آذار وبحار الدم الحلقة (47)

مداهمة السلطة لقاعدة احتياطية لقيادة الطليعة في حماة

بتاريخ 17/1/1982 داهمت السلطة بأعداد كبيرة من الوحدات الخاصة وسرايا الدفاع والمخابرات العسكرية قاعدة مسلم الطمّاس ( مريوما ) في حيّ الشيخ عنبر، وكان ترتيب هذه القاعدة هو الثاني من حيث الأهمية حيث تضم بعض القادة في تنظيم الطليعة المقاتلة بعد أن انقسمت القيادة إلى قسمين خوفاً من حصول مكروه لأعضاء القيادة وهم في قاعدة واحدة، وبعد اشتباك عنيف مع قوّات الوحدات الخاصّة والمخابرات استمر لعدة ساعات قتل في القاعدة مجموعة من الطليعيين ونجى من الموت صاحب البيت وهو جريحاً جراح بالغة نتيجة إصابته بشظايا قذيفة R.B.G. .

مداهمة السلطة لقاعدة حي السخّانة في حماة

بتاريخ 22/1/1982 وبعد وصول مجموعة من طلاب جامعة حلب إلى حماة واستقرارهم في إحدى القواعد في حيّ السخّانة بحماة، انكشف أمر القاعدة وقامت السلطة بمحاصرتها بأعداد كبيرة من الوحدات الخاصّة وسرايا الدفاع والمخابرات العسكرية، ودارت اشتباكات عنيفة حول القاعدة استشهد على إثرها عدد من الأخوة وتمكن البعض الآخر من الإفلات من هذا الحصار المريع حول القاعدة، ومما رواه أحد الناجين من هذه القاعدة أنه لم يتمكن من متابعة الخروج من منطقة الحصار حول القاعدة بسلاحه الكامل، فرمى بندقيته واحتفظ بمسدسه وغادر المنطقة من بين الجنود المحاصرين والقتال حول القاعدة يكاد لم ينتهي بعد وهو يقرأ سورة ياسين، ونجى ووصل إلى مكان آمن حيث اتصل برفاقه الطليعيين ونقل لهم تفاصيل ما جرى.

ومع تمكن المحنة من الطليعة في حماة في مطلع عام 1982 انقطع الاتصال بين قيادة الطليعة في حماة وبين قيادة الطليعة الميدانية في دمشق والتي كان على رأسها أيمن شربجي، وذلك بسبب اعتقال المراسل بين حماة ودمشق في ظروف غامضة لم يعرف عنها شيء، والجدير بالذكر أن أيمن وقيادة الطليعة كانوا في أعلى درجات التنسيق فيما بينهم منذ مقتل يوسف عبيد قائد منطقة دمشق وتسلُّم أيمن شربجي زمام القيادة في دمشق، وقد نقل أيمن العمل العسكري في دمشق نقلة نوعية أرعبت السلطة وجعلتها تحسب له ألف حساب، خصوصاً بعد أن تمكن من توجيه ضربات نوعية إلى مبنى رئاسة الوزراء، والآمرية الجوية، ومقر الخبراء الروس، وغيرها من هذه العمليات التي أصبحت السلطة تفكر فقط أين ستكون الضربة القادمة؟

يتبع

وسوم: العدد 762