تحقيقات مذبحة الإسكندرية تتجه للبحث عن تنظيم قبطي بالمهجر
تحقيقات مذبحة الإسكندرية تتجه
للبحث عن تنظيم قبطي بالمهجر على علاقة بالموساد
أحمد حسن بكر
(المصريون)
كشفت مصادر مطلعة على مجريات التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن بالإسكندرية حول حادث تفجير كنيسة القديسين أن التحقيقات انصبت على الربط بين العملية وتنظيم "القاعدة" دون أن يعثر على أية خيوط أو أدلة يمكن تتبعها حتى الآن تفيد بتورط التنظيم في الحادث، سوى التهديدات التي كان قد أطلقها قبل شهرين بعد حادث كنيسة النجاة في العراق بتنفيذ عمليات مشابهه ضد الكنائس المصرية .
ووفق المصدر، فإن التحقيقات تدور الآن فى أكثر من إتجاه، حيث تتولى أفرع الإستخبارات الخارجية بأجهزة الأمن المصرية جمع المعلومات المتعلقة بالجماعات الجهادية في دول آسيوية وإفريقية، لإيجاد خيط يمكنها من الوصول إلى مرتكبي الحادث .
وذكرت المصادر أن أجهزة الأمن طلبت من إدارة مكافحة جرائم الإنترنت تتبع الرسائل الإلكترونية لمشتبه فيهم من الإسلاميين، وعناصر أقباط المهجر، وكذا متابعة ورصد ما يدون على الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، والمواقع الأخرى الشبيهة، بالإضافة إلى تحليل ما يدون على بعض المواقع الإلكترونية ذات الصلة بتنظيم "القاعدة"، وأقباط المهجر خلال الشهرين الماضيين لإيجاد رابط أو خيط يقود إلى المجموعة التي نفذت التفجير .
ووضعت التحقيقات كل الاحتمالات قيد التحقيق، وشملت جماعات أقباط المهجر بالولايات المتحدة وأوروبا، مع وجود أدلة لدى أجهزة الأمن المصرية على وجود اتصالات وتنسيق بين عدد كبير من رموز أقباط المهجر والمخابرات الإسرائيلية "الموساد"، كما رصدت أجهزة الأمن العديد من المقابلات واللقاءات التي تمت بين عناصر إسرائيلية وبعض رموز أقباط المهجر .
وكشفت المصادر أن وزارة الداخلية المصرية طلبت من نظيرتها العراقية إمدادها بنتائج تحقيقاتها فى حادث تفجير كنيسة سيدة النجاة بحي الكرادة ببغداد في 31 أكتوبر الماضي للتعرف على ما توصلت إليه التحقيقات من نتائج بشأن الحادث يمكن أن تساعد أجهزة الأمن المصرية .
وأكدت أن هناك قناعة لدى المحققين الأمنيين ترجح بقوة فرضية أن يكون الهجوم من تنفيذ تنظيم جهادي جديد غير معروف لدى أجهزة الأمن يتمتع بمهارات تدريبية والكترونية فائقة، لم ُتمكن أجهزة الأمن من رصدهم أو تتبعهم سواء من خلال تواصلهم على الشبكة العنكبوتية ، أو حتى من خلال اتصالاتهم الهاتفية .
ونفت المصادر ما تردد حول أن أجهزة الأمن في مصر لم تأخذ تهديدات تنظيم "القاعدة" بعد تفجير كنيسة النجاة على مأخذ الجد، موضحة أنها اتخذت كافة الترتيبات الممكنة لمنع تنفيذها عمليات كبيرة في مصر، وأنها أحبطت العديد من العمليات الإرهابية في نهاية 2009، و2010 دون الإعلان عنها حفاظا على السوق السياحي في مصر .
من ناحيتها، طلبت السفارة الأمريكية بالقاهرة رسميا من الخارجية المصرية إشراك
خبراء تابعين لمكتب التحقيقات الفيدرالي في التحقيقات الجارية بشأن التفجير، مبررة طلبها بأن منفذي الحادث يمكنهم تنفيذ هجمات مماثلة ضد المصالح الأمريكية فى مصر فى حال عدم الوصول إليهم ، أو على الأقل معرفة تكتيكاتهم .
ووفقا للمصادر، فإن الخارجية المصرية وعدت السفارة الأمريكية بإطلاعها على ما تتوصل إليه التحقيقات من نتائج .
وكانت أجهزة الأمن فى الإسكندرية والقاهرة قد استمعت لأقوال العشرات من الإسلاميين والسلفيين الذين شاركوا فى الوقفات الاحتجاجية أمام مساجد النور والفتح فى القاهرة، والقائد إبراهيم فى الإسكندرية للمطالبة بإطلاق سراح كاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين زوجتي الكاهنين المحتجزتين لدى الكنيسة بعد إعلان إسلامهما.
على جانب آخر ذكرت وكالة " رويترز " على لسان مسئول أمنى ان اجهزة الامن المصرية مازالت تعتقل 10 أشخاص مشتبه فيهم بصلتهم بالتفجير من اصل 17 كانت قد اعتقلتهم مساء أمس الأول، وكان قد أعلن من قبل أن الأشخاص ال17 الذين تم إعتقالهم جميعهم من الاقباط على خلفية الاعتداء على قوات الأمن امام كنيسة القدسين مساء أمس الأول.
أسعد اتهم قساوسة بتحريضهم على أعمال العنف..
أقباط يضربون وزيرالتنمية ويعتدون على شيخ الأزهر والمفتي والآلاف منهم يقطعون طريق الاتوستراد
كتب محمد كمال الدين ومصطفى شعبان وحسين أحمد (المصريون): |
شابت الاحتجاجات على الهجوم الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية ردود فعل عنيفة بلغت حد محاولة الاعتداء على الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية بعد قيامهما الأحد بتقديم واجب العزاء في الضحايا للبابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية عندما حاول آلاف المتظاهرين الهجوم على موكبهما.
وجاء ذلك في الوقت الذي تظاهر ما لا يقل عن أربعة آلاف قبطي يقودهم الراهب سمعان الخراز بالقرب من دير الخراز ورددوا هتافات مسيئة للإسلام ورموزه وطالبوا بإعدام الجناة المسئولين عن حادث الإسكندرية.
وقطع المتظاهرون من جامعي القمامة طريق الأوتوستراد، أمام مدخل حي منشية ناصر، باستخدام الزجاجات الفارغة، وعبوات المولوتوف، احتجاجا على الحادث، وتسبب هذا الأمر في حدوث أزمة مرورية، فيما اشتبك المتظاهرون مع قوات الأمن التي تدخلت لفض الاحتجاج وتنظيم حركة المرور.
كما تظاهر المئات من الأقباط على طريق الكورنيش بالقاهرة من روض الفرج حتى مبنى التليفزيون، وفي إمبابة حيث قاموا بقطع طريق الكورنيش وهشموا بعض عربات الشرطة التي احتكت بهم.
وتأتي هذه التطورات بعد أن حاول مسيحيون غاضبون الاعتداء على الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية لدى حضوره ممثلا عن الرئيس حسني مبارك تشييع ضحايا الحادث مساء السبت.
وكان مئات المتظاهرين تظاهروا داخل مقر الكاتدرائية بالعباسية، وحاولوا الاعتداء على شيخ الأزهر ومفتي الديار المصرية بعد الانتهاء من تقديم واجب العزاء للبابا شنودة فور عودته من دير وادي النطرون لدى مغادرتهما المقر البابوي، في باحة الكنيسة علي مرأى ومسمع من وسائل الإعلام.
ففي تمام الثانية عشرة ظهرًا، وصل البابا شنودة قادمًا من دير وادي النطرون وكان في انتظاره قرابة ألف شخص رددوا هتافات تأييد له، ورفعوا لافتات تطالب بالقصاص من الجناة في حادث الإسكندرية، وبعد ساعة من وصوله، حضر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية وجلسا مع البابا قرابة ساعة وربع.
وبعد الانتهاء من أداء واجب العزاء خرج الثلاثة في مؤتمر صحفي عقد بإحدى قاعات الكاتدرائية استمر حوالي ثلث ساعة أكدوا فيه حرصهم على وحدة الصف ضد أي عمل إرهابي، لأنه يستهدف المصريين في الأساس بعيدًا عن أي انتماءات دينية.
وبمجرد دخول البابا المقر البابوي، حاول ألف متظاهر قبطي الاعتداء على شيخ الأزهر والمفتي ورشقوا سيارتهما بالحجارة، ورددوا هتافات مسيئة للإسلام والمسلمين وطالبوا بتدخل الولايات المتحدة لحماية أقباط مصر.
