العالم الشيخ الشهيد يوسف خلاصي

( 1963- 2018م )

clip_image001_9a6ab.jpg

 هو الشيخ العالم الشهيد يوسف بن يوسف خلاصي وأمه تمام من مواليد كفر نوران في ريف حلب الغربي عام 1963م .

 تلقى العلم عن مشايخ مدينة حلب ودمشق وكان مولعاً بالشيخ المحدث عبد الله سراج الدين، وكتبه ، وكان مواظباً على دروس الشيخ د. نور الدين عتر في جامع الرشيد، كما أنه أقام في دمشق فدرس على علمائها وتخرج في كلية الشريعة .

أعماله ومسؤولياته :

 كلف خطيباً في جامع الشيخ محمد نجيب خياطة في الفردوس، ثم إماماً وخطيباً في جامع الصديق بنفس الحي وتعين بالتربية مدرساً للتربية الإسلامية لأكثر من عشرين سنة معظمها في ثانوية بسام العمر في سيف الدولة في مدينة حلب ، وكان له ساعات تدريس في الثانوية الشرعية في إعزاز بريف حلب الشمالي، وله طلاب كثر تبؤوا مراكز علمية وتربوية مهمة مثل الدكتور خالد عبد الله والأساتذة شفيق مصطفى ، وشاهر عبدو ، وعبد الله قزاز ...وغيرهم كثير .

أخلاقه وسجاياه :

 كان الشيخ يوسف خلاصي هادئاً حسن الخلق شديد التواضع والبساطة في التعامل والمعيشة رغم يسره المالي محباً ومبادراً للعمل الخيري والاجتماعي، ذا تميز بالنشاط العلمي والدعوي، مهتماً بقضايا الشباب في المدرسة والمسجد وفي الجلسات الخاصة بالبيوت وكان يزرع في القلوب محبة الله والخوف منه، ويعلق القلوب به سبحانه ، يحض على الالتزام بالصلاة كثير الحوار مع طلابه ومحبوباً بينهم، له عناية بالحديث وحفظ الآثار يدخل حديثه للقلوب من شدة إخلاصه .

 لم يمالئ المجرمين أو يتزلف لهم بل كان ذا جرأة بكلمة الحق وعندما بدأت الثورة المباركة مشى بركب إخوانه العلماء الشرفاء ووقع على بيان علماء حلب في شهر أيلول 2011م وكان سقف البيان عالياً وفي وقت مبكر من الثورة، وفي الفترة الأولى لتحرير حلب الشرقية شارك الشيخ في الجلسات التحضيرية لتأسيس مجلس القضاء الموحد ثم لتشكيل الفرق الدعوية على الجبهات والثغور .

سجنه واعتقاله :

 اعتقل من قبل المخابرات الجوية في 7 ديسمبر عام 2012م وكان عائداً من زيارة والده بريف حلب، ولم تكن الطرق واضحة بين النظام والمحرر، فوجد نفسه على حاجز المنارة قرب لواء 80 مع أسرته من النساء والأطفال...

clip_image002_ef9eb.jpg

 فاعتقل مع أخيه الدكتور عبد الغفور خلاصي، وهو من الأطباء الفضلاء الذين أسسوا مشفى الزرزور في المناطق المحررة في حلب، وتنقل بين الفروع الأمنية، بين دمشق وحلب، وسجن في إدارة المخابرات العامة .

ثناء أهل العلم عليه :

 وسجن معه الشيخ أحمد الصطيف، وشهد له بقوله ( لم أكن أعرفه من قبل وإنما عرفته في سجن المخابرات الجوية أواخر 2012م حين دخلت وكان قد سبقني بشهرين ، وبمجرد أن تراه فلا بدّ أن تحبه لما يتمتع به من هدوء فهو رزين مهذب ، نعم الأستاذ الطيب الخلوق المؤمن الورع، والصابر المحتسب، طويل الصمت لا يكاد يتحدث إن لم تخاطبه أو تسأله كان يحظى باحترام الجميع ويستحق ذلك الاحترام ، كنا نصلي في البداية وقوفاً ولا مجال للركوع أو السجود لشدة الزحام ، ثم حرموا السجناء من الصلاة، فصار يصلي بالإيماء دون ركوع وسجود ، وكان الشيخ يوسف يخطب بالسجناء، ويصلي بهم الجمعة، وهم لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، ثم نقلنا – والحديث للشيخ أحمد اصطيف – إلى الغرفة الجماعية الثانية، والتقى بشقيقه الدكتور عبد الغفور خلاصي وكانت لحظة مؤثرة حيث تعانقا طويلاً وبكيا، وكان الشيخ يتبرع بكسرة الخبز التي يعطونها له للآخرين، ويطوي جائعاً .وكان صائماً في معظم الأوقات، قضيت معه ثلاثة أشهر، وخرجت مشرفاً على الهلاك، وكنت أسأل عنه فلا خبر ولا جواب حتى فجعني خبر استشهاده فرحمة الله على ذلك الرجل المؤمن ولعنة الله على قاتليه، وسيكون دمه حجة عليهم يوم القيامة ..) .

 وأثنى عليه الشيخ عمار طاووز فوصفه بالأخلاق الفاضلة وطيبة القلب والتواضع والزهد في الدنيا ...

 كما شهد له الشيخ محمد الياسين الذي عرفه عن قرب بأنه كان مدرساً خلوقاً طيب القلب لطيف المعشر يتقن علوم الحديث ومصطلحه .

 شهيد كلمة الحق بإذن الله الأخ الشيخ يوسف خلاصي في ذمة الله بعد اعتقال دام قرابة ٦ سنوات .

* هو عالم من علماء مدينة حلب ، ومتخصص في علم العقيدة الإسلامية .....

له بصماته العلمية الخالدة في الثانوية الشرعية بحلب، والثانوية الشرعية بأعزاز، وجامعة حلب

وله دروس في عدة جوامع . من سكان حي الفردوس .

وهو ممن قالوا كلمة الحق، ولم يخشوا في الله لومة لائم .

وفاته واستشهاده :

 نزل اسمه مع قائمة الشهداء بتاريخ 7 / 8 / 2018م، كما استشهد أخوه الدكتور عبد الغفور خلاصي بنفس اليوم . اللهم انتقم ممن قتل الشهداء والأطفال والنساء، وشرد شعبنا، وهدم مساجدنا .

* اللهم تقبله في عبادك الشهداء السعداء، وعوض الثورة السورية عن فقده بخير يا رب العالمين .

مصادر الترجمة :

1-مقالة الشيخ عمار طاووز رئيس فرع عينتاب لرابطة العلماء السوريين .

2-صفحة د. خالد عبد الله على الفيسبوك .

3-صفحة الشيخ أحمد اصطيف على الفيسبوك، وكان معه في السجن لمدة ثلاثة أشهر .

وسوم: العدد 789