طوبى للمحسنين

شريف قاسم

[email protected]

(( إحساس المسلم تجاه أخيه المسلم ذي الحاجة يؤكد اهتمام الإسلام بالتكافل الاجتماعي ، وانتقال حركة البر من محيط الأسرة والقبيلة والحي ، إلى الأفق الأوسع والأشمل ، وذلك بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل استجابة الرواد من المحسنين الأبرار في مختلف البلاد الإسلامية على مر العصور 0 أولئك الرجال الذين شمل إحسانهم جوانبَ عديدة من حياة الناس ، لتُضمَ إلى قائمة المهام الجليلة المباركة في الخدمات التعليمية والصحية والمهنية وغيرها مما جــدً في عصرنا هذا 0 وعملوا أيضا على رفع المستوى المعيشي الاقتصادي والاجتماعي 000 ولتطوير اهتمام الناس بالمجالات الحيوية التي تعودُ بالسعادة والطمأنينة على الفقراء والمحرومين الذين افتقدوها لسبب أو لآخر 0

والمحسنون أفراد اجتباهم ربُهم تبارك وتعالى لعلمه بأحوالهم ، وقد نجحوا في اختبار القد رة الفائقة في توظيف ما أعطاهم اللهُ من مال 0 فكانوا أهلا لرضوانه ، ومكانا مباركا لكرامته في الدنيا والآخرة 0 وقصصهم العجيبة في حياتهم ، وعند موتهم تزخرُ بها أسفارُ حكايا المحسنين الصالحين 0 فطوبى لهم وحسن مآب )).

رُدً  لـي بـهـجـة التقى في iiالمغاني
ورفـيـف الحنان في أضلع الأبرار ..
تـتـسـامى  القلوبُ بالصفة العليا ii...
أنـشـأتـها عنايةُ الله في الأرض ii...
تـد  فـعُ الـسـوءَ والأذى عن iiأُناس
فـيـه  مـعـنـى الإيثار حيثُ iiتجلى
لـرجـال  أثـروا الـنـفـوسَ iiسُمُوا
تـرتـقـي  النفسُ بالندى ما iiاستظلت
وتـوالـي  شـعـورَهـا حين iiتصفو
هـكـذا تـخرجُ النفوسُ من الشح ii...
سـاقـها اللهُ واجتباها إلى الحسنى ii...
ورجـتْ مـنـهُ بـالـسـخـاء iiحياة
*                 *                 ii*
كـم فـقـيـر مـن جـودهـا iiتتغنًى
ويـتـيـم  عـادت إليه ابتساماتُ ii...
وأنـيـن  فـي صدر أرملة تُكوَى ii...
قـد  رعـاها أخو المروءة فانجاب ii...
وحـبـاهـا بـالـجـود يـدفعُ iiعنها
وغـريـب  قـد لاذ في كنف البر ii...
مـا أُحـيـلـى الإخـاءَ بـاتَ iiبساطا
لـيـس لـلـشـر فـوقه من iiحضور
هـي دارُ الإحـسـان قـامَ iiعـلاهـا
عـزً ديـنُ الإسـلام إنً مـحـياهُ ii...
فـعـطـايـاهُ  : هـؤلاء iiالمحبون...
يـومَ  لـبـوا عـذبَ الـنداء iiوجاؤوا
بـذلـوا  مـالـهـم فـزادهُمُ اللهُ ii...
وحـبـاهـم فـفاض عندهُمُ الخيرُ ...
وأبـاحـوه لـلـمـسـاجـد تُـبْـنَى
يـتـهـادى عـلى مآذنها الصوتُ ii...
وبـهـا  الـفـضـلُ والهدى iiوالتآخي
يـارعـى  اللهُ مَـن أقـامَ iiبـيـوتـا
هـم  رجـال لـديـنـهـم أوفـيـاء
فـي  حـنـايـاهُـمُ الـمشاعرُ iiأذكتْ
مـا  تناءتْ عن المواجع في الناس ii...
فـالـمـشـافـي  لـهـم لـديها iiأياد
وانـتـدبْـهـم  ... فـلـلملمات iiأهل
أوقـفـوا  الـوقفَ في الحياة iiوأوصوا
ذاك مـرمـى وفـائـهـم iiيـتـسامى
لا يـحـبُ الـرحـمـنُ وجـهَ iiبخيل
ويـجـافـي الإحـسـانَ غـيرَ جدير
مـاتَ مـن قـبـل مـوتـه إذ iiتردًى
*                 *                 ii*
قـيـمـةُ  الـمـرء في الحياة iiتُوازي
ونــجــاواهُ و الــمـآثـرُ iiإلـفٌ
مـا تـنـاءى أهـلُ الـندى عن iiمقام
إذ  رعـوا حـقً ربـهـم فـي غناهم
وذوي الـحـاجـات الـذيـن iiتـلوًوا
إنـمـا  الـمـالُ لـلـغـنـي iiابتلاء
وزكــاةُ الأمــوال فـرض وركـن
ورضـى  الله لـم يـكـن بـالـتمني
قـم تـأمـلْ تـرَ الـرجـالَ iiتـنادوا
فـي  الـمبرات والفضائل والجود ii...
إنـه مـوكـبُ الـنـدى iiفَـتَـفَحًص
*                 *                 ii*
أُمـتـي  أُنْـزلَ الـكـتـابُ iiعـليها
وحـبـاهـا  بـمـا تـطـيبُ الليالي
تـلـك آثـارُهـا بـأقـصـى iiالبرايا
عرفتها الشعوبُ في الشرق والغرب ...
تـبـتـغـي  وجـه ربـهـا لا iiلبغي
هـي تـدعـو إلـى الإخاء وللبر ii...



























































