الفجْرُ السَّاطِعُ
فيصل بن محمد الحجي
في يوم السبت14/5/1430ه الموافق 9/5/2009م في تمام الساعة الثالثة والنصف صباحاً بتوقيت الرياض (قبل الفجر بنصف ساعة) اتصل بي هاتفيّا من أمريكا ولدي/ أنس ليخبرني بأنّ زوجته وضعت منذ نصف ساعة ولدهما الأول بعد انتظار طويل...(14عاماً) وأراني صورته على جهاز الحاسب الآلي ..... واتفقنا على تسميته (مالِكاً) تيمُّناً بالإمام مالك بن أنس رحمه الله
أتاني شُعاعٌ ساطِعٌ في الحَوالِكِ أذلِكَ فجْرُ اليَوم ِ أم فجْرُ مالِكِ ؟
أتاني قبَيْلََ الفجْر ِ فجْرٌ مُبارَكٌ يَلوحُ بوجْهٍ لِلسعادةِ ضاحِكِ
وهَل نتمَنى غيْرَ فجْر ٍ مُبارَكِ ؟
* * * * *
سَطعتَ وقد طالَ انتِظاري ولهْفتي وسَيْري على دَربِ اكتِئابٍ وخِيفةِ
أناجي أمانيْنا وأرفعُ صَرختي وقد جَثمَ الحِرمانَ مِنْ غيْر ِ رأفةِ
إلامَ اختِباءِ النور ِ خلفَ ظلالِكِ ؟
* * * * *
صَبَرْنا طويلاً والأماني ضئيلةٌُ وأجْلِسُ مُحْتاراً فما لِيَ حِيلة
كأنيَ في الهيْجاءِ حالي عليلةٌ ُ أناجي اللياليْ والليالي بَخِيلة
وما يَفعلُ المَعلولُ وسْط َ المَعَاركِ؟
* * * * *
سَطعتَ فنوَّرْتَ الحَياة َ وآلها وأكرَمْتَ قلباً بالمَحَبّةِ والِها
سَطعتَ بَعيداً.. والضياءُ أتى لها إلى أسْرةٍ أنعَشْتَ بالحُبِّ حالها
فباركْ إلهي بالهَدِيّةِ باركِ
* * * * *
أمالكُ أصْحابي يُحَيُّونَ جَمْعَنا وقد أطربَتِ تِلكَ التحِيّة ُ سَمْعَنا
توالتْ تهاني القوم ِ توهِجُ شَمْعَنا وأجْرتْ أعاصِيرُ المَسَرّةِ دَمْعَنا
مَلكْتَ قلوبَ القوم ِ يا خيْرَ مالِكِ
* * * * *
أقارة ُ(1) هذا مالِكٌ جاء غائِبا وماعَرَفَ (الجَدَّيْن ِ) والعَمَّ (صائباً)(2)
وأندادُهُ لا يَعرفونَ الرغائِبا وما حِيلتي إنْ صارَ مِثلِيَ شائبا
أيَبقى بَعيداً عَنْ نسِيم ِ تلالِكِ ؟
* * * * *
وُلِدْتَ غريباً والغريبُ لهُ مُنى بأنْ يَجْمَعَ اللهُ الشّتاتَ بلا عَنا
لِقارة َ يهفو شَيْخنا وغلامُنا وما نالها في العُمْر ِ إلا سلامُنا
فهَلْ مالِكٌ يأتي بمالي ومالكِ ؟
* * * * *
أمالِكُ يا بَدرٌ على الأهل ِ أشرقا وزَهرٌ تجَلى كيْ يَفوحَ ويَعبَقا
بيَ الشوقُ قد أدْمى الفؤادَ وأحْرقا فبادِرْ وأقبلْ يا حبيبي إلى اللقا
وسِرْ بطريق ٍ لِلسَّعادة سالِكِ
* * * * *
عَزمْنا فرَشّحْنا إماماً مُبَجَّلا لِهذا دَعَوْنا مالِكاً كيْ يُرَتلا
فخذ بكِتابِ اللهِ عِلماً لِتعْمَلا وَوزِّعْ عُلومَ الأوّلِينَ على المَلا
لِيَعرفَ كلَّ الناس ِ أفضالَ مالِكِ
* * * * *
على (الشاشةِ) استحْدَثتُ رَوْضاً مُطوَّرا لأزرعَ فِيهِ وَرْدَ عِيدٍ مُصَوًَّرا(3)
فأضحى بحَمْدِ اللهِ خصْباً وَمُثمِرا وَرَوَّى قلوبَ الأهْل ِ شَهْداً وسُكرا
أبو مالِكٍ أصْفى بها جَدَّ مالِكٍ
* * * * *
لكَ الحَمْدُ يا رَبَّاهُ أثلجْتَ خاطِري وأهلِي وخِلاني وكُلُّ مُسامِري
وأتخمْتَ بالخيْر ِ الوَفير ِ بَيادِري فيا ليْتني أغدو لهُ خيْرَ شاكِر
بقولي وفِعلي والتِجاءِ مَداركي !
* * * * *
إلهي فوَفقْ مالِكاً في مَسِيرهِ بجَوِّ هوَ السَّبَّاقُ قبْلَ نسُورهِ
لِيَجْتنِيَ الأهدافَ رغمَ عَسِيرهِ ويَرْجعَ مِنْ كنز ِ الرِّضا بسُرورهِ
ويَهْتِفُ لِلجَوْزاءِ : تِيهي بجاركِ
(1) قارة : بلدة الشاعر (2) كلهم توفوا إلى رحمة الله (3) أرسل لي أنس عدة صُوَر لطفله الجديد وضعتها على شاشة جهاز الحاسب الآلي.