يرسمُ بالطبشورِ

أحمد عبد الرحمن جنيدو

يرسمُ بالطبشورِ

أحمد عبد الرحمن جنيدو

سوريا حماه عقرب

[email protected]

لم يكتبْ فوق جدار الصمت ِ

سوى الصمت ِ،

طويلا ًكانَ سكوتي،

جاءَ الطفلُ يلوّنُ ضحكته ُبالطبشور ِ.

يصرخ ُمن أعماق ِالخوف ِ

لأوجاع ِالكبت ِ،

ينادي،والغربة ُتلفحه ُفي وطن ٍ،

والصوتُ زئيرٌ،

ثوري يا سوريّةُ ثوري.

فتح َالليلَ بكفـّيه ِ،

وانتشرتْ نظرتهُ في الأرجاء ِ،

يجادلُ خنزيرا ًبالصدر ِالمكشوف ِ،

يقابله برصاص ِالغدر ِ،

فيصرخ من دمه أنا سوري.

وأظافره تحكي ألما ً،

يتخطـّى وجعي وشعوري.

لا يعرفه ُقاتله ُ،

هو يعرفُ قاتله ُ،

ـ من أنت ؟!

ـ الآخرُ في حقل ِالموت ِ،

وأنتظرُ الوقت َودوري.

دمه ُأنشودة ُفجر ٍ،

وصلاة ُملاك ٍفي ضفـّة ِكوثره ِ،

في يده غصن ُالزيتون ِ،

على الخدِّ الألوانُ الحمراءُ

البيضاءُ السوداءُ الخضراءُ،

فقدْ رسمتها الأمُّ بعيْدَ الفجر ِ،

بدمع ٍمنثور ِ.

بغياب ٍمن حلم ٍفالطفلُ حضوري.

ـ يا أنت ألا تخشى الموتَ هناك !!

فصدرك صحراءٌ،

وجهك أحلام ٌ،

عينك نوري.

  *****

لمْ يكتبْ فوق جدار الحلم ِسوى حرّيّه ْ.

فأتاه القتل أياد ٍهمجيّه ْ.

هذا الخذلانُ من العربيّه ْ.

لا يعرفُ معنى الوطنيّه ْ.

لا القوميّه ْ.

لا لا الحرّيّه ْ.

لا حتـّى الإنسانيّه ْ.

فيحاوره بالدمويّه ْ.

هذا مفهوم ُالفاقد ِللشرعيّه ْ.

لمْ يعرفْ أنَّ الموتَ مقابل َحرّيّته

أوصله ُالأبديّه ْ.

ماتَ الطفلُ بكلِّ الوحشيّه ْ.

لمْ يأبه ْقاتله ُ،

لمْ يبك ِضميرُ البشريّه ْ.