة على المذاهب الأربعة (مشروع فقهي مدعم من جامعة الملك عبد العزيز ولم يتمه).

أعماله ومؤلفاته فيما يخص الأوقاف الإسلامية:

1ـ كُلِّف بكتابة بحث عن الأوقاف (الأحباس) للدورة الثالثة عشرة للمجمع الفقهي التي عقدت في الكويت.

2ـ مستشار شرعي للأوقاف ونظم الاستثمار في مركز فقيه للأبحاث والتطوير.

3ـ محكَّم في أبحاث وقفيه من المعهد الإسلامي للتدريب والبحوث التابع للبنك الإسلامي للتنمية.

4ـ ورقة عمل مقدمة إلى مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي بجامعة الملك عبد العزيز في فقه أنواع الأوقاف وطرق الاستثمار.

5ـ خبير في صياغة الصكوك الوقفية وتفسيرها في المحاكم الشرعية.

أخلاقه، وصفاته:

  بذل الشيخ ناجي عجم ـ رحمه الله تعالى ـ ;حياته في الدعوة إلى الله، فكان من أبرز أعلامها، وكان نموذجاً للعالم المعلم، والمربي الموجه، والفقيه الأصولي المتمكن.

   كان -رحمه الله- في غاية التواضع والسماحة والرفق، والأدب الجم مع المحب والمخالف، ولم يبخل على أي طالب جاءه للمشاورة أو الدراسة على يديه في علم الفقه وأصوله، وسعى العشرات من طلاب الدراسات العليا ليتشرفوا بإشرافه على رسائلهم ومن توجيهه لهم، وخدم الشيخ ناجي رحمه الله طلاب مدينة جدة في جامعة الملك عبد العزيز من خلال التعليم الأكاديمي الطويل، والدروس العامة والخاصَّة في منزله، وقد قرأ مع مجموعة من إخوانه كتاب «اللباب» في الفقه الحنفي كما درس مجموعات من إخوانه وأحبابه علم الفرائض الذي تخصص فيه، وأتقن حل عويص مسائله.

  وكانت آراؤه واجتهاداته وفتاواه الفقهية محل اهتمام واحتفاء، بل ثقة وقبول.

   وللشيخ - رحمه الله- هيبته ووقاره وسمعته وأخلاقه وابتسامته التي يأسر بها كل زائر.

مرضه، ووفاته:

   عانى الشيخ من مرض عضال ألمّ به، ومكث فترات طويلة في المصحات يتلقى العلاج إلى أن تماثل للشفاء، وما إن شعر بتحسن في صحته، حتى طلب من أهله أن يأخذوه إلى المدينة المنورة، لزيارة المسجد النبوي الشريف، والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مساء يوم الجمعة 15 ربيع الآخر 1427هـ الموافق 13 مايو 2006 وافته المنية رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

  وهكذا طويت صفحة من صفحات العلماء، وذبلت وردة فواحة في رياض الصالحين، وانتقل إلى جوار أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين.

أصداء الرحيل:

الساحة الفقهية تفقد «ناجي عجم»:

برز في علم الفرائض وتأصيل القواعد

  وكتب طالب بن محفوظ (جدة) في جريدة عكاظ الصادرة في السعودية يقول:

   فقدت الساحة الاكاديمية والعلمية والفقهية احد ابرز رجالاتها، وهو فضيلة الدكتور ناجي عجم استاذ الفقة والاصول بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

  ويعد الشيخ عجم من ابرز المتخصصين في علم الفرائض وعمل بداية حياته العملية بالمملكة استاذاً بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة ثم انتقل الى جامعة الملك عبد العزيز ليكون من اوائل المؤسسين لقسم الدراسات الاسلامية بالجامعة منذ اكثر من عشرين عاماً اضافة الى خطبته للجمعة بمسجد الجامعة لفترة تماثل هذه المدة.

  كما عمل خبيراً فقهياً بمجمع الفقة الاسلامي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الاسلامي وفي معلمة القواعد الفقهية بالمجمع، وكان الدكتور ناجي عجم قد ادخل المستشفى بعد آخر جمعة في رمضان خطب فيها وعاد اليه بعض من صحته بعدها ذهب الى المدينة المنورة للزيارة ووافته المنية هناك يوم الجمعة وصلى عليه بالمسجد النبوي ودفن بمقابر البقيع.

