يا أيّها الآتي لِساحةِ خافقي
يا أيّها الآتي لِساحةِ خافقي
خلف دلف الحديثي
ابن الفرات العراقي
[email protected]
ومـشـيْـتُ نـاداني هواكَ لأتبعَكْ
فـسمعتُ صوتَ الرّوحِ فيَّ مهاجراً
أحـسـسْـتُ مـنك بنشوةٍ تحتلّني
فـتـلاحـمـتْ نظراتنا في لحظةٍ
وبـلـهـفةِ الظمآنِ للماءِ ارتمى
فـوقفتُ في طرقي أحاورُ خطوتي
وتـلـفـَّتتْ روحي فردَّدها الصّدى
وقـرأتُ فـي عـينيكَ سرّ غيابتي
فـتـمـرّدتْ آهـاتُ روحِك بينما
فـنـسـيتُ قلبي في يديكَ مضرَّجاً
وكـشفتُ وجهي في غيابِ ملامحي
فـوقـفتُ مشدوهاً أقلـِّبُ ناظري
فـبـدوْتُ مـرتـبكاً وأخفي فرحةً
هـي ذي حـيـاتي عشتُها متغرّباً
آيـاتُ وجـدي أجَّجتْ لخواطري
فـبـأيِّ آلاءِ الـحـروفِ سأبتدي
أنـا عـاثـرٌ بـتـطلّعي ومكبـَّلٌ
ثـوري عـلـيّ ودَمّري أسطورتي
أخـشـى عـلـيَّ أنا أتوهُ بظلمتي
وأخـافُ عـيـني أنْ تظلَّ أسيرةً
وتـعـودُ أطـياري لواحةِ شهقتي
وتـضـوعُ أعطاري يُخبّؤها الندى
وأخـافُ تعشقكَ الحروفُ فلا أرى
وأخـافُ أرحلُ عن سماءِ مواجعي
وأخـافُ تـهجرُني وبردُ مَواسمي
فـأسـيـرُ كالمشدوهِ خلفك راكضاً
يـا تـحـفةً بيدي رسمْتُ إطارَها
فـلـقـد تخيَّرْتُ الحروفَ معاطفاً
صـاغَ الـجـمالَ وفيك تاجُ وقارِه
أنـثـى ولا فـي الحورِ أنثى ندْها
فـيـك احترقتُ وكلّ شيء داخلي
وأنـا ضـعـيـفٌ تعتريني رهبةٌ
وأدورُ نـجـماً في رحابكَ علـّني
أبـحـرْتُ فـي ديوانِ حبّي شاعراً
فـلأنـتَ حـلـم في دياري سائحُ
ولأنـتَ فـي شـفتي مزامرَ لوعةٍ
فـأنـا أنـا الـمظلومُ جئتُ مسافراٍ
وأنـا رسـمـتكَ جدولاً لمزارعي
فـلـكَ احتراقي حينَ أشْعلُ جذوةً
فـاخترتُ شعري أنْ تكوني صوتَهُ
تـاهـتْ مـساراتي ومركبُ ليلتي
يـا أيّـهـا الأتـي لـساحةِ خافقيوأشـدّ نـبـضي في يديكَ لأسمعَكْ
مـنّـي إلـيـكَ لكي يعانقَ أذرعَكْ
وحـلاوةُ الإحـساسِ تسكنُ أضلعَكْ
سـكرتْ بخمرتِها العيونُ لتصرَعَكْ
ثـغـري وغـنّى بالتودُّدِ مَطلعَكْ
وجـدارُ صـمتي في عيونِكَ ودّعَكْ
واخـضلّ نزفُ الحرفِ فيّ ليُطلِعَكْ
ورأيـتُ أحـزانـي تسائُل مدمعَكْ
أنَّـاتُ روحـي أسْـرَجتكَ لأرفعَكْ
بـدمـي .ويسكنني الجنونُ لأقطعَكْ
ولـسـانُ حـالي خابَ فيّ وشجَّعَكْ
فـي نـاظريكَ فما استطعْتُ لأقلعَكْ
مـتـحـسّساً نبضاً بنبضي وقـّعَكْ
مـنـهـا استقيتُ مشاعراً لترجِّعَكْ
وتـسـلَّـمـتـهـا شهقتي لتوَلِّعَكْ
شعري ويسكنُ في جروحي موضعَكْ
ثـغـري فـناري قدْ تشبُّ لتلسعَكْ
حـتـى أعـودَ إلـى فناك لأقمعَكْ
وأعـودُ وحـدي حيثُ قلبي رجَّعَكْ
فـي مقلتيكَ وأنْ تُضاجعَ مَضجعَكْ
سـكـرى ويثمَلُ من فراتي مَنبعَكْ
فـي راحـتـيهِ لكي تزيدَ تضوُّعَكْ
إلاكَ فـيـهـا تـسـتظلُّ لأطبعَكْ
ويـظـلّ قـلبي في جراحاتي معَكْ
يـكـويـكَ حتى لنْ أكونَ مودِّعَكْ
بـيـدي قـيودي صغتُها لأصنِّعَكْ
سـبـحـانَ مَنْ مِنْ طينِه قد أبدعَكْ
وفـتـقـتُ أزرارَ النجومِ لأنزعََكْ
ألـقـاهُ فـابـتـكرَ الدلالَ فأطلعَكْ
فـيـمـا أراهُ فمَنْ بخمري أترعَكْ
يـدعـو إلـيكَ وكل مابكَ طوَّعَكْ
وأضـيعُ في خَجلي وألحَقُ مَوْقعَكْ
أجـدُ الـطريق إلى مَداكَ لأقرَعَكْ
وأتـيـتُ في كلّ الفصولِ لأزْرعَكْ
بـفـنـاءِ أفـيائي زرَعتُ تربُّعَكْ
كـنـتَ الـقصيدَ فكنْ إليَّ لأجمعَكْ
وحـدي وأحرقني هوايَ وضوِّعَكْ
لـتـقـيـمَ دورةَ شهقتي وتطلـّعَكْ
وأنـا استحلتُ رمادَ حرفٍ رصَّعَكْ
واخـترْتُ شعري أنْ يشنِّفَ مَسمعَكْ
ركـبَ الـغـيابَ وللأضالعِ شيّعَكْ
كـنْ بـي أمـيناً كي أكونَ مُلوّعَكْ