قصيدة أحمد شوقي ومعارضتها

قصيدة أحمد شوقي ومعارضتها

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

قصيدة شوقي.,وبها يهنئ الخديوي عباس حلمي بعيد الفطر.(1322ه 1904م )

رَمَـضـانُ وَلّـى هاتِها يا iiساقي
مـا كـانَ أَكـثَـرَهُ عَـلى iiأُلّافِها
الـلَـهُ  غَـفّـارُ الذُنوبِ iiجَميعِها
بِـالأَمـسِ قَـد كُنّا سَجينَي طاعَةٍ
ضَحِكَت إِلَيَّ مِنَ السُرورِ وَلَم iiتَزَل
هـاتِ  اِسقِنيها غَيرَ ذاتِ iiعَواقِبٍ
صِـرفـاً  مُـسَلَّطَةَ الشُعاعِ iiكَأَنَّما
حَـمـراءَ  أَو صَفراءَ إِنَّ iiكَريمَها
وَحَـذارِ  مِـن دَمِها الزَكِيِّ iiتُريقُه
لا  تَـسـقِـنـي إِلّا دِهـاقاً iiإِنَّني
فَـلَـعَلَّ  سُلطانَ المُدامَةِ iiمُخرِجي
وَطَني  أَسِفتُ عَلَيكَ في عيدِ iiالمَلا
لا عـيـدَ لـي حَـتّى أَراكَ iiبِأُمَّةٍ
ذَهَـبَ الـكِرامُ الجامِعونَ iiلِأَمرِهِم
أَيَـظَـلُّ  بَـعضُهُمُ لِبَعضٍ iiخاذِلاً
وَإِذا أَرادَ الـلَـهُ إِشـقـاءَ iiالقُرى
الـعـيـدُ بَينَ يَدَيكَ يا اِبنَ iiمُحَمَّدٍ
وَأَتـى يُـقَـبِّلُ راحَتَيكَ iiوَيَرتَجي
قـابَـلـتُهُ  بِسُعودِ وَجهِكَ iiوَالسَنا
فَـاِهـنَـأ بِـطالِعِهِ السَعيدِ iiيَزينُهُ
يَـتَـنَزَّلُ  الأَجرانِ في iiصُبحَيهِما
إِنّـي  أُجِـلُّ عَنِ القِتالِ iiسَرائِري
وَأَرى  سُـمـومَ الـعالَمينَ iiكَثيرَة
قَـسَـمَـت بَنيها وَاِستَبَدَّت iiفَوقَهُم
وَالـلَـهُ  أَتـعَـبَها وَضَلَّلَ iiكَيدَها
يَـأسو جِراحَ اليائِسينَ مِنَ iiالوَرى
بَـلَغَ  الكِرامُ المَجدَ حينَ جَرَوا iiلَهُ
وَرَأَوا غُبارَكَ في السُها وَتَراكَضوا
مَـولايَ  طِلبَةُ مِصرَ أَن تَبقى iiلَها
سَـبَـقَ  القَريضُ إِلَيكَ كُلَّ iiمُهَنِّئٍ
لَـم  يَـدَّخِر إِلّا رِضاكَ وَلا iiاِقتَنى
إِنَّ  الـقُلوبَ وَأَنتَ مِلءُ iiصَميمِها
وَأَنـا الـفَـتى الطائِيُّ فيكَ iiوَهَذِهِ
