  تحدث عن مآثر الشيخ ناجي عجم بعض زملائه في الجامعة الذين اكدوا جميعاً على ما يتميز به فضيلته من فقه واسع وعلم راسخ وخلق حسن.

تأصيل القواعد الفقهية:

  فقد وصفه العلامة الدكتور عبدالله بن بية الذي عاشره وزامله لاكثر من عشرين عاماً في الجامعة بأنه رجل اتصف بالصلاح والعلم وحسن العلاقة مع الجميع وكان زميلاً يحظى بالود والتقدير من زملائه مضيفاً فضيلته لم نر منه الا خيراً و ما سمعنا منه الا خيراً موضحاً انه - رحمة الله - كان مثالاً للمعلم الذي يتحمل رسالة العلم نقلها الى طلابه بأسلوب قل ان تجده في غيره وقال الدكتور ابن بية: ان الفقيد - رحمه الله - قام بجهود طيبة وكبيرة في تأهيل القواعد في معلمة القواعد الفقهية بجميع الفقه الاسلامي .. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذوية الصبر والسلوان.

نقاط في حياته:

  أما الدكتور خلدون الأحدب الذي زامل الشيخ عجم منذ أكثر من عقدين في الجامعة وأسس معه قسم الدراسات الاسلامية، فأوضح أن الفقيد -رحمه الله- تميز بالعديد من الميزات التي لا يمكن حصرها في عجالة مثل هذه ولخصّ الدكتور الأحدب هذا في عدة نقاط أهمها تميزه -رحمه الله- في الفقه الاسلامي وفي علم الفرائض على وجه الخصوص التي قام بتدريسها لأكثر من عقدين حيث كان من ابرز المتخصصين في ذلك فافاد طلابه افادة كبيرة في هذا المجال.

  الأمر الآخر مشاركته في مجمع الفقه الاسلامي كخبير فقهي وشارك معه في عدة مؤتمرات في موضوعات مختلفة وقدّم دراسات وخبرات فقهية آخرها دورة المجمع التي أقيمت في عُمان.

  والأمر الثالث: اشرافه على العديد من الرسائل العلمية في مرحلة الماجستير بجامعة العلوم والتكنولوجيا في اليمن اضافة الى انه من اوائل من استلم رئاسة قسم الدراسات الاسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز التي كانت فترة متميزة فهي الفترة التي وضعت فيها مناهج القسم.

وأوضح الدكتور الأحدب أن الشيخ عجم -رحمه الله- عرف بالتزامه وصلاحه ودماثة خلقة وخاصة مع طلبة العلم الذين كانوا يحظون منه بالرعاية ويشد على أزرهم ويتابعهم.

قريب من طلابه:

  أما الدكتور عبد الله بصفر (أحد زملائه في الجامعة وواحد من الذين درسوا على يديه) فأوضح أن الشيخ عجم -رحمه الله- امتاز باتقانه العلمي ومعلوماته الثرية الاصيلة وكان يحرص على طلابه أن يكونوا متقني العلم الشرعي بل يكونون أقوياء فيه حتى أنه كان حريصاً في رمضان أن يؤدي معهم صلاة التراويح مشيراً الى أنه -رحمه الله- كان يعلمهم أن العالم الشرعي هو أولى باتقان العلم واضاف بصفر أنه -رحمه الله- متابع لقضايا الأمة الفقهية بشكل دقيق وكان يمتاز بالبشاشة وهو من الاساتذة القلائل الذي يبقى لفترات طويلة يستمع لطلابه وكان يتعامل مع كل شخص، وكأن بينهما معرفة طويلة فاحب الناس واحبوه.

رحمه الله تعالى رحمه واسعة، وأسكنه فسيح جناته.

مصادر الترجمة:

١- رابطة العلماء السوريين: بقلم الشيخ مجد مكي.

٢- موقع جريدة عكاظ السعودية. 

٣- مواقع الكترونية أخرى.