شرطة المرور.. أطعم التسعة تأكل العشرة..!

شرطة المرور..

أطعم التسعة تأكل العشرة..!

أبو الشمقمق

كان السوري يلهث خلف  معاملاته  في دوائر الدولة السورية المسروقة كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ...! وهو يدفع الرشاوي من قوت أطفاله في كل  دائرة وقسم وفرع ومديرية ووزارة ومدرسة وجامعة  ومستشفى ويدفع للتأشيرة واللاحكم عليه ، وشهادة السواقة ، وسند الإقامة وتصديق الوثائق من وزارة الداخلية والخارجية والعدل والنقل وال ,...حتى أصبح المثل الشائع :  إذا أردت ان تاكل العشرة طعمي التسعة ...!

والحقيقة ،  أن الدولة لم تترك المواطن يهيم في دهاليز وزاراتها ولاأن يتسكع في أروقة مديرياتها فوضعت على مدخل كل لها مفرزة حراسة فيها عدة موظفين يتبعون إلى ضابط أمن يتمترس داخل المنشأة حتى ولو كانت لبيع الملابس المستعملة  ...وكذلك حرصت الدولة على حل مشاكل المواطن وهو في الشارع قبل أن يسمح له بالدخول ، فلاتهدر وقته ولاتهدروقتها ، هذه قمة الحضارة والتقدم والاشتراكية .!!

في شرطة المرور قضيت ثلاثة أسابيع لتجديد شهادة سواقة في اللف والدوران والذهاب والعودة وركوب المكاري وتدفيش الواقفين على الدور وتعذيب الشرطة للشعب وهم يطردون المراجعين ، وتجديد الشهادة لايستغرق إلا ساعة أو ساعتين على الأكثر ....مرة لم تأت لجنة الفحص ومرة لم تأت لجنة الاطباء ، ومرة المساعد ابو حيدر في إجازة  ومرة الرقيب حسن راح على المستشفى ومرة خلصت الاستمارات ومرة خلصت الطوابع ........حينئذ قررت بعد اليأس أن أتخلى عن الشهادة وقلت في سري ( يلعن ابو الشهادة وعلى ابو اصحابها ) ولم أشتم الدولة لاسراً ولاعلناً حتى لايسمعني أحد فتكون فيها نهايتي

 فجأة برز لي شخص من الغيب وقال دون مقدمات :

- لاتسألني ولاسؤال .....! 

حاولت أن أفتح فمي لكنه قال بلهجته المعروفة :

- ولك يازلمي .! عم تعذب حالك عل الفاضي ولوووو.. ! شايفك صرت رايح وجاي  قد مصروف خمس شهادات غيرتعبك . وجعتلي قلبي ولووو .! هات ها لمعاملة من ايدك .! بالمختصر المفيد حبيبي ، التسعيرة معروفة ، 200 ل س بتاخذ المعاملة بكرة ، 400 بتاخذ المعاملة بعد ساعة .

- العمى بعد ساعة ...!؟ طيب  مين حضرتك .اعطيني اسمك ..!

- هات ال 400 هلق ....عند مابتيجي ولووووووو ، اسأل عن أبوعلي  ....! .كل الناس بتعرفو ولووووو ، من الوزير للشرطي اللي واقف على الباب.....!!!