وحَمَلَهَا الإنسانُ

د. محمد الخليلي

إلهيَ هذي الحياةُ الغرُورْ

وقلبي بذاكَ نارٌ ونورْ

فمن طينةٍ قد أقمْتَ قوامي

وما الطِّينُ إلاَّ متاعٌ لِبُورْ

نفختَ الحياةَ بجسميَ روحاً

وروحُك تسري بكلِّ الأمورْ

عرضْتَ الأمانةَ يا ربَّنَا

فأشفقنَ منها ... وكلٌّ يخورْ

أبيْنَ الأمانةَ في حملِهَا

فهذي السماواتُ تخشى الثُّبُورْ

وقد خشيتْها الأراضينُ طُرأً

، كذاك الجبالُ تخافُ الغُرُورْ

وحمِّلْتُها بجهالةِ نفسي

دفعْتُ بذلك أغلى المهُوُرْ

وما بين نفسٍ وجسمٍ صراعٌ

يدورُ.. يدورُ.. يدورُ .. يدورْ

فأطفئْ لظى الحربِ بينهُمَا

فأحملَ مشعلَهَا وأثورْ

أؤدي الأمانةَ لا أنثني

فإنِّي خليفةُ ربٍ شكُوُرْ

2×2

الدَّائبانِ على التَّسيارِ قد دأَبَا

ويجريان بأمرِ اللهِ إذعانَا

لا الشَّمسُ تسبقُ نورَ البدرِ في غَسَقٍ

ولا السَّنَا سابقٌ أمَّ الضِّيا شَانَا

منازلاً قد قَضَاهَا اللهُ تكرمةً

؛فالبدرُ يذوي بأمرِ اللهِ إمعانا

ثمَّ يكونُ كعرجونٍ بلا ألقٍ

؛؛ وهكذا النَّاسُ أشكالاً وألوانَا

واللهُ يسلخُ ضوءَ اليومِ توطئةً

ليُنشئَ الليلَ تفريجاً، وإسكَانَا

هما الجديدانِ في الأكوانِ منفعةٌ

يجريهما اللهُ للإنسانِ إحسَانَا

والدَّارُ دارانِ إذ لا ثالثٌ لهما

فاعملْ لأُخراهُما خيراً وإيمانَا

إنَّ السَّبيلَ إلى النَّجدينِ واضحةٌ

فانبذْ سبيلاً بها الإفسادُ قد كَانَا

والنَّاسُ في أصغريْهِمْ قد بدوْا فِرَقَاً

فاجعلْهُمَا في عِدَادِ الخيرِ قرآنَا