ولم ينقذ الطيب وجمعة سوى الأمن الخاص بهما والذي قام بتطويقهما حتى استقلا سيارتهما وانطلقا بصعوبة إلى خارج المقر البابوي في مشهد غير معتاد.
كما رشق المتظاهرون المسيحيون وزير الدولة للتنمية الاقتصادية عثمان محمد عثمان بالحجارة لدى خروجه إلى فناء الكتدرائية بعد التعزية في ضحايا الانفجار حين قابله المحتجون بالهتافات المناوئة ثم طاردوه ورشقوه بالحجارة بحسب الشهود.
وذكر شهود عيان، أن حراس الوزير سارعوا إلى إدخاله سيارته التي تعرضت هي الأخرى للرشق بالحجارة. فيما ردد المتظاهرون الهتافات "إرهابية إرهابية.. حكومتنا ارهابية" و"يا داخلية فينك فينك قتلوا إخواتنا قدام عينك".
وأعلن جمال أسعد عضو مجلس الشعب أنه يتقدم باعتذار رسمي نيابة عن الكنيسة المصرية تجاه ما حدث لشيخ الأزهر ومفتي الجمهورية تجاه ما حدث ضدهما من محاولة الاعتداء عليهما داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، معربا عن حزنه لما حدث وقال إنه يشكل خطرا على التلاحم الوطني بين الأزهر والكنيسة.
وأضاف أسعد في تصريح لـ "المصريون" أن من فعل هذه الاعتداءات مجموعة شباب متحمسين وغاضبين تحركهم وتغرر بهم بعض الجهات التي تسعى لتخريب الأمن المصري وإشعال الفتنة الطائفية في البلاد.
واتهم بعض القيادات الدينية داخل الكنيسة المصرية بالتورط في دفع هؤلاء الشباب للقيام بمثل هذه الأحداث التي ندينها جميعا، خاصة وأن شيخ الأزهر والمفتي كانا في زيارة رسمية للكنيسة لتقديم التعازي في ضحايا حادث الإسكندرية.
واعتبر أن من يسعى لإشعال فتيل الفتنة في مصر هم مجموعة مرتزقة تحركهم جهات أجنبية بالمال لتخريب الأمن القومي وإحداث حرب أهلية بين المسلمين والأقباط، مبديا أسفه أن يكون بعض قيادات مسيحية لم يسمها هي التي تشكل لوبي من خلال المتاجرة بالدين لتحقيق مكاسب سياسية ومادية.
بدوره، ندد الكاتب الصحفي سليم عزوز بالاعتداء على شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية، محملا الكنيسة المسئولية عن ذلك، وقال إنها هي التي سمحت للمتظاهرين أمام باب الكاتدرائية بالعباسية بالاعتداء على شيخ الأزهر ومفتي الجمهورية ثناء خروجهما من المقر البابوي.
وأشار إلى أن مثل الزيارات البروتوكولية بين الأزهر والكنيسة تتم وفق ترتيبات أمنية تحفظ لكل من البابا وشيخ الأزهر هيبته، لكن الكنيسة أرادت في هذا الموقف أن تسمح للأقباط أن يعبروا عن غضبهم بهذه الصورة لتصعيد الشحن الطائفي، بدليل حديث البابا عن اعتكافه وإعلان الحزن العام داخل الكنيسة في إطار ضغوط سياسية تلوي من خلالها الكنيسة يد النظام أكثر للحصول على مكاسب سياسية.
وقال إن هذه التجاوزات القبطية غير مبررة على الإطلاق، معتقدا أن الكنيسة هي التي تحركهم لأسباب سياسية.
وأوضح أن الحديث المتوقع من الكنيسة عن هذه الاعتداءات سوف يقتصر على قول البابا شنودة بأنه غير مسئول عن المتظاهرين وغضبهم تجاه هذه الاعتداءات، وبالتالي سوف يمر الأمر دون اعتذار من الكنيسة تجاه هذه الأحداث.
واتهم دون تسمية قيادات في الكنيسة المصرية بأنها تريد إشعال الفتن وقال إن "هذه القيادات تشكل لوبي طائفي يسعى من اجل هز صورة الإسلام والضغط على النظام المصري لتحقيق مكاسب سياسية".
