فارس الأحلام

د. مريم عبد الجبار

تردد وقع تلك القنبلة العنيفة في كل مكان ..اهتز البيت وكأن اعنف زلزال بالدنيا ضرب الارض .علت من بعد ذلك اصوات التكبيرات ..في كل مكان وكأن المنازل صارت مساجد .

وكل انسان صار مؤذنا يقيم الصلاة .في تلك الأرض الموت والحياة سيان.لا فرق ...كان قلبها قد انفطر منذ زمن .ماعادت تخاف زلزال الأيام.ففي كل يوم قنابل تسقط ..تتفقد بعدها اعضائك ..اأنت لا زلت كاملا ..ثم تتفقد من حولك..افقدت احدا..؟

وما أكثر ما فقدت ..بسمة .ألاء .ورده .علي ...الكل رحلو الا هي .لازال فيها نبض .لماذا لم ترحل معهم؟؟

لماذا بقيت هي وحيده ..الكل رحلو . الا هي بقيت على قيد الحياة .غير انها فقدت بعض اصابع قدمها اليسرى .

ضعف النظر في عينها اليمنى

وامتلأ وجهها بالكثير من الخدوش والشظايا حتى تغيرت ملامحها .

كانت شام .فتاة عشرينية جميلة .بيضاء البشرة .فاتحة الشعر .عسلية العينين.ذات بنية متوسطة .لقد كانت يوما اميرة .ولكن

وبعد كل تلك الحرب الطاحنة التي ضربت بكل شيء .

لا زالت تجلس قرب النافذة تنتظر فارسها .فارس احلامها كي ياتي وياخذها على حصانة الابيض .ويخلصها من الجحيم .الذي كان يسمى الوطن .

ما اكثر ما خبئت نفسها تحت الركام حتى لا تصير ضحية من ضحايا البلاد.

ولكنها وللاسف سقطت بين ايدي الطغاة .واستباحو حرمتها .

حتى انها لم تعد تعرف وهي تقبع هناك في ذلك السجن البعيد . من هو الذي اخذها ؟ اهو عدو ام صديق .

من هو الذي قتل كل اهلها .

لم تعد تعرف ان كانت الشمس قد اشرقت ام ان الليل قد صار طويلاااا الى غير نهاية

وجدت في سجنها الجديد مذياع قديم

اشعلت المذياع .

هنا حلب ...اتاها صوت المذياع ثم توقف عن الكلام ...هزته مرارا وتكرارا دون فائدة ...

نظرت للسماء داعية على من ظلمها ..دون ان تعرف من هم ..وبماذا تقنعوا

و....

جاءها الفرج ...انها صوت القنابل ..ربما ان الفرج في لحظات يكون على نعمة قنبلة ...

لا تدري ولكنها في لحظة رأت فارس الاحلام وهو يمد يده ليصحبها على حصانه ...

لقد عادت اميرة كما كانت وكما ستكون دائما

و....

سقطت قنبلة كبيرة على ذلك السجن و نسفت كل شيء ..

كان اخر ما رسم على وجه شام وهو بسمه جميلة ...

اجمل من اي ربيع

ومن اي زهور

ومن اي شيء

ولكن ليس اجمل من شام ....

وسوم: العدد 700