نعتذر للسوريين

زهير سالم*

رئيس لجنة التحقيق الأممية التابعة للأمم المتحدة والخاصة بسورية، والتي تشكلت منذ 2011..أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 25/ 10 / 2021:

نعتذر للسوريين لم نستطع حمايتكم !!

وفي تقرير مفعم بالمهنية والروح العدلية الحقوقية والإنسانية ألقى رئيس لجنة التحقيق الدولية أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة تقريره المكون من ست وأربعين صفحة وهذه عناوين من تلك الصفحات ..

يخطئ من يظن أن سورية أصبحت بلدا آمنا لعودة اللاجئين..سورية ما تزال وطنا طاردا لسكانه وللمزيد من اللاجئين ..

يخطئ من يظن أن الوضع الأمني والعسكري في سورية يسير إلى التهدئة بل إلى المزيد من التصعيد ..ونتابع هذا يوما بعد يوم

 

السوريون الذين فكروا في العودة إلى وطنهم ، متجاوزين العقبات،رأوا كل شيء تركوه في أوطانهم مدمرا ومنهوبابما فيه عقاراتهم ..

لا يزال ملايين السوريين الذين يعيشون تحت سلطة الأسد يواجهون مثلثة الإرهاب والخوف والحزن ..

في سورية ما تزال الحرب، وما يزال القصف؛ يطال كل المرافق الحيوية، بما فيها ما تبقى من مدارس ومستشفيات..

في جنوب غرب سورية - درعا وما حولها - تقوم قوات الأسد بإعادة السيطرة التدريجية، مستخدمة ألوانا من الحصار الكامل والجزئي.

شمال شرق سورية ميدانا لعبث قوى التفجير كما نسمع كل يوم عن عفرين وعين العرب..

في المخيمات السورية بما فيها مخيم " الهول" ملايين الأطفال يدفعون الثمن، لا يمكن للأطفال أن يدفعوا ثمن أخطاء آبائهم مهما كان شأنها، يقول بينيرو في التقرير!!

المعتقلون السوريون يشكلون جرحا نازفا في الضمير السوري.، والإنساني، وإن لم نستطع الافراج عنهم، فعلى الأقل أن نضغط لتحسين ظروف اعتقالهم..!! ويتساءل: هل يمكن أن نتشاغل عنهم، ونبقيهم منتظرين ؟؟!!

يختم السيد باولو بينيريو : نعتذر منكم أيها السوريون لأننا لم نستطع حمايتكم !!

اعتذار كنت أود سماعه من رؤوساء الائتلاف المتعاقبين وأعضائه الدائمين، ثم من أعضاء اللجنة الدستورية المتشاغلين..

وقول يا عين ليه تبكي مدام الليل ما لوش آخر.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية