الفيتو الروسي السادس عشر .. لقطع نسغ الحياة عن السوريين الأحرار ..

واستمرارا في الانغماس في جريمة التمويت بالتجويع ، التي ينفذها بشار الأسد داخل الزنانين ، ما زال الروس يعملون باسمه على تنفيذ مخططهم " التركيع بالتجويع " ،

حيث استعملت روسية بالأمس - 11 / 7 / 2020 / للمرة السادسة عشر حق النقض في حاضر الثورة السورية ، وأيدتها فيه الصين ، مصدرة الكورونا للعالم . روسية تستخدم الفيتو السادس عشر ، والثاني خلال أيام ، لرفض مشروع قرار إنساني يقضي بتجديد السماحب فتح المعابر ، وإدخال المساعدات الإنسانية للشعب السوري المنكوب ، الذي جرب الروس - حسب تصريح وزير دفاعهم شويغو - في لحمه الحي أكثر من مائتي سلاح استراتيجي ..!!

اتخذ الفيتو الروسي السادس عشر ضد إرادة ثلاث عشرة دولة حول العالم . كلها رأت في مشروع القرار المطروح استجابة عملية لواقع إنساني نازف يتهدده التشرد والمرض والجوع ..

بالفيتو الروسي السادس عشر، يلاحق المحتل الروسي الأرثوذكسي الصليبي ، ملايين السوريين الذين شردهم طيران بوتين وبوارجه ببركة البطرك " كيرل " بالكيماوي وبالفراغي وبالارتجاجي وببعيد المدى ، وبالعابر للقارات وبقادة حميميم وبإرهابيي الفاغنر ... بمزيد من الجوع والحرمان ، وشعاره عند كل منحنى : تخضعون أو تقتلون.

لا توصف الجريمة التي يرتكبها الروسي في سورية . إلا أنها جريمة حرب . جريمة ضد الإنسانية . حرب إبادة منظمة على الهوية . ونعتبر كل من يحاول أن يتهرب من هذه الاستحقاقات في توصيف الجريمة الروسية شريكا فيها..

وما شرعت اتفاقيات جنيف الأربعة ، ومواثيق حقوق الإنسان ، وقانون الحرب الإنساني إلا للحد من تغول التوحش العسكري والسياسي على الإنساني .. وهذا الذي يحصل في سورية منذ عشر سنين ..

ونعتبر اشتراكا في الجريمة إخضاع الاحتياجات الإنسانية الأساسية لمناورات الساسة ومناكفاتهم ومراهناتهم ..فلا يمكن أن يسمح لبوتين أن يراهن على الملايين من الأنفس البشرية المعصومة لأطفال ونساء وشيوخ ولا للمتلاعبين معه عليها ..

وإنه من العبث أن نستمر نحن السوريين في الحديث بلغة : نشجب ونستنكر وندين ..

ومسئولية الذين تناوبوا على المواقع على كراسي المعارضة بالأمس، عن هؤلاء الناس مباشرة ، مسئولية شرعية وإنسانية ووطنية مباشرة ..

إن استمرارهم على مقاعد الانتظار لعملية سياسية يكون بوتين شريكا فيها ، هو اشتراك في الجريمة .. ودعما لها ليس غير .

إن حديثنا عن هؤلاء الذين زيفوا إرادة السوريين ، ولم يمثلوها على مدى عشر سنوات، ليس اعترافا بهم .. بل هي الصدمة التي نقول لعلها توقظ من كان فيه بقية من آحادهم .. الثورة طريق ، وقد بدأه الثوار ورواه الشهداء ، ولكل طريق بداية وغاية .

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 885