سلسلة يوم في تلمسان 10

معمر حبار

اللباس الجزائري.. أصالة وتطور

clip_image002_35da3.jpg

clip_image004_90f4a.jpg

clip_image006_e42d4.jpg

خاتمة الزيارة لتلمسان، كانت شراء وقراءة كتاب "الزي التقليدي، تراث ثقافي حي للجزائر"، وزارة الثقافة، تلمسان، 2011، من 125 صفحة..

إعتمد الكتاب على تقديم اللباس الجزائري النسوي والرجالي من الناحية الفنية، مرفوقا بجملة كبيرة من الصور لكل لباس. وهذه النقطة لم يتعرض لها صاحب الأسطر، تاركا التطرق إليها لأهل الفن والصنعة.

أما فيما يخص تأثر اللباس الجزائري بمرور الحضارات، والغاية من لبس الجزائري لهذا اللباس أو ذاك، فهو الذي يركز عليها صاحب هذه الأسطر.

يرى صاحب الكتاب في صفحة 22، أن "الحايك الجزائري يحمي من وهج الشمس ولفح الشتاء". إذن الحايك الجزائري الذي تلبسه المرأة الجزائرية، له علاقة بالمناخ الجزائري، فهو يحمي ويقي.

ويرى في صفحة 40، أن "الفوطة المقلمة الذي تلبسه المرأة الجزائرية، له علاقة بضمان خصوبة المرأة المتزوجة". مايعني أن لباس المرأة الجزائرية، يعود لعادات ورثها الأبناء عن الأجداد، بغض النظر عن صحتها، أورفضها أو قبولها.

وفي نفس السياق، يرى في صفحة 49، أن  لباس المرأة الجزائرية كان "يصل الى الكاحل أو إلى بطة الساق بشكل يسمح بإظهار أساور الكاحل الضخمة المسماة خلخال او رديف التي لاتخلو منها زينة النساء من الحلي".

وعلى سبيل المثال، يرى في صفحة 70، أن "بعض ألبسة الجزائرية، كـ"تاقندورث" القبائلية التي تلبس المرأة قماش فوقه تلف خصرها، لتزيد في الستر والحشمة". فهذا النوع من اللباس له علاقة بالستر، الذي تتبعه المرأة الجزائرية بفطرتها السليمة.

أما فيما يخص علاقة اللباس الجزائري بالاستدمار الفرنسي، فيتحدث في صفحة 84 على سبيل المثال عن إختفاء " القفطان أثناء الاستدمار الفرنسي لتكلفته العالية، ثم أصبح يمثل "الأكثر فخامة في الثقافة الجزائرية في مجال الأزياء التقليدية". وفي نفس السياق يرى في صفحة92، أن لباس " كاركوا العاصمة: تأثر بالنمط الفرنسي وخاص بالنساء الحضريات العاصميات"، مايدل على أثر الاستدمار الفرنسي، وهذا أمر طبيعي لمن عاش تحت الاستدمار الفرنسي 132 سنة.

لكن ما يجب التأكيد عليه، أن بعض الملابس فعلا كانت نتيجة الاستدمار الفرنسي، لكن بقيت محافظة على الأصل العربي، مايدل على أن الجزائري مازال محافظا على أصالته في اللباس، رغم مرور 132 سنة من الاستدمار الفرنسي. وللتدليل على ذلك، يكفي أن القارئ يقف على صفحة 28-30، ليتأكد بأن البرنوس مازال " يرافق الرجال في حياتهم اليومية سواء الراعي في البراري والسهوب أو رجل الأدب في الوسط الحضري". وأن "البرنوس من الألبسة الرجالية التي تخطت حواجز الزمن".

تعرّض صاحب الكتاب وفي عدّة مناسبات، لاندثار بعض الألبسة التقليدية، أو في طريقها إلى الزوال، بسبب إجتياح اللباس الاصطناعي الأوربي والأسيوي، ولسهولته وتأثر المجتمع بالوافد الغربي. وهذه حقيقة يلمسها كل زائر ومشاهد.

الخلاصة التي من أجلها إشترى صاحب الأسطر كتاب "الزي التقليدي، تراث ثقافي حي للجزائر"، أن اللباس يعرف تطورا عبر الزمن، ومرورا بالجغرافيا، وأن بعض الألبسة تطورت لتناسب العصر، مع محافظتها على الأصالة العربية والذوق الجزائري، لكن لا يوجد أبدا لباسا إسمه لباس إسلامي، بل كان وما زال لباسا يتبع المجتمع في شماله وجنوبه وشرقه وغربه، وفقره وغناه، وتأثيره وتأثره، وثقافته، والأهداف التي لأجلها كان هذا اللباس أو ذاك. والمجتمع الجزائري، تربى منذ 15 قرنا على الفطرة السليمة، التي تدفعه ليقتني من لباسه النقي الطاهر المناسب لطبيعته المناخية والجغرافية، والذي يتماشى مع دينه وثقافته وأصالته.

بقيت الإشارة أن صاحب الأسطر إشترى كذلك كتاب "Le mariage à Tlemcen"، وهو يزور تلمسان، لكنه لا يرى ضرورة عرضه الآن.

وبعرض الكتاب تتم رحلة تلمسان، تحت عنوان "سلسلة يوم في تلمسان"، في 10 حلقات، يتمنى صاحبها كل الخير لأهل تلمسان، والتوفيق لكل زملاء الرحلة..

عبد المالك فلاحي....محمد عبد الفتاح مقدود..يونس بوناقة...عبد الحميد رولامي..سفيان البراهمي...احمد ملياني ...سناء من الشرفة...سمير تمهلولت..عبد الحميد من اولاد فارس...مصطفى حريشان...الطيب كرفاح...معمر حبار....معمر عيساني..عبد الله محمدي بوزينة...محمد الامين قانيت...محمد مساد..أحمد بن دريس.