مُـشـتـاقَـةً  تَسعى إِلى iiمُشتاقِ
وَأَقَـلَّـهُ  فـي طـاعَـةِ iiالخَلّاقِ
إِن  كـانَ ثَـمَّ مِنَ الذُنوبِ iiبَواقي
وَالـيَـومَ  مَـنَّ الـعيدُ بِالإِطلاقِ
بِـنـتُ الـكُرومِ كَريمَةَ iiالأَعراقِ
حَـتّـى  نُـراعَ لِصَيحَةِ iiالصَفّاقِ
مِـن  وَجـنَـتَيكَ تُدارُ iiوَالأَحداقِ
كَـالـغـيـدِ  كُـلُّ مَليحَةٍ iiبِمَذاقِ
يَـكـفـيـكَ  يا قاسي دَمُ العُشّاقِ
أُسـقـى  بِكَأسٍ في الهُمومِ iiدِهاقِ
مِـن عـالَـمٍ لَـم يَحوِ غَيرَ iiنِفاقِ
وَبَـكَـيـتُ مِن وَجدٍ وَمِن iiإِشفاقِ
شَـمّـاءَ  راوِيَـةٍ مِـنَ iiالأَخلاقِ
وَبَـقـيـتُ في خَلَفٍ بِغَيرِ iiخَلاقِ
وَيُـقالُ  شَعبٌ في الحَضارَةِ راقي
جَـعَـلَ الـهُـداةَ بِها دُعاةَ iiشِقاقِ
نَـثَـرَ الـسُعودَ حُلىً عَلى الآفاقِ
أ ن لايَـفـوتَـكُـما الزَمانَ تَلاقِ
فَـاِزدادَ  مِـن يُـمنٍ وَمِن إِشراقِ
عـيـدُ  الـفَـقيرِ وَلَيلَةُ iiالأَرزاقِ
جَـزلَـينِ  عَن صَومٍ وَعَن iiإِنفاقِ
إِلّا قِـتـالَ الـبُـؤسِ وَالإِمـلاقِ
وَأَرى الـتَـعـاوُنَ أَنجَعَ iiالتِرياقِ
دُنـيـا تَـعُـقُّ لَـئـيمَةُ iiالميثاقِ
مِـن  راحَـتَـيـكَ بِوابِلٍ iiغَيداقِ
وَيُـسـاعِـدُ الأَنفاسَ في الأَرماقِ
بِـسَـوابِـقٍ وَبَـلَـغـتَهُ iiبِبُراقِ
مَـن لِـلـنُـجومِ وَمَن لَهُم بِلَحاقِ
فَـإِذا بَـقـيـتَ فَـكُلُّ خَيرٍ iiباقِ
مِـن شـاعِـرٍ مُـتَـفَـرِّدٍ سَبّاقِ
إِلّا  وَلاءَكَ أَنــفَـسَ iiالأَعـلاقِ
بَـعَـثَـت تَـهانيها مِنَ iiالأَعماقِ
كَـلِـمـي هَزَزتُ بِها أَبا iiإِسحاق

قصيدتي في معارضة قصيدة شوقي :

رمضـانُ  ودَّع وهـو فى iiالآماق
مـا  كـان أقـصَـرَه على iiأُلاَّفِه
زرع الـنـفـوسَ هـدايةً iiومحبة
"اقـرأ" بـه نزلتْ، ففاض iiسناؤُها
ولِـلـيـلةِ  القدْر العظيمةِ iiفضلُها
فـيـهـا  الملائكُ والأمينُ iiتنزَّلوا
فـى  الـعامِ يأتى مرةً .. لكنّه ii..
شـهـرُ  الـعبادةِ والتلاوةِ iiوالتُّقَى
*               *              ii*
لا  يـا أمـير الشِّعر ما ولَّى iiالذى
نـورٌ مـن اللهِ الـكـريمِ iiوحكمةٌ
فـالـنفسُ بالصوم الزكى تطهرتْ
لا  يـا «أميرَ الشعر» ليس iiبمسلمٍ
فـإذا  انـتـهـتْ أيامُه iiبصيامِها
الله غـفـار الـذنـوب iiجـميعها
*               *              ii*
عـجبًا!! أيَضْلَع فى المعاصِى iiآثمٌ
أنـسـيـتَ يومَ الهولِ يومَ حسابِه
وتـرى  الـمنافقَ فى ثيابِ iiمهانةٍ
لا  يا «أمير الشعر» ما صام iiالذى
لا  يا «أمير الشعر» ما صام iiالذى
من كان يهوى الخمرَ عاش أسيرَها
الـصـومُ  تـربيةٌ تدومُ مع التُّقَى
هـو  جُـنـةٌ للنفس من iiشيطانِها
الـصومُ - يا شوقى إذا لم تدْرِه ii
*               *              ii*
واسـمع - أيا من أمَّروهُ بشعره –
إن الإمـارةَ قـدوةٌ iiوفـضـيـلةٌ
والـشعرُ  نبضُ القلبِ فى iiإشراقِهِ
والـشـعر من روح الحقيقة iiناهلٌ
فـإذا  بَـغَـى الباغى بدتْ كلماتُه
وإذا  دعـتْـه إلى الجمال iiبواعثٌ
لـكـنـه يبقى عفيفًا .. طاهرًا ..
رمضانُ - يا شوقى - ربيعُ iiقلوبنا
إن يـمْـضِ عـشنا أوفياءَ iiلذكِره


































