موعود

إبراهيم خليل إبراهيم

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

الشاعر محمد حمزة كتب أغنية ( مداح القمر ) ولحن بليغ حمدي معظمها ، و لكن أصيب عبد الحليم حافظ بنزيف حاد عام 1969م فذهب للعلاج بلندن ثم عاد إلي مصر فأصيب مرة أخرى  وعاوده النزيف في ذلك العام أربع مرات فألغى حفلة الربيع  فأطلقت شائعة بموت عبد الحليم في لندن ولكن الإذاعة كذبت الشائعة وكذلك التليفزيون .

وكان بليغ حمدي قد انتهي من تلحين مداح القمر وكتب الشاعر محمد حمزة مذهبا من أغنية جديدة هى (موعود) وقال لعبد الحليم حافظ : إن شاء الله أغنية مداح القمر جاهزة للحفلة القادمة .

فقال عبد الحليم حافظ : تفتكر يا حمزة انه من المناسب أن أغنى أغنية غزل بعد رحلة مرض شديدة والتي كانت فيها عواطف الناس ومشاعرها معي .. ثم اقترح عبد الحليم أن يستكمل محمد حمزة أغنية موعود وبالفعل استكملها و لحنها بليغ حمدي وغناها عبد الحليم حافظ في حفلة الربيع  وتقول كلماتها :

موعود معايا بالعذاب موعود يا قلبي

موعود ودايماً بالجراح موعود يا قلبي

ولا بتهدى ولا بترتاح في يوم يا قلبي

وعمرك ما شفت معايا فرح

 كل مرة ترجع المشوار بجرح

والنهاردة جاي تقول انسى الآهات

 جاي تقول لي يالا بينا الحب فات

وميل وحدف منديله

 كاتب على طرفه أجيله

وأمانة يا دنيا أمانة

تاخدينا للفرحة أمانة

وتخلي الحزن بعيد عنا

 وتقول للحب استنّا .. استنّا

تاني تاني تاني ..

 حنروح للحب تاني ..

 والنار والعذاب من تاني

تاني تاني تاني ..

حنروح للحيرة تاني ..

ونضيع ونجري ورا الأماني

ويغيب القمر

 ونعيش السهر

 وأهات الألم

بليالي الندم

يا ليل

 آه يا ليل

 يا حزن السهارى

ياللي شفت في عيني دموع

 وأنا دايما راجع وحيد

خلي فجر الحب يطلع بدري

يملي مشوارنا الجديد

وأمانة يا دنيا أمانة

 تاخدينا للفرحة أمانة

وتخلي الحزن بعيد عنا

 وتقول للحب استنا .. استنا

وابتدي ابتدي ابتدي المشوار

وآه يا خوفي من آخر المشوار

جنه ولا نار اه يا عيني

 رايح وانا محتار آه يا خوفي

واتقابلنا ..

والحياة قدام عينينا حلوة

واتقابلنا ..

والكلام فوق الشفايف غنوة

كل حاجة  فكرت فيها

في لحظة واحدة رديت عليها

بنظرة حلوة من عينيها

الأمان في عينيها

حسيت إني عديت للأمان في عينيها

والحنان خد مني وادفا

 يااللي محروم من الحنان

والقمر طلع

 والخوف بعد

 والهوى دفي

 والليل سمع

شوف بقينا فين يا قلبي

وهى راحت فين

شوف خدتنا لفين يا قلبي

 وشوف سابتنا فين

في سكة زمان راجعين

في سكة زمان

 في نفس المكان ضايعين

 في نفس المكان

لا جراحنا بتهدي يا قلبي

 ولا ننسى اللي كان يا قلبي

بتصحي الطريق خطوينا وأنين السنين

 والسما بتبكي علينا والناي الحزين

حتى نجوم ليالينا والقمر غايبين

وتاني تاني تاني ..

راجعين أنا وأنت تاني ..

للنار والعذاب من تاني

وتاني تاني تاني ..

راجعين للحيرة تاني ..

هايمين ونجري ورا الأماني

تاني تاني تاني ..

حنروح للحيرة تاني ..

ونضيع ونجري ورا الأماني

ويغيب القمر ..

ونعيش السهر ..

وآهات الألم ..

وليالي الندم

وأمانة يا دنيا أمانة

 تداوينا من جرح هوانا

وتخلي الحب بعيد عنا

 ولانستناه ولا يستناه

فاستقبلها الجمهور بالحب و التقدير والإعجاب و تلقي الشاعر محمد حمزة بطاقة تهنئة من كمال الطويل قال فيها : يا حمزة تفوقت علي نفسك .

كما تلقي بطاقة أخرى من مأمون الشناوي قال فيها : هذه الأغنية لم تلمس مشاعر الجمهور العادي فقط وإنما لمست مشاعر جميع الفنانين أيضا الذين شعروا بأن هذه الأغنية فيها نقلة كبيرة لعبد الحليم حافظ  والأغنية العربية.

الجدير بالذكر أن الكاتب الكبير أنيس منصور قد حضر هذه الحفلة وتأثر بشدة نظرا لسقوط عبد الحليم بعد الانتهاء من الغناء وإسدال الستار .