تراتيل حمصية

عبد المحسن نعامنه

تراتيل حمصية

عبد المحسن نعامنه

ارى حمص تورق في يومها

ألفَ مره !!

تزف العذارى...

الى موكب الصبح حيث السنونو!

وحيث اللقاء المبللُ

بالأغنياتِ

وحيث القمر.. !

أرى حمص تقطف من قلبنا..

ألف زهرة !!

تعلق أطفالها ..

في نواصي الشجرْ !!

هنيئاً لمن قابلوا موتهم

بابتساماتهم ..!

كأن لهم موعد ٌ مع الموت ..!

ذاك الأب المورق الدفتينْ...

كأن لهم موعد ٌ ..

في المطرْ !!

وحمص لمن يجهل الاتجاه ..

قرينة قلبي وحمص دموعي

وحمص استراحة عشق تلوى

على هدأة من ازيز المدافع

وحمص ....................

ثوت مثل ام تحضر شاي الصباحْ

تكسر خبزالسماء

لأبنائها !

في قصعة من دم

 ودموعْ!

كأني اراها على صفحة كأس

حين التأمل !

أو حين  تمضي رسائل ..

قلبي كبعض القلوع ْ!

وحمص انكسار دمي

على صخرة الموت

في نزفها

وحمص اعتراف

بأن المدائن

كانت لتبقى

وان قرروا جرفها!

وحمص العيون التي

أغمضت طرفها..

ولكنها ترى النور في كل شرق

وان...

حاولوا حذفها

أجل كم جميل ..

هو الموت في زمهرير الشتاءْ

يغطيك ثلج العواصم..

حتى تردد الفا من الاغنيات

لتمضي الى حيث سار الجميع..

بغير بكاءْ!

تشقق قلبي.. حمص

فأخرجت عينيك من جوفه

وكانت فساتينك البيض

مثل الملائكة البيضْ

وكان الدخان يعانق صدر السماء

تعالي نعزف لحن الفناء

لعل الغناء يقينا القنابلْ !

تعالي

لنرفع انقاض قلبي الذي

مزقته المعاولْ!

وحمص امتداد الصباح الى

واحة من أملْ

وحمص التي تلد الثائرين

على غفلة من  حصارْ

تبدد أحزاننا بالقبلْ

أجل كم أود احتضان السحاب

الى قاسيونْ!

الى الغاب حيث التقاء

النواعير بالحزن في غفلة

من دم ...

لتمضي الى حمص كل العيون!

أجل

كم عراة غدونا

ونحن نرى دمنا

حين يمضي !

ونحن نرى لحمنا

بين قطع

وطحن وذبح وعض

أجل كم عراة غدونا!

فصرنا كعاهرة

تحاضر في مبطلات الطهارة

وقد أصبحت

دون دين وعرض !

لقد بح حزني

وسافرت أضلعي باتجاه الخريفْ

ولكن حمص لها في دمي

وقعها وهي تنزفْ

ولكن حمص التي حاصرتني

تقطع كل التفاعيل حتى

يظل دمي مشهرا سيفه !

وابقي لحمص الحروف

وابقي لها معبرا من دم

عبدته المحابر!

لاحتل كل البلاد وكل القلوب و كل

المعابر !

ارى جعفر البرمكي

على عضبها واقفا

يقهقه

شاتما كل ارث العربْ

اشاهد خيل المجوس

وخيل اليهود وخيل التتار

جميعا تحارب خيل العربْ !

فما ظل في جسم حمص

مكان بلا طعنة

من اخ او عدو

لألف سببْ

تداعى الجميع على قصعة

من دم عندنا

تقاسم أهل الشمال وأهل المغارب

أشياءنا

وحين أبينا

قسموا خبزنا

ومن أجل حمص أنادي

على قلم أقالته خيل الهزيمة

منذ سنينْ

ومن اجلها اعتلي منبرا للقصيدة

قد فارقته الحروف الى غير ارض

وغير وطنْ

لان الدم الغض في ارضها

صار حبرا

يخالط ليمونها وهو ينبت

في ظل حاراتها المتعبه

لقد اوجع الدم في ارضها

كل حر الى ان غدت

ظبية شاحبهْ

ترى كم دم ينبغي ان يضيع

حتى يثور لدينا الدم

ترى كم قتيل

يجر قتيلا الى حتفه

كي تفهموا

دمشق اعدي لمثلي

الكؤوسا

فهذي امية قد خانها

جعفر البرمكي وسلمها للمجوس

ساشرب نخب انقضاء العروبه

بعد ان ادخلوا

للفراش المجوسا

دمشق اعدي لمثلي الكؤوسا

وحمص لها في كتاب المدائن

اخواتها

فقد كانت القدس

اختا لها في الجريمه

وبغداد كانت

حتى تتم الوليمه

فصارت سيول الدماء

بلا وجهة

فلا النيل يجري الى مستقر

ولا دجلة ينحني كي

يضم الفرات بشط العربْ!

لماذا تصير الدماء

شرابا لدينا

فيملأ لونها

كل دربْ

كأن على الشام جبريل

يبسط الف جناح!!

اليك يلوذ الضعيف

الهي اليك الرواح!

تسائلني حمص هل كسرت القلمْ؟

فقلت لها ان فن الكتابة

يعني بان تخلط حبرا

بدمْ!!

بان ترسم الجرح من حده

الى حده دون حنث بعهد

واخلاف وعد

مضى وقسمْ!!

وحمص الحبيبة قد ارجعتني

الى اسطري

الى رزمة الورق الاصفر

لابذر في بيدر الشام هذا الرصاص

وهذا الغضب

تعالوا نعد العواصم

من اول السطر حتى النهايه!

تعالوا نعد سيول الدماء التي

ينبغي ان تسيل

الى ان تتم الحكايه!

الهي لماذا خلقت الطغاه

وقد حاربوك؟!!

لقد حطموا عنفوان المساجد

داسوا المصاحف تحت النعال

وقد انكروك!!

الهي انتقم منهم

عاجلا

لكي يعرفوك!!