وافـتـرارَ الـمـنـى بـنور iiالمثاني
... يـهـفـو إلـى جـنـى iiالإحسان
... عـلـى مـنـهـج الهدى iiالرباني
...فـكـانـت  كـالـمـاء iiلـلبستان
أوجـعـتـهـم ضـراوةُ iiالأشـجـان
بـالـعـطـايـا  الـنـديـة iiالأردان
بـجـمـال الآداب لا iiالـعـنـفـوان
فـي مـيـاديـن خـيـره iiالـفـينان
بـتـسـامـي  يـقـيـنـهـا الريًان
... وتـرمـي وسـاوسَ iiالـشـيطان
...  فـنـالـتْ مـن فـضله iiالمُزدان
طـيًـبـتْـهـا  أنـامـلُ الـتـحنان
*                 *                 ii*
شـفـتـاهُ  بـالـحـمـد والـشكران
... حـبـور فـي فـرحـة iiالـولدان
... ف_ــؤادا ب_ـالآه والأح_ـزان
... الأسـى عـن فـؤادهـا iiالـحرًان
ثـقـلَ الـديـن أو صـروفَ iiالزمان
...  و وافـى بـالـسـعـي دارَ أمان
لاجـتـمـاع  الأجـنـاس iiوالألـوان
والأذى فـيـه مـالـه مـن iiمـكـان
بـيـد  الـمـحـسـنـين في iiالبلدان
... بـسـيـم فـي حـقـلها iiالنشوان
... نـشـيـد الـمـنـى بـكل iiلسان
يـتـوخـونَ طـاعـة iiالـرحـمـن
... وأغـنـى مـن جـوده iiالـهـتان
...  فـآتـوا ذا الـفـقـر و iiالحرمان
لــصــلاة  مــفـروضـة iiوأذان
... نــد يــا صــداه فـي iiالآذان
والـتـلاقـي لـلـعـلـم iiوالـعرفان
عـامـرات  بـالـذكـر iiوالـقـرآن
مـا  تـخـلـوا عـن دعـوة iiالإيمان
جـذوةَ  الـخـيـر ... لم تزل بافتنان
... ولا أدبـرتْ عـن فٍـعـالٍ iiحٍسان
ولـذي الـعـجـز عـندهم قلبُ iiحان
مـا تـراخـوا ومـا بـهـم من iiتوان
بـعـدَ مـوت بـمـا تـجـودُ iiاليدان
فـي عُـلُـوٍ مـا كـان iiبـالـحسبان
يـتـوارى فـي الـجـحـر iiكالثعبان
بــمـآتـي  نـفـائـس iiالأفـنـان
بـمـهـاوي  الـتـبـار والـخسران
*                 *                 ii*
مـا تـبـنًـى فـي الـخير iiوالعمران
لـلـقـلـوب الـنـقـيـة الـوجدان
يـتـراءى  عـلـى ابـتـسام الجنان
لـيـتـامـى  الأرحـام والـجـيران
فــي ثـيـاب الآلام iiوالـحـرمـان
والـدعـاوى تـحـتـاجُ iiلـلـبرهان
بـيـن أغـلـى الـفروض iiوالأركان
بـئـسَ مَـن غَـرًه نـقـبقُ iiالأماني
لــسـبـاق ومـا عـراهـم iiتـوان
...  وفـيـمـا قـد طابَ في iiالأعنان
مـا  بـكـف الـنـدى مـن iiالريحان
*                 *                 ii*
مـن لـدنْ عـالـم بـسـر iiالـجَنان
مـن  صـفـات قـدسـيـة iiومـعان
شـاهـد لا يـحـتـاجُ iiلـلـبـرهان
...  بـبـذل مـن كـفـهـا iiالـملآن
أو  فـسـاد فـي الأرض أو iiبـطلان
... وتـجـفـو الـشـقـاءَ لـلإنسان