وكان شيخ الأزهر أعلن خلال المؤتمر الصحفي بالكاتدرائية دعوة بابا الفاتيكان، بينديكت السادس عشر، التى طالب فيها بحماية الأقباط فى مصر، واصفًا الدعوة بأنها تدخل "غير مقبول" فى شئون مصر.
وقال الطيب: "إننى أختلف مع البابا فى هذا الرأى"، وتساءل: "لماذا لم يطالب البابا بحماية المسلمين عندما تعرضوا لأعمال قتل فى العراق؟"، منتقدًا التعامل بنظرة غير متساوية للمسلمين والمسيحيين جراء ما يحدث فى العالم من أعمال قتل لهم.
وأعلن إنشاء لجنة تحت مسمى "بيت العائلة المصرية" تضم قيادات الأزهر والكنيسة، تعمل من الأسبوع القادم.
وأوضح أن تلك اللجنة ستضم والعقلاء من الأزهر والكنيسة وستجتمع أسبوعيًا وستوجه حديثها للمصريين من أجل توضيح سماحة الإسلام تجاه أصحاب الديانات الأخرى، وسماحة المسيحية، وستناقش في تلك اللجنة الأمور التى تعمل على التوتر وستدرس الحلول التى تزيل التوترات وترفعها إلى ولي الأمر.
ووصف حادث الكنيسة بأنها "كارثة" استهدفت كافة المصريين ويجب عليهم جميعا أن يعملوا على تعانق الهلال والصليب، مؤكدا أن الإرهاب أسود لا يعرف لونًا ولا دينًا، مشيرا إلى أن مصر قادرة على قطع يد الإرهاب بناء على ما قاله الرئيس مبارك فى خطابه عقب الحادثة.
وأكد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده بمشيخة الأزهر قبل أن يتوجه إلى مقر الكاتدرائية من أجل تقديم التعازي للبابا شنودة، أن حادث كنيسة الإسكندرية هو حادث كئيب وثقيل الظل، فهو حادث سالت فيه دماء بريئة وتناثرت أشلاء كانت تؤدى صلواتها فى بيوت العبادة.
وأضاف إن ما حدث أمر لا يمكن أن ينسب إلى مسلم، فضلاً عن أن ينسب إلى مصرى، لأننا نعلم أن المصريين رقاق القلوب وأهل مودة وكرم ويتميزون بالشهامة والمروءة، مؤكداً أن ذلك الحادث خطط لها خارج مصر ثم أرسل لتنفذه على أرض مصر.
ورأى أن مصر مستهدفة وأن أعداء الإسلام والمصريين يريدون أن يجعلوا من مصر بلد حرب طائفية واقتتال دينى كما يحدث فى بعض البلاد العربية، موضحا أن كل علماء المسلمين يعلمون أن ذلك الحادث لا يقره دين أو نظام اجتماعي.
وطالب المصريين بالتصدى لتلك المحاولات التى من شأنها هدم مصر، وأن الذين قتلوا الناس باسم الإسلام فذلك هدم للإسلام قبل أن يكون هدما للأقباط، داعيا المصريين بالعمل ليل نهار للحفاظ على الوحدة الوطنية وأمن واستقرار الوطن ولا يمكن ذلك إلا إذا كنا يدًا واحدة.
وتساءل الطيب: كيف طاوعت قلوب الغادرين اغتيال أناس خارجين من بيت العبادة فالكنيسة بيت عبادة في الإسلام والإسلام يؤمن بيوت العبادة غير الإسلامية في المجتمع الإسلامي ويؤمن صلاتهم كما يؤمن صلاة المسلمين.
وطالب بضرورة التحرك السريع والقوي للوقوف في وجه هذه الجرائم الخارجية، مؤكدا أنها من صنيعة أعداء الإسلام لتشويه صورته في الغرب وإحداث الفرقة والفتنة والاضطراب في الشوارع الإسلامية والعربية.
كما طالب الأقباط بأن لا تؤثر هذه الحادثة البشعة في نفوسهم ويتخذون من إخوانهم المسلمين موقف العداء وأن يعلموا أن المسلمين والمسيحيون مستهدفين في مصر وأنهم ملزمون معنا بان نقي مصر من شر هذا البلاء الوافد.
وأكد أن ما يحدث مع الأقباط سيحدث مع المسلمين حتما إذا حدث تراخي مع هذا الحدث وكأنه جريمة محليه فهو جريمة عالمية تنفذ على أرض مصرية داعيا الوحدة بين الهلال والصليب.
ورفض شيخ الأزهر المبادرة التي أطلقتها بعض الفضائيات المصرية مبادرة "معا نصلي" ليذهب جميع المصريين للصلاة على أرواح ضحايا الإسكندرية يوم الخميس القادم ليلتقي فيها كل المصريون بكل أعمارهم وأجناسهم.
وقال إ الأزهر يريد المشاركة الفعالة والحقيقية التي تؤتى ثمارها بعيدا عن الأفكار المثيرة للجدل والفتنة داخل المجتمع. كما أكد علي مشروعية العزاء وتبادل التهاني بين المسلمين والأقباط فالعزاء واجب.
من جانبه قال الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، الذي قام بزيارة البابا شنودة لأداء العزاء في ضحايا التفجير، إنه من الواجب بل الفرض على المسلمين أن يحموا الكنائس والمعابد اليهودية لقول الله تعالى "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا"، فربنا أمرنا بحماية الكنائس قبل المساجد.
وأكد زقزوق أنه أصدر تعليمات مشددة إلى الدعاة بجميع المحافظات بالتركيز على دعوة المسلمين إلى التواد مع إخوانهم المسيحيون ليتجاوز المجتمع هذه المحنة القاسية، كما طالب العقلاء بضرورة حث المواطنين علي رفض محاولات الوقيعة والتهييج التي تستهدف إشعال الفتنة وهز استقرار المجتمع .
البابا يدرس اقتراحا ببناء نصب تذكاري لضحايا "القديسين"..
محاولات للفتك بمندوب رئيس الجمهورية.. وتهريب وزراء في سيارة نقل لإبعادهم عن اعتداءات الأقباط
كتب أحمد حسن بكر (المصريون):
يدرس البابا شنودة الثالث اقتراحا ببناء نصب تذكاري لضحايا الأقباط الذين سقطوا فى حادث تفجير كنيسة القديسين، على غرار النصب التذكارية اليهودية لضحايا الهولوكست على يد النازي هتلر، في خطوة من شأنها أن تثير الجدل حولها وتفتح الباب تساؤلات وتهكنات على نطاق واسع حول أسبابها.
وكانت الأجهزة الأمنية فؤجئت بإصرار القيادات الكنسية بالإسكندرية على دفن الضحايا في مقبرة جماعية بمدافن الأقباط التي تتجاوز مساحتها أكثر من 50 فدانا بمدينة برج العرب، بحجة منع اندلاع المظاهرات.
لكن هذا الأمر أثار ريبة أجهزة الأمن بالإسكندرية، فيما تقول لمصادر بجهاز مدينة برج العرب، إن مجموعة من الأقباط يعملون حاليا على تشيد المقبرة بشكل أبعد ما يكون عن الشكل التقليدي للمقابر.
وكان مئات الأقباط اعتدوا أثناء مراسم تشييع الضحايا مساء السبت في دير مارمينا ببرج العرب على الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية وموفد رئيس الجمهورية، وأحدثوا به إصابات مختلفة.
كما اعتدوا بالضرب أيضا على اللواء عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية، والمهندس أحمد المغربي وزير الإسكان، حيث أصيب الأخير بحالة إغماء بسبب محاولات خنقه .
وذكر شهود عيان أن مئات الأقباط حاولوا فتح أبواب سيارة الدكتور مفيد شهاب المدرعة، وحاولوا تكسير زجاج السيارة المضاد للرصاص، وعندما دخلت السيارة إلى الدير ونزل منها الوزير فؤجئا بمئات الشباب القبطي يتجهون نحوه فى محاولة للاعتداء عليه.
ولم تتمكن قوات الأمن من التدخل لإنقاذ الوزير داخل الدير، لأن القساوسة منعوا قوات الأمن من الدخول. وأقنع اللواء عبد السلام المحجوب القساوسة بالتوجه بمجموعة الوزراء إلى مكان آمن داخل الدير هربا من جموع الأقباط بعد أن تيقن أن هناك محاولة لاغتياله وباقي الوزراء داخل الدير.
وحذر اللواء المحجوب القساوسة من تبعات التعرض لأي من الوزراء لأي مكروه داخل الدير، وأجرى اتصالات بأجهزة أمنية بالقاهرة يطلعهم على ما يتعرضون له داخل الدير من محاولة حقيقية للاغتيال.
وتمكن مجموعة الوزراء بمساعدة بعض العقلاء من القساوسة من التوجه إلى إحدى الغرف السرية والتي تشبه غرف العزل، حيث تم إغلاق الأبواب عليهم لنحو ساعتين قبل أن يتم تهريب الوزراء بصورة مهينة فى سيارة نصف نقل حتى لا يراهم الشباب القبطي.
ووفقا لشهود عيان، فإن أكثر من خمسة آلاف شاب قبطي تظاهروا أمام دير مارمينا مرددين هتاف ضد رئيس الجمهورية والحكومة، مطالبين بإسقاط النظام الحاكم وبالتدخل الأمريكي لحماية المسيحيين من "الاضطهاد".
وتزامن ذلك مع تواصل تظاهر مئات الأقباط أمام كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر بالإسكندرية مساء السبت، منددين بالتفجير، ومرددين هتافات ضد رئيس الجمهورية والحكومة، وشيخ الأزهر.
ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من الخروج إلى شارع جمال عبد الناصر أحد المحاور المرورية الهامة بالإسكندرية حيث كان ينتظرهم عدة آلاف من الأقباط قدموا من محافظة البحيرة بواسطة عشرات الأتوبيسات السياحية، حيث حالت قوات الأمن بطريقة سلمية من انضمامهم.
واضطرت قوات الأمن الرد على المتظاهرين الذين رشقوهم بالحجارة وكرات اللهب المشتعلة بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وألقت القبض على 17 منهم كانوا يتزعمون الاعتداء على أفراد الأمن المتواجدين قي محيط الكنيسة.
وتجددت الاشتباكات بين آلاف الأقباط الذين تجمعوا مساء الأحد أيضا أمام الكنيسة وقوات الأمن التي رفضت خروج الأقباط إلى الشوارع، وقد أصيب عدد من رجال الأمن بجروح جراء قذفهم بالحجارة.
"ويكيليكس": أمريكا تسعى لتحويل اهتمام مصر إلى الإرهاب
أصابع خفية وراء التفجير الإرهابي بالإسكندرية
كتب- سامر إسماعيل:
كشفت وثائق (ويكيليكس) عن سعي الولايات المتحدة الأمريكية لتحويل اهتمام مصر لمحاربة الإرهاب وتهريب السلاح بدلاً من تركيز اهتمامها على التسلح لمواجهة الكيان الصهيوني.
وأشارت الوثائق- التي تمَّ الكشف عنها قبل ساعات من التفجير الإرهابي الذي وقع أمام كنيسة القديسين بالإسكندرية في وقت مبكر من صباح السبت الماضي، وأسفر عن مقتل 21 شخصًا وإصابة العشرات من المسلمين والمسيحيين- إلى أن الولايات المتحدة أصيبت بالإحباط من استمرار تركيز مصر على أن العدوَّ الأساسيَّ لها هو الكيان، متجاهلةً خطر الإرهاب وتهريب الأسلحة.
وتناولت التسريبات- التي نشرتها أغلب الصحف الصهيونية- وجود رغبة ملحَّة لدى الولايات المتحدة لإشراك مصر في القضايا الإقليمية الدولية، سواء في مكافحة الإرهاب والقرصنة أو تأمين الحدود.
4 آلاف قبطي يقطعون طريق الأتوستراد احتجاجا على أحداث الإسكندرية
تظاهر نحو 4 آلاف من الأقباط، الذين يعملون في جمع القمامة بالقاهرة أمام مدخل حي منشية ناصر، وقطعوا طريق الأوتوستراد، باستخدام الزجاجات الفارغة، وعبوات المولوتوف، احتجاجا على حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وندد المتظاهرون بما سموها "أعمال العنف الموجه ضدهم، بدءا من قرار التخلص من الخنازير، ووصولا إلى حادث نجع حمادي، وأخيرا حادث الإسكندرية، وطالبوا بتوقيع عقوبة الإعدام على المدانين في أحدث العنف بنجع حمادي، ليكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء عليهم.
وطالب المتظاهرون بعزل عبد الرحيم الغول، عضو مجلس الشعب بنجع حمادي، لتسببه في أحداث العنف في هذه المدينة، على حد قولهم.
وشهدت أحداث الاحتجاج على طريق الأوتوستراد مشاحنات بين أفراد الأمن والأقباط، لقطعهم الطريق، وهو ما أدى إلى تسبب أزمة مرورية على كل مداخل منشية ناصر.
وعبر أحد المتظاهرين عن استيائه من أعمال العنف التي شهدتها الإسكندرية، أمس السبت، مشيرا إلى أن هذه الأعمال "طائفية من الدرجة الأولى، وليست أعمالا إرهابية، لأنها استهدفت الكنيسة والأقباط المترددين عليها، على الرغم من وجود مسجد على بعد خطوات من الكنيسة، الذي لم تطأه أصابع التطرف، لأن هدفها الأقباط.
المعارضة تشكل هيئة وطنية للدفاع عن المواطنة وتحمل النظام مسئولية حادث كنيسة القديسيين
حملت الأحزاب والقوى السياسية فى اجتماعها بمقر حزب الوفد أمس النظام الحاكم المسئولية السياسية وراء الحادث الإرهابى فى الإسكندرية وقررت تشكيل هيئة وطنية دائمة للدفاع عن الحريات وحقوق المواطنة لها فروع بالمحافظات وإعلان يوم 7 يناير عيدا للوحدة الوطنية.
وقال رئيس حزب الوفد السيد البدوى عقب الاجتماع الذى حضره ممثلون عن الإخوان المسلمين وأحزاب التجمع والغد والكرامة والجمعية الوطنية للتغيير وتحالف المصريين الأمريكيين، إن هذه الأحداث لم تكن لتحدث لولا أن هناك مناخا يميزه الاحتقان والتربص الطائفى والاجتماعى وهى الظروف التى أعطت للأصابع الخارجية الفرصة.
وأكد البدوى فى المؤتمر الصحفى الذى عقده على مسئولية النظام الحاكم عن هذا المناخ مضيفا «دورنا كطبقة سياسية التصدى للنظام الذى تسبب فى هذا الفساد وإصلاحه»، مشيرا إلى أن ما حدث هو «انعكاس للاستبداد وغياب للديمقراطية فى مصر».
وقال «ما حدث اليوم مسئول عنه، بالإضافة للنظام، الإعلام والتعليم، وكل هذا يحتاج نشر ثقافة المواطنة والوحدة الوطنية»، وأضاف: «للأسف جاءت إلى مصر أفكار من الخارج غيرت طبيعة الإنسان المصرى».
وأشار البدوى إلى أن هذا اللقاء سيعقبه مجموعة من الوقفات التضامنية وقيام وفد من القوى الوطنية بحضور القداس فى كنيسة القديسين بالإسكندرية بالإضافة إلى عقد مؤتمر لكل القوى بمقر الوفد يوم 7 يناير، مؤكدا أن «ذلك اللقاء لن يتمخض عن مجرد بيان، ولن يكون هناك تهاون وسيتحمل كل مسئول مسئوليته».
وأشار عضو مجلس الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين محمد سعد الكتاتنى، الذى كان حاضرا عن جماعة الإخوان هو والنائب السابق محمد البلتاجى، إلى «الهيئة الوطنية» التى تم الاتفاق على تشكيلها باعتبارها جزءا من المواجهة الشعبية التى باتت ضرورية بعدما وصفه بالفشل الحكومى، مشيرا إلى أن حادث الإسكندرية كان بمثابة نقلة نوعية فى تاريخ العمليات الإرهابية متهمًا أصابع خارجية مرتبطة بالوقوف ورائها.
واعتبر صبرى الباجا نائب رئيس تحالف المصريين الأمريكيين فى تصريحات خاصة لـ«الشروق» أن ما حدث هو بمثابة إنذار أخير للخراب الذى يمكن أن يحدث ودلالة على أن كل أجهزة الأمن مسخرة لحماية النظام وقمع الشعب، مؤكدا أن الحل فى التحول السلمى الديمقراطى، وهو ما اتفق معه فيه عديد من ممثلى القوى السياسية التى حضرت الاجتماع.
مستندين إلى اعترافات "الموساد"..
المحامون يتهمون إسرائيل بالوقوف وراء تفجير الإسكندرية ويطالبون بطرد سفيرها من القاهرة
كتب محمد حمدي (المصريون):
وجه محامون وسياسيون خلال وقفة احتجاجية نظمتها لجنة الشئون السياسية بنقابة المحامين أمس الأحد، أصابع الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف وراء تفجير الإسكندرية ليل الجمعة والذي أسفر عن مقتل 21 شخصا وإصابة أكثر من 90 آخرين، وطالبوا بإعادة النظر في العلاقات معها.
وشارك العشرات من المحامين وأعضاء مجلس النقابة ونقيب المحامين وعدد من الشخصيات السياسية في الوقفة التي جاءت تنديدًا بتفجيرات الإسكندرية، ردد خلالها المشاركون هتافات تتهم إسرائيل بالوقوف وراء الحادث، من بينها "لا لا للإرهاب"، "لا لا للصهيونية"، "خللي بالك يا داخلية من إرهاب الصهيونية".
وأعرب الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق عن اعتقاده بضلوع إسرائيل في الهجوم، خاصة بعد الكشف عن تصريحات لرئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" حول نجاح إسرائيل في زرع الفتنة بالسودان بين الشمال والجنوب وفي مصر بين المسلمين والمسيحيين.
وعزا حالة الاحتقان الموجود في مصر إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية السيئة التي يعيشها المصريون، مطالبا بإنشاء نظام ديمقراطي في مصر وإجراء انتخابات نزيهة حتى تخرج مصر من عنق الزجاجة، على حد تعبيره.
من جانبه، رأى محمد الدماطي رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين، أن التفجير يحمل بصمات إسرائيل، قائلا إن "الفاعل الذي قام بالتفجير هو مجرد أداة فقط استطاع العدو أن يطوعها لصالحه"، ونادى بتوعية النشء بكيفية تعامل المسلم مع المسيحي، وأن يتعلم الجميع أن المسلم والمسيحي كيان واحد، وطالب الأمن المصري بأن يكون حارسًا للشعب وليس حارسًا للنظام.
من جهته، أكد حمدي خليفة نقيب المحامين أن النقابة ستعقد مؤتمرات بجميع المحافظات للخروج بتوصيات تساعد في الخروج من الأزمة.
وأشار إلى أنه سيتم عقد اجتماع طارئ لمجلس النقابة يوم الخميس القادم لاتخاذ موقف ضد الإرهاب، وشدد في كلمته على أن المسلمين والمسيحيين سيظلون نسيجا واحدا ولن يسمحوا لأحد بأن ينال من الوحدة الوطنية.
بدوره، رأى خالد فؤاد المحامي، نائب رئيس حزب "الشعب" أن الحادث بمثابة رد فعل من إسرائيل على نجاح أجهزة الأمن المصري في الكشف عن شبكة تجسس في مصر تعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية، وإفساد ألاعيب "الموساد" في جنوب شرق آسيا.
من ناحيته، طالب إبراهيم إلياس رئيس لجنة الشئون السياسية بنقابة المحامين بطرد السفير الإسرائيلي وإلغاء اتفاقية كامب ديفيد التي وصفها بأنها تخدّر مصر وتسمح للعدو بتنفيذ عمليات إرهابية داخلها، وأعلن عن تنظيم اللجنة لزيارة بعد غد الثلاثاء لمدينة الإسكندرية وكنيسة القديسين التي شهدت الحادث.
يأتي هذا فيما أصدرت لجنة الشريعة بنقابة المحامين بيانا استنكرت فيه الحادث ووصفته بالإجرامي، وقالت إنه موجه ضد كل المصريين من قوى كارهة للوطن والمواطنين.
وأضافت: "إذا كان الجناة قصدوا إحداث شقاق وفتنة فقد خابوا وخسروا، لأن مصر كثيرا ما تعرضت لمثل هذه الجرائم ونجحت فى تجاوزها دون أن يؤثر ذلك على قوة ومكانة النسيج الواحد".
في سياق متصل، أعربت المؤسسة العربية لحقوق الإنسان في بيان أصدرته عن إدانتها للحادث، وأبدت مخاوفها من أن يكون مقدمة لتزايد التوتر الطائفي بين أبناء الوطن.
وأشادت بالتحركات الشعبية "الإيجابية" التي بدأت في الظهور في أعقاب هذه الجريمة من خلال القيام بحملات التبرع بالدم للمصابين، وتنظيم وقفات احتجاجية ضد هذه الجريمة واستنكارها.
ودعت وزارة الداخلية للقيام بواجبها في حماية المواطنين المصريين، وشددت على أن ذلك هو واجبها الرئيسي، بدلا من الاقتصار على قمع الاحتجاجات الجماهيرية، بغرض حماية النظام السياسي واحترام حق المواطنين المصريين في التعبير عن غضبهم من هذه الجريمة النكراء.