يـا لـيـتـه قـد دام دون iiفراقِ
وأحـبَّـه فـى طـاعـةِ iiالخلاق
فـأتـى  الـثمارَ أطايبَ iiالأخلاق
عـطـرًا  على الهضبات iiوالآفاق
عـن ألـفِ شـهر بالهدى iiالدفَّاق
حـتـى  مـطـالعِ فجرِها الألاق
فـاق  الـشهورَ به على iiالإطلاق
شـهـرُ  الـزكاةِ، وطيبِ iiالإنفاق
*               *              ii*
آثـاره فـى أعـمـقِ iiالأعـماق
عـلـويـةُ الإيـقـاعِ iiوالإشراق
مـن  مـأثـم ومَـجـانةٍ iiوشقاقِ
مَـن صامَ فى رمضانَ صومَ iiنفاقِ
نـادى وصـفَّـق (هاتها يا iiساقى
إنْ كـان ثَـمّ من الذنوبِ بواقى ii)
*               *              ii*
لـيـنـالَ  مغفرةً.. بلا استحقاقِ؟
حـينَ  التفاف الساقِ فوقَ iiالساقِ؟
ويُـسـاقُ  لـلـنيرانِ شرَّ iiمساقِ
رمـضـانُـه  فـى زُمْرة iiالفسَّاق
مـنـع  الطعام، وهمه فى iiالساقى
وكـأنـه  عـبـدٌ بـلا .. iiإعتاق
لـيـكـونَ  لـلأدواءِ أنجعَ iiراقى
ومـن الـصـغائرِ والكبائرِ iiواقى
نـورٌ وتـقْـوى وانـبعاثٌ iiراقى
*               *              ii*
لـيـس الأمـيـرُ بمفسدِ iiالأذواق
ونـسـيـجُـها من أكرمِ iiالأخلاق
لا دعـوةٌ لـلـفـسقِ .. iiوالفسَّاق
ومـعـبِّـرٌ عـن طاهرِ iiالأشواقِ
كـالـساعِرِ  المتضرِم .. iiالحرَّاق
أزْرى  عـلـى زريابَ أو إسحاقِ
كـالـشّـهـدِ يحلو عند كلِّ iiمذاق
فـيـهـا  يُـشيعُ أطايبَ iiالأعباق
ويـظـلُّ  فـيـنا طيّبَ iiالأعْراق

زرياب هو أبو الحسن علي بن نافع مولى المهدي الخليفة العباسي. زرياب ولقبه هو اسم طير أسود اللون عذب الصوت من الموصل وله اسهامات بارزة في الموسيقى العربية .

وكان اسحاق الموصلى ذا أذن موسيقية مرهفة وذوق راق ، رقيق الحاشية، حلو الشمائل، لطيف الحديث، غرف من بيت ابيه جواهر الألحان، ومن مجلس الخلافة ...