آية الله العظمى السيد علي السيستاني ينصح نصر الله بالانسحاب الفوري من سورية

آية الله العظمى السيد علي السيستاني

ينصح نصر الله بالانسحاب الفوري من سورية

كشف قيادي بارز في كتلة “التحالف الوطني” الشيعي التي تسيطر على الحكومة العراقية, بقيادة نوري المالكي, ل”السياسة”, أمس, أن مسؤولين في الحكومة اللبنانية ونواباً في البرلمان اللبناني من تيار “المستقبل”, بعثوا برسائل عاجلة الى المرجعيات الدينية الشيعية في مدينة النجف, وفي مقدمهم المرجع الاعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني بشأن تدخل مقاتلي “حزب الله” اللبناني الى جانب قوات نظام بشار الاسد في الحرب داخل سورية.

وقال القيادي العراقي الشيعي, إن المعلومات تفيد أن السيستاني أوصل نصيحةً الى حسن نصر الله بأن عليه ان يسحب قواته من سورية على الفور وأن يعلن ذلك لتجنيب المنطقة وشعوبها الاقتتال الطائفي لسنوات طويلة ستكلف آلاف الضحايا وتجلب المآسي للشيعة والسنة على حد سواء, مضيفاً أن قناعة السيستاني بأن التدخل العسكري ل”حزب الله” كان سياسياً ولا علاقة له بالمقدسات الشيعية الموجودة في السيدة زينب والسيدة رقية بدمشق, وان التحالف السياسي الوثيق بين نظام الاسد وايران و”حزب الله” الممتد لأكثر من عقدين هو من لعب الدور الاساسي في تدخل مقاتلي الحزب في بلدة القصير السورية وغيرها من المدن داخل سورية.

وحمل القيادي “حزب الله” مسؤولية تصاعد حدة الانقسامات في الشارع الشيعي العراقي, لأن تدخله العسكري في الصراع السوري ادى الى تصاعد موجه المطالبين من الشيعة العراقيين البسطاء, للانضمام الى ما يسمى “لواء ابوالفضل العباس” المتواجد في سورية, وأن القيادة السياسية الشيعية المعتدلة والمدركة لمخاطر التورط في الحرب السورية, بدأت تواجه بالفعل ضغوطاً رهيبة من المواطنين الراغبين بالقتال الى جانب الاسد, وبالتالي بات من الصعوبة اقناع هؤلاء ان ما اقدم عليه حزب نصر الله هو عمل خطأ ومغامرة بمصالح الامة الاسلامية.

ووفق قناعة القيادي في التحالف الشيعي العراقي, فإن التدخل العسكري الواسع لمقاتلي “حزب الله” في سورية, سيجبر قيادة التحالف على تقديم تنازلات أكبر الى الاطراف السنية العراقية لأنه بات من الضروري والملح تعزيز المصالحة الشيعية السنية في العراق والا فإن نصر الله سيأخذ الجميع الى حرب طائفية مدمرة وطاحنة وطويلة.

واعتبر المصدر العراقي أن اسرائيل كانت المستفيد الاكبر من وجود مقاتلي “حزب الله” في سورية وان معركة القصير برهنت للدولة العبرية, ان “حزب الله” لم يعد يشكل اي خطورة على أمن الكيان الاسرائيلي, مشيراً الى ان السيستاني يواجه الكثير من الضغوط السياسية باتجاهين: الاول يتعلق بتبرير تدخل مقاتلي “حزب الله” وهذا ما تريده القيادة الايرانية كي يسارع المزيد من المقاتلين الشيعة في لبنان والعراق واليمن والبحرين الى نجدة الاسد.

اما الاتجاه الثاني فيتمثل بمنع اي اتصالات بين الاطراف اللبنانية والعراقية السنية وبين السيستاني وبقية المراجع, لأن من شأن هذه الاتصالات ان تقنع او تشجع المرجع الشيعي الاعلى الى انتقاد “حزب الله” وبالتالي يمكن لهذا الامر ان يضعف الموقف اللوجستي المقدم الى النظام السوري في الفترة القريبة المقبلة.

ورأى القيادي في التحالف الشيعي أن من اخطر النتائج التي سيقرأها المسؤولون الاسرائيليون في ما اذا حقق “حزب الله” انتصاراً مهماً في سورية أن هذا البلد على الحدود مع اسرائيل سيتحول الى قاعدة كبيرة للسلاح الايراني ولمقاتلي “حزب الله” والحرس الثوري الايراني, وربما يجد الكيان الاسرائيلي نفسه امام مئات ألوف المقاتلين التابعين لإيران على حدوده مع سورية, بعد انتهاء الحرب هناك, لأنه ليس من المنطقي ان يتم