حياة الموسيقار عبد الوهاب في كتاب

بدر محمد بدر

[email protected]

يتناول الكاتب الصحفي محمود عوض بقلمه الرشيق وعباراته الجذابة جوانب خفية في حياة المطرب والموسيقار المعروف محمد عبد الوهاب، وذلك في كتاب "محمد عبد الوهاب الذي لا يعرفه أحد".

الكتاب صدر مؤخرا ضمن سلسة "فنون" بمكتبة الأسرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، ويقع في ثمانية أبواب و230 صفحة.

وفي المقدمة يقول المؤلف "إن ما نراه من عبد الوهاب هو الجزء الذي يخرجه لنا لكي نعرفه، لكن عبد الوهاب من قريب هو إنسان غير ذلك تماما، إنه صديق ودود ومجامل وإنسان في عواطفه بعض الوقت، وقناع التكلف الذي يرتديه أحيانا فوق وجهه، هو رد فعل للأيام التي تعامل فيها مع الدنيا من موقع الضعيف المحتاج، الذي لا يحترم المجمتع مهنته".

"لقد قاسى عبد الوهاب كثيرا من الإذلال والجوع وخيبة الأمل والفقر والحرمان والعذاب والشقاء، إنك تراه فخورا طموحا، ومع ذلك ترى في تصرفاته بقايا من المبالغة في وضع مسافة بينه وبين الآخرين".

شهادة وفاة مبكرة!

ويشير الكتاب إلى واقعة طريفة عندما كان محمد عبد الوهاب في عامه الثاني، حيث مرض مرضا شديدا، وتم استدعاء الطبيب الذي أخبر والده بسوء حالة الطفل، وضرورة استخراج "شهادة وفاة" تحسبا لوفاته يوم الجمعة، حيث تغلق مكاتب الصحة، وبالفعل استخرج الأب شهادة الوفاة، لكن الطفل لم يمت، وعاش بعدها عشرات السنين!.

ولد الفنان محمد عبد الوهاب في حارة "برجوان" بحي باب الشعرية بالقاهرة، لأب يعمل شيخا لمسجد الإمام الشعراني المجاور لمسكنه، وأم ربة بيت، وبدأ يتعلم قراءة وحفظ القرآن في "الكتاب"، وارتبط أكثر بحلقات الذكر والتواشيح الدينية.

وظهرت ميوله الغنائية عندما بدأ يقلد أغاني الشيخ سلامة حجازي، وعمل في البداية مع فرقة الشيخ فوزي الجزايرلي، واختار أن يصبح اسمه "محمد البغدادي"، خوفا من أن تعرف أسرته أنه يغني، لكن أخوه الطالب بالأزهر الشريف علم بالأمر، وذهب إلي المسرح واقتاده بعنف إلى المنزل، لينال علقة ساخنة من والده، إضافة إلى حرمانه من الخروج لفترة، لكنه حاول مرارا، حتى نجح في العمل مع فرقة سيد درويش المسرحية.

أمير الشعراء

ويقول المؤلف إن أمير الشعراء أحمد شوقي استمع ذات ليلة من عام 1924 لعبد الوهاب، ثم بدأت العلاقة بينهما تتوطد أكثر، وأصبحت صداقة عبد الوهاب لشوقي هي جواز المرور إلى المجتمع الأرستقراطي، ثم إلى المجتمع السياسي ونجوم الصحافة في ذلك الوقت.

وفي عام 33 أقنع المخرج السينمائي محمد كريم المطرب الشاب بإنتاج أول أفلامه "الوردة البيضاء"، الذي عرضته سينما "رويال" في حي عابدين نهاية عام 33، وغنى فيه عبد الوهاب ثماني أغنيات، ونجح الفيلم نجاحا كبيرا، مما زاد من شعور عبد الوهاب بالسعادة، باعتبارها أول تجربة له بالسينما.

وعن حياته الزوجية يروي الكتاب قصة زواجه الأول من سيدة تكبره بعشرين عاما، كانت زوجة لأحد البشوات وتوفي، ولها منه ثلاثة من الأبناء، وتسكن في أحد قصور حي الزمالك، وظل هذا الزواج لمدة عشر سنوات لا أحد يعلم عنه شيئا، حتى قررا الانفصال في السر، وبعدها رفضت الكنيسة اللبنانية زاوجه من سيدة مسيحية، بعد وفاة زوجها الوزير اللبناني.

ثم تزوج في عام 1944 من أم أولاده السيدة إقبال نصار، وظلت معه حتى وقع الطلاق بينهما عام 57، بعد أن أنجب منها ثلاث بنات وولدين، ثم التقى بالسيدة نهلة القدسي، التي كانت زوجة للسفير الأردني بأميركا، ثم طلقها وتزوجت من عبد الوهاب، وبقيت معه حتى توفي.