الحلقة الثانية من فن الزواج

هند مناصرة

أبناؤنا على أعتاب البلوغ

"البلوغ عند الأنثى"

الحيض

هند مناصرة

تنقضي أيام الطفولة في حياة أبنائنا سريعاً، لنجدهم على أعتاب مرحلة جديدة ألا وهي البلوغ، وهذه المرحلة تتطلب اهتماماً خاصاً من الأهل، وخاصة للبنات فهن بحاجة إلى الاهتمام والعطف وألتربيه.ليتم اعدادهن لدورهن في الحياه....

تقول إحدى الأخوات "... بالرغم من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالبنات إلا أننا مازلنا حتى اليوم نسمع عن قصص عديدة يقوم فيها الأهل، على وأد بناتهم وليس المقصود هنا دفنها في الأرض، وإنما دفنها في هموم العمل المنزلي، وعدم رعايتها والاهتمام بها"[1]. هذا ومن أبرز علامات البلوغ عند الفتاة هو الحيض، الذي كتبه الله على بنات حواء... لتتهيأ به لرسالتها المستقبلية...

ويكمن سر الحياة البشرية في تركيب جسم كل من الرجل والمرأة، وباتحادهما بالزواج ينشأ ذلك الكائن الجديد، يقول الله تعالى في كتابه العزيز " يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " [2].

يخلق الله تعالى في جسم الأنثى منذ صغرها البويضات، وتوجد في المبيض الذي هو جزء من الجهاز التناسلي للمرأة، وهذه البويضات تبقى في سبات عميق حتى سن البلوغ وبدأ الحيض.

كيف يحدث الحيض؟

عند البلوغ "يرسل الدماغ هرموناً من الغدة النخامية الواقعة فيه إلى المبيض يساعد البويضة على النمو، وعندما تكبر وتصبح ناضجة يرسل الدماغ هرموناً آخر يساعد البويضة على الخروج من المبيض، وهذا يحدث كل شهر مع كل بويضة في المبيض، إلا أن عمر البويضة قصير جداً، فبعد خروجها من المبيض تعيش يوماً واحداً تستطيع خلال هذه الفترة أن تتحد مع حيوان منوي من الأب ليتكون الجنين.

وفي هذه الأثناء يستعد الرحم لاستقبال البويضة ببناء بطانة غنية بالمواد الغذائية والشعيرات الدموية، والمواد المخاطية استعداداً لحصول الحمل. تحدث هذه الاستعدادات كل شهر سواء كانت للبويضة أو للجنين.

إلا أنها في حالة عدم التلقيح، وبعد خروج البويضة من المبيض تسير في قناة فالوب، وبعد حوالي خمسة أيام تصل الرحم، ويكتشف الرحم أنها بويضة غير صالحة لتكوين الجنين.

تعريف الهرومونات:

 

هي مواد كيميائية تعمل بكميات غاية في االبساطة، وتدور في الدم بصفة مستمرة ليل نهار، تقرر في جسدنا نسبة النمو والشكل والنعومة، والرجولة والأنوثة، والقوة والضعف والانفعالات وكل ما يمت إلى البقاء بصلة، ولها أبعد الأثر في وظائف أعضاء الجسم جميعاً الخامل منها والعامل.

وحتى تصرفات الشخص وأخلاقياته وعاداته وأحكامه على الأمور وعلى الأشخاص كلها تقع تحت سيطرة هذه الهرمونات

فيبدأ بالانقباض وتنسلخ بطانته وتخرج مصحوبة بالدم وتخرج البويضة معها، وهكذا يحدث الحيض.

 وهناك بعض الأعراض الجسمية والنفسية للحيض منها:

1.  الأعراض الجسمية / صداع وآلام في الظهر وأسفل البطن والمفاصل، شعور بانتفاخ البطن.

2.  أعراض نفسية / توتر وقلق تغيرات مفاجئة في المزاج، الاكتئاب، القابلية للاستثارة، ضعف التركيز، النسيان، الرغبة الملحة في النوم، وهذه الأعراض تتلاشى بالتدريج مع نهاية الحيض.

هذا وتحدث دورة الحيض خلال مرحلة غير قصيرة، في حياة الأنثى تزيد على ثلاثين عاماً، وهي مرحلة النضج والخصوبة[3]. ومدة الحيض من (3 – 7) أيام وأكثره عشرة أيام، يتناوب المبيضان على إخراج بويضة كل شهر.

الجوانب الشرعية في الحيض:

- الحائض تمتنع عن الصلاة والصيام والمعاشرة الزوجية، ومس المصحف بدون حائل أثناء فترة الحيض، لقوله تعالى: "يسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن.."[4] ويجب الاهتمام بشدة بالنظافة الشخصية أثناء الحيض، لأن دم الدورة له رائحة غير مقبولة، وتزداد هذه الرائحة عند الإهمال مما يؤدي إلى التهابات مهبلية بعد الحيض، فيجب تغيير الفوط الصحية كلما دخلت الحمام، وغسل منطقة الحيض بالماء باستمرار.

- الاغتسال من الحيض: بعد انقطاع الدم بشكل نهائي، وجفاف الملابس بشكل كامل أو رؤية الإفرازات التي تلي الحيض وقد أصبح لونها أبيض أو أصفر يكون الاغتسال هنا واجباً، حتى تستأنف المرأة حياتها بشكل طبيعي، فتصلي وتصوم، وتحل لزوجها....

 أما عن كيفية الاغتسال فمن السنة أن تبدأ أولاً بالنية فتنوي في قلبها أنها تريد الطهارة من الحيض، ثم البسملة ثم تغسل موضع النجاسة، ثم تتوضأ مثل وضوء الصلاة، ثم تصب الماء على رأسها، وجميع بدنها بدأً بالجهة اليمنى ثم اليسرى،  ثم تغسل قدميها في النهاية. هذا وإن الطهارة من الحيض مسألة مهمة ينبغي أن تقوم بها الفتاة بالشكل الصحيح لأنه يترتب عليها قبول العبادات، وتأديتها بشكل سليم.

البلوغ عند الذكر

.. من أهم علامات البلوغ عند الفتى هو الاحتلام، وخروج السائل المنوي بشهوة فكيف يحدث ذلك؟ عندما يصل الفتى سن البلوغ يبدأ إنتاج الحيونات المنوية في الخصيتين في أنابيب صغيرة، وتتجمع في منطقة تسمى البربخ ليتم إنضاجها هناك.

بعد التخلص من الحيوانات المنوية غير الطبيعية تسير في القنوات المنوية حتى تصل إلى المستودع فتخزن إلى حين الاستعمال، ويستغرق إنتاج كل واحد من الحيوانات المنوية بين    " 65 – 70 " يوم وأعدادها تبلغ الملايين .

وعند استعداد الحيوانات المنوية للقذف خارج جسم الرجل، تخرج من المستودع وتسير في القنوات  المتجهة نحو الخارج، وفي طريقها تزودها الغدد التناسلية بمواد لزجة، ومواد غذائية تساعدها على الحياة، وتحميها من بقايا البول الموجود في الإحليل الذي تمر فيه الحيوانات المنوية والبول إلى الخارج، وتخرج على هيئة سائل منوي، ويحتوي هذا السائل على مواد تساعده على أداء مهمته وهي:

1.  الماء / وسيلة انتقالها من الأب إلى رحم الأم.

2.  السكر/ مصدر الطاقة والغذاء ويحافظ على نشاطها وحيويتها.

3.  الأملاح / حتى يحافظ على بيئة صالحة لها.

وهناك مواد أخرى تجعل السائل لزجاً، وسميكاً وتحمي الحيوانات المنوية من حموضة الإحليل عند الرجل، والمهبل عند المرأة، وترافقها كذلك مادة تعمل على إحداث انقباضات في الرحم بعد دخولها إلى قناة المهبل، مما يساعدها على الصعود سريعاً نحو قناتي فالوب للقاء البويضة، عمر الحيوانات المنوية أطول من عمر البويضة فإنها تعيش خارج الجسم لمدة 48 ساعة، وفي هذه الفترة تستطيع التقاء البويضة وتكوين الجنين"[5].

لماذا نتزوج؟

لكل سنة من سنن الله تعالى حكم ومقاصد عظيمة، لا تقتصر على الفرد، بل تتعداه إلى مجموع الأمة، والزواج لا يشذ عن هذه القاعدة، فهو استمرار للحياة البشرية على الأرض بالتكاثر، والإنجاب المدفوعين بهذه الغريزة القوية في النفس البشرية، حتى يتحقق ذلك الامتداد، يقول الله تعالى: "وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ" [6].

·  الزواج تلبية لسنة المصطفىe، وقد حث عليه الشباب، ورغبهم فيه، وحض على الاستمتاع بطيبات الحياة الدنيا، بشكل لا تكون شغلهم الشاغل، وكذلك أنكر على من يخالفون فطرتهم، وذلك في الحديث الوارد عن حميد بن أبي حميد أنه سمع أنس بن مالك t يقول: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي e يسألون عن عبادة النبي فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا، وأين نحن من النبي وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر أنا أصوم الدهر فلا أفطر، وقال آخر أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله e فقال أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني" .[7]

·   بالزواج يتم تنظيم الغريزة الجنسية في إطارها النظيف العفيف لأن ذلك الإشباع الجنسي من أهم مقاصد الزواج، ولا يستطيع الرجل أن يعيش بدون المرأة ولا هي كذلك، يقول أحد الأدباء في هذا السياق "يختلف حب الرجل للمرأة عن حبها له، لانفصالها عنه وكونه لها أصلاً، وكونها فرعاً منه، فحبها له كحنين الغريب إلى وطنه، وهو يحن إليها حنين الكل إلى جزءه الذي انفصل عنه، لذلك هو يحس بالنقص بفقدها، وهي تحس بالضياع لبعده، كضياع الغريب في غربته"[8].

·  يتزوج الإنسان رغبة في الولد، الذي هو امتداد لأبيه، وسنده في كبره، لقوله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً ....

·  والولد الصالح ينتفع به الأهل حتى بعد مماتهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له".[9]

·  وإذا مات الولد صغيراً كان ذخراً لأهله يوم القيامة، وشفيعاً لهم لأنهم يقفون على باب الجنة حتى يدخلوا آبائهم وأمهاتهم معهم، وإذا كن بنات فرباهن وأحسن إليهن كن حجاباً له من النار.

·  ما تهاونت أمة بالزواج إلا انتشرت الفاحشة بين أفرادها، فبدون الزواج تنتشر الفوضى الأخلاقية، والجنسية كما هو الحال في أمريكا وأوروبا، وينتج عن ذلك تلك الأعداد الهائلة من الأطفال غير الشرعيين.

فالزواج هنا إعانة للشباب على غض البصر، وحفظ الفرج، وصيانة للأعراض، والبعد عن الحرام، والإقلاع عن بعض العادات الضارة المنتشرة بين الشباب مثل العادة السرية.

·  وبالزواج تنشأ الأسر، والأسرة هي المحضن الطبيعي الذي يتولى حماية الأبناء، حيث "أن الطفل الإنساني أطول الأحياء طفولة ليحسن إعداده وتدريبه للمستقبل.... والأسرة الهادئة ألزم للنظام الإنساني وألصق بفطرة الإنسان وتكوينه ودوره في الحياة"[10].

·  الزواج ضروري "لاكتمال خصائص الرجولة والأنوثة فكثير من تلك الخصائص لا تتحقق إلا في ظلال الحياة الزوجية، كمشاعر الأبوة والأمومة، التكامل في الواجبات، والحقوق التي يتبادلها الزوجان، والمسؤوليات التي يشعر بها كل طرف تجاه الأسرة"[11].

·  تتحقق بالزواج بعض الأهداف السياسية، والعسكرية، حيث أن بعض الأمم مهددة بالإنقراض نتيجة لتحديد عدد المواليد في الأسرة، فإن كثرة عدد السكان من أهم شروط البقاء، والنصر عند الأمم، وهناك ما تخشاه بعض الدول مثل إسرائيل وهو ما تسميه "القنبلة الديمغرافية" وهو ضعف نسبة تكاثر اليهود مقارنة بالفلسطينيين "إذ يبلغ معدل الزيادة السنوية لليهود في إسرائيل 1.85 %، وهي تقريباًَ نصف معدل الزيادة السنوية للفلسطينيين البالغة 3.4 %[12].

يقول أحد علماء المسلمين "إذا كان عند الغرب قنبلة ذرية فعندنا قنبلة ذُرية ".

·  يقول تعالى في كتابه العزيز "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها ..." البحث عن الإنس والسكن والمودة والرحمة، والتي تخفف على الإنسان كثيراً من أعباء الحياة، وقسوتها فخير متاع الدنيا كما أخبر النبي u المرأة الصالحة.

وزوجـة الـمـرء عون يستعين iiبه
مـسـلاه فـكـرته إن بات في كدر
فـي  الـحزن فرحته، تحنو iiفتجعله
وزوجـهـا يدأب في تحصيل iiعيشه
إن عـاد لـلـبيت وجد ثغر iiزوجته
وزوجـهـا  مـلـك، والبيت iiمملكة





عـلـى الـحـياة ونور في iiدياجيها
قـد مـدّت لـه تـواسـيـه أياديها
يـنـسـى  آلامـاً قـد كان iiيعانيها
دأبـاً ويـجـهـد منه النفس iiيشقيها
يـفـتـر عـما يسر النفس، iiيشفيها
والحب عطر يسري في نواحيها[13]

كما أن الزواج عبادة يثاب عليها المؤمن اذا كان الهدف منه تحصين النفس من الوقوع في الحرام لقوله صلى الله عليه وسلم  "وفي بضع أحدكم صدقه" (والمباضعة هي الجماع ) قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: "إن رأيتم أن وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك إذاًوضعها في حلال كان له أجر "[14].

حُكم الزواج

ما يذهب إليه جمهور أهل العلم أن الزواج مستحب، للتائق إليه الذي لا يخشى على نفسه الوقوع في الزنا، فإن كان توقانه شديداً، بحيث يخشى على نفسه الوقوع في الزنا، وجب عليه الزواج، متى قدر على تكاليفه.

وهناك الكثير من الآيات في كتاب الله تعالى تحض على الزواج، وتدعوا إليه يقول تعالى في كتابه العزيز " وانكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم"[15].

وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم  المشجعة للشباب "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" [16].

هذا وان معظم الشباب والفتيات يؤخرون الزواج بسبب عدم القدره على التزاماته،او بسبب متابعة التحصيل العلمي .فاذا استطاعوا ان يجمعوا بين الدراسه والتعليم فهذا الافضل بحق الطرفين،لكن اذا ما تقدم للفتاة شاب على خلق ودين ينبغي ان يقدم الزواج على التعليم، وخاصه في هذه الظروف التي نحياها والتي عم فيها الفساد. خصوصا اذا كان حكم الزواج بحق هذه الفتاة واجب ،وطلب العلم مستحب وقد تتمكن من استكماله وهي في بيت الزوجيه،او تثقيف نفسها عن طريق المطالعه الدائمه والمستمره.

   وقد وجه سؤال للدكتور حسام الدين عفانه،حول هذا الموضوع تقول فيه السائله

(انا فتاه جامعيه تقدم لخطبتي شاب أرضاه لنفسي ،فايهما أولى مواصلة الدراسه ام الزواج؟؟؟؟؟؟؟؟؟

   اجابة السؤال كانت"ان ألاولى في حق هذه الفتاة ان تتزوج ،فان الزواج مقدم على التعليم، والزواج قد يفوت والتعليم يمكن استدراكه،وقد حث الاسلام على تزويج الفتاه اذا تقدم لها خاطب كفؤ.......وقد روي في حديث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا علي ثلاث لا تؤخرها،الصلاة اذا اتت والجنازة اذا حضرت ،والأيم اذاوجدت كفؤا"رواه الترمذي وقال حسن غريب .

 والأيم :هي المرأة التي لا زوج لها ،وبهذا يظهر ان الزواج مقدم على الدراسه والتعليم،وهو الأصلح للمرأة خاصه في هذا الزمان،الذي كثر فيه الفسادفي مجال التعليم وغيره من مجالات الحياه ،والزواج فيه محافظه على المرأه،وانسجام مع طبيعتها ووظيفتها الأساسيه .وقد يكون الاستمرار في التعليم سببا من أسباب عدم الزواج وخاصه اذا واصلت المرأة تعليمها الى مراحل عليا،لأنها حينئذ تتقدم بها السن ،وتقل الرغبه في الزواج منها.فالأفضل لهذه الفتاة ان تتزوج""فتاوى موقع يسألونك "شبكة الانترنت

أنواع الحب

 "الحب حاجة فطرية إنسانية كحاجة الإنسان للطعام، والشراب والكساء إن لم تكن أشد، والحب أربعة أنواع:

1.  الحب الإنساني / حب اليتامى والمساكين رغم عدم معرفتهم، الحب العام لا تطلب فيه مقابل.

2.  الحب العاطفي / حب الوالدين، الأخوة والأخوات....

3.  الحب الرومانسي / حب ما قبل الزواج، الانجذاب الشكلي ودوام التفكير في المحبوب.

4.  حب الصحبة  / ما ينشأ بين الرجل والمرأة بعد الزواج، وهو الحب الحقيقي، ومن صفات هذا الحب:

أ‌. يذهب الانشغال بالشكل إلى الاهتمام بأمور أخرى في الحياة.

ب‌.  يذوب فيه الجمال.

ت‌.  إذا حصل فراق بين الزوجين، أو سفر يزيد الحب والشوق ويقوى، بينما الحب الرومانسي قد يُنسى المحبوب بالبعد عنه ورؤية غيره.

صفات الحب الرومانسي:

1.  مثالي ولا يعطي استقرار ولا يبني أجيال.

2.  من صفاته التضحية المطلقة.

3.  إذا افترقوا فقد ينسي الآخر، فترى غيره أو يرى غيرها لأن التركيز على الشكل"[17] .

رأيت الحب نيراناً تلظّى                  قلوب العاشقين لها وقودُ

حب ما قبل الزواج

الحب شعور جميل، وسرٌّ أودعه الله تعالى في خلقه ليتآلفوا وتقوى روابطهم، وتمتد جسور الاحترام والثقة بينهم.

وكذلك حب الرجل للمرأة، وحب المرأة للرجل، حب فطري لا يمكن لأحد أن يتجاهله أو ينكره، أو يلام عليه لأنه لا دخل للإنسان في منعه.

فالرجال والنساء جزئين كل منهما مكمل للآخر، فلو لم يكن بينهم هذا الحب والود لم يتمكنوا من التكامل، "وجعل بينكم مودة ورحمة".

وقد سمعنا وقرأنا عن نماذج من قصص الحب عبر التاريخ الإنساني، وعند الأنبياء عليهم السلام، فهذا ابراهيم عليه السلام كان يحب زوجته سارة حباً شديداً، حتى أنه عاش معها ما يقارب الثمانين عاماً وهي لا تنجب، وهو من أجل حبه لا يريد أن يتزوج عليها إلا بعد أن أصرت عليه فتزوج هاجر u.

وسيدنا محمد عليه السلام ضرب مثلاً رائعاً، في حبه لخديجة حتى بعد وفاتها بسنوات، وحبه لعائشة t، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً قال: "يا رسول الله: في حجري يتيمة قد خطبها رجل موسر، ورجل معدم، فنحن نحب الموسر وهي تحب المعدم! فقال صلى الله عليه وسلم  : "لم يُرى للمتحابين مثل النكاح".

"وقصة مغيث وبديره كانت جاريه لعائشة t وبعد أن اشترتها أعتقتها وقد كانت زوجة لعبد اسمه مغيث، وكان يحبها حباً عظيماً، وبعد ان افترقا "لأنها أصبحت حرة" صار يلاحقها في الطرقات، ويستعطفها أن ترجع إليه ويبكي، وقد رأى هذا المشهد النبي  ومعه عمه العباس فقال لعمه إلا تعجب ومن حب مغيث لبريرة، ومن بغض بيرره مغيث؟ فرقّ قلب النبي له فقال لها النبي: لو راجعتيه، قالت: أتأمرني يا رسول الله، قال : إنما أنا شافع ، فقالت لا حاجة لي فيه[18].

وهذا علي يقف على قبر فاطمة ويقول:

حبيبي لا يعادله حبيب                    وما لسواه في قلبي نصيب

حبيب غاب عن شخص عيني            ولكن عن فؤادي لا يغيب

لكن ما يؤاخذ الإنسان عليه ويلام فيه، أن ينساق وراء حبه فيتحكم به، ويصبح المحرك له، مما قد يؤدي إلى مخالفة المنظومات الشرعية والأخلاقية السائدة.

أو أن يقوده هواه لترجمة ذلك الحب، إلى سلوكيات مخلة تثير الفساد في الأرض  ...فلا بأس أن تحب، بل لا بد من الحب، ولكن هناك رابطة واحدة يمكن أن تصل بين المحبين وهي رابطة الزوجية، فإذا لم يتسنى لك الارتباط الشرعي بمن تحب فعليك بالصبر والدعاء، أما ما يحدث من تبادل الرسائل، والحديث عبر الهاتف، أو الانترنت دون علم الأهل فهذا مخالف للشرع، ولن يقود إلى تكوين علاقة سليمة.

غير أن أعوان الشيطان يروجون للحب قبل الزواج، ويعتبرونه من أسس العلاقة الزوجية الناجحة، لكنه لن يقود إلا  إلى الزنا وانتشار الفساد، وضياع المرأة، لأن من يقبل أن يتسلى بالفتيات تحت مسمى الحب، هو في الواقع لا يحب إلا نفسه وشهوته فقط.

وقد يظن البعض أن الزواج الذي يكون بعد قصة حب يكون أنجح، ولكن الواقع يقول غير هذا، حيث أن العاطفة القوية والاندفاع في المشاعر بداية الحياة الزوجية، تخفي الكثير من العيوب التي كان كل طرف يتغافل عنها، فتبدأ المشاكل بالظهور تدريجياً والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى الطلاق.

"والحب الواقعي بين الزوجين ينمو ويكبر على مر الأيام، تدعمه العشرة الطيبة، والصحبة الحانية، فيحل تدريجياً كلما زادت معرفة كل واحد بالآخر[19].

فمهما أحببت فإنك لن تعيش في حياتك لحظة أعذب، ولا أروع وأرق من لحظة يأتي فيها حبيبك قائلاً "أحبك" وهو يعنيها. غير أن كلمات الحب أخذت تفقد معناها وسحرها، وحرارتها في هذه الأيام لكثرة ما تقال دون إحساس، وذلك بعد أن أصبح "رسول المحبين في هذا العصر هو الهاتف الخلوي، وأصبحت رسائل الحب الجاهزة في بعض مواقع الانترنت، كالقوالب الجامدة فلا إبداع فيها ولا عاطفة"[20].

ويعيش كثير من الشباب والشابات أجواء حالمة، ومثالية من خلال ما يشاهدوه من القصص الغرامية، والأغاني العاطفية تلك الصورة التي ما تلبث أن تصطدم بالواقع العملي للحياة الزوجية، والملئ بالتحديات والمسؤوليات، والالتزامات.

هنا قد يشعر البعض بالإحباط، لأن هذا الواقع لم يكن يتخيله بهذه الصورة، فيقع أمام خيارين إما الهروب من هذا الواقع، وعدم الرغبة في الصمود والاستمرار، وبالتالي فشل الحياة الزوجية. أو أن يجد في نفسه إصراراً على التكيف، والتغير وفهم الواقع واجتياز هذه المرحلة وتحقيق النجاح.

حالات الحب الفاشلة

كثيراً ما تحول الظروف بين المحبين، أو الخاطبين فلا يتم الارتباط ولا الزواج. فإذا ما حدث الفراق بعد اكتشاف زيف الحبيب أو خداعه، فإن نسيانه على النفس أيسر منه لو كان الافتراق لظروف خارجة عن إرادتهما.

وهناك بعض الخطوات يراها المختصين في هذا المجال مفيدة للتكيف مع الواقع الجديد، وتقبله في حياة المحبين، حتى يخرجوا أنفسهم من دوامة قد لا تنتهي.

ومن تلك الخطوات [21]:

1.  التقرب إلى الله تعالى، والإكثار من الصلاة والدعاء، وعقد النية على التخلص من ذلك الحب الفاشل، والرضا التام بقدر الله سبحانه وتعالى، فهو من يبتلي بالحب، وهو القادر على نزعه من قلب المحب، أو إبداله أفضل منه "وعسى أن تحبوا شيئاً وهو كره لكم ".

2.  عدم الإكثار من الوقوف على الأطلال، واسترجاع الذكريات، فكل ذلك سيؤدي إلى انتعاش الجرح من جديد، ويجلب الحسرة والألم والحزن، وقد يؤدي للاكتئاب "لا تقفي كثيراً على الأطلال، خاصة إذا كانت الخفافيش قد سكنتها... وابحثي عن صوت عصفور يتسلل وراء الأفق مع ضوء صباح جديد "[22] .

3.  عدم قراءة الأشعار، والرسائل القديمة في الغزل والحب، والتي كانت بينهما، والتخلص منها واتلافها وإن كانت عزيزة على القلب، كذلك التخلص من الهدايا، وكل ما يخص المحبوب، والابتعاد عن المواقف المؤثرة، والتي تقلب الأوجاع والذكريات. أضف إلى ذلك الابتعاد عن التلفاز، وسماع الأغاني، وقصص الحب في المسلسلات التي تحيي الجراح كلما اقتربت من الشفاء.

4.  عدم لوم النفس أو لوم الواقع، وقل هي تجربة مرت، وتعلمت منها الكثير، فالماضي كنز من الخبرات "... فليس مهماً كم من المرات قد فشلت في الماضي، أو كم من المرات وقعت ولكن المهم، هو التصرف الآن، والاستفادة من أي فشل... ولا تجعله مثل اللوحة التي كتب عليها قف" [23].

5.  لا تقنع نفسك بأنه لو كانت العلاقة مع المحبوب مستمرة لكنت أسعد الناس ، قل/ قولي الحمد لله على كل حال.

6.  تجنب الألفاظ السلبية مثل مستحيل أنساه، أو مستحيل أحب غيره، لأنك بذلك تضع نفسك في دائرة مفرغة، تعذب نفسك بها، فالعبارات لن تغير الواقع، ولن تعيد المحبوب.

7.  أشغل نفسك بأعمال إضافية، تشغل معظم وقتك اشتراك في نادي رياضي، نزهة مع الأصدقاء، مطالعة، نوافل وعبادات...وعليك بالصبر وجهاد النفس، ولا تجعل نفسك ملكاً لأحد، بل مالكها الذي خلقها، وهو رب السماوات والأرض ومن فيهن.

ولا ينبغي للإنسان أن ينساق وراء حبه إلى حد العشق، والإذلال فقد يتحول ذلك الحب بين عشية وضحاها، إلى بغض وكراهية وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا حتى كيف نحب حين يقول: "أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما "[24].

وكمال قال الشاعر:

اليوم عندك دلُّها وحديثًها                  وغداً لغيرك كفّها والمعصمُ

               

[1] - مجلة إشراقة " العدد 36 ".

[2] - الحجرات الآية " 13 " .

[3]  بتصرف عن كتاب (مع الحياة)، مركز المناهج الفلسطينية - مجموعة مؤلفين.

[4]  سورة البقرة، الآية 221

[5]  بتصرف عن كتاب (مع الحياة)، مركز المناهج الفلسطينية - مجموعة المؤلفين.

[6] - النحل الآية 72 .

[7] - صحيح البخاري حديث رقم 4776.

[8]  مقال على الانترنت.

[9] - صحيح مسلم، حديث رقم 1631.

[10] - " دستور الأسرة في ظلال القرآن " أحمد فائز ، ص 30   .

[11] - أحكام الزواج في ضوء الكتاب والسنة، عمر سليمان الأشقر، ص 19.

[12]  قراءة في إشكالية الديمغرافية الإسرائيلية- مسن محمد صالح- نت.

[13] - أوراق الورد وأشواكه، أكرم رضا، ص93.

[14]  صحيح مسلم.

[15]  سورة النور، الآية 32.

[16] - رواه البخاري.

[17] - منقول بتصرف، شريط كاسيت للاستاذ جاسم المطوع.

[18] - رواه البخاري

[19]  تحفة العروس ومرشد الزوجين، محمد طاهر خراشي، ص35.

[20]  مقال على الانترنت.

[21] - منقول بتصرف / نت.

[22] - أسعد امرأة في العالم، عائض القرني، ص 136.

[23] - المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقي، ص95.

[24] رواه الترمذي في "الجامع".