إليكَ... (6)
26آذار2011
لمياء الرفاعي
لمياء الرفاعي*
بعد عمر كامل شاركته فيه الحلو والمرّ.. رحل الزّوج الذي جاوز الثمانين.. وظلّت شريكة الحياة تبكي ذكراه قصائد ترسلها "إليه" تَتْرَى.. حتى غادرت الدنيا بعد ثلاثة أعوام.. لم يَرْقَأ خلالها الدّمع ولا فَتَرَت الأشواق!
| إنْ كـانَ فـي دارِ الـخُـلودِ لقاؤنا واسـمـعْ نِـدَائـي خـافـتاً مُتلهِّفَاً يَـرنـو إلـيـكَ وفي المَدَامعِ حَسرةٌ واسـمـعْ أنينَ الرُّوح يقتلها الأسى وإذا رأيـتَ الـدَّمـعَ في عيني هَما * * * كـنّـا.. وكـانَ الـعمرُ يغفُو هانئاً كـانـت بِـكَ الأيـامُ حُـضناً دافئاً كـانـت أمـانـينا المحبّة والرّضا فـقـضـى لـيَ الرحمن بَعدَك أنّني والـدّربُ يـدفـعـني بعيداً في غَدٍ والرّوضُ يَذوي، والرُؤى في خاطري * * * يـغـتـالـني فيكَ الحنينُ ولَوْعتي وأعـودُ لـلـذِّكـرى.. أُسائلُ طَيفَهَا وأُسـائـلُ الأقـدارَ فـيـكَ وأدمُعي وهـنـاكَ أنـتَ وراءَ أسـوار الدُّنا والـصَّـمـتُ في بَرْد السُّكون يلفُّني فـإذا سـرى طَيفي إليكَ معَ الصَّدى وإذا رأيـتَ الـدَّمعَ في عيني جَرى واذكـرْ بـأنَّـكَ قد سكنتَ جوارحي | فـانـظُـرْ إلى طَيْفي إذا طَيْفي دَنَا وانـظـرْ خـيالي بين أمواج السَّنَا أدمـى لـيـالـيها الزّمانُ.. وأمْعَنَا والـقـلـبِ.. يـقتلهُ التذكُّرُ والضَّنا فـاذكُـرْ بـأنّـي قـدْ فقدتُ المَأْمَنَا * * * والـحـلـمُ يبني في الخَمَائلِ مسكَنَا كـانـت بِكَ الأحلامُ عِطراً.. والدُّنَا كـان الـشـذى والنورُ والدنيا.. لنَا أصـحو وحلمُ العُمر يغرقُ في العَنَا مُـغـرَوْرِقٍ بـالـدَّمع مَكلُومِ الجَنَا تَـغـدو سَـراباً.. كان يوماً فانثنَى! * * * ومَـوَاجـعـي، وخـيالُ عهدٍ بيننَا وأُسـائـلُ الأحـلامَ عـنّا.. والمُنَى إنْ كـانـتِ الأقـدارُ تـجمعُ شملنَا! وأنـا وأحـزانـي وأشـجاني.. هُنَا وصـدى أنـيـنِ الرِّيح يندُبُ حولنَا وتـعـلّـقـت رُوحي بأطرافِ السَّنَا فـاذكُـرْ بـأنّـي قد فقدتُ المَوطِنَا وأنـيـنُ ذيَّـاكَ الصّدى.. كانت أنَا! |
6 تشرين الثاني 2007 م.
* لمياء عمر بسيم الرفاعي: شاعرة من مواليد سورية عام 1936 م. أقامت مع الأسرة في "أبوظبي" منذ مطلع الثمانينات. صدر لها ديوان بعنوان "قالت المِرْآة". رحلت يوم 30 كانون الثاني/يناير 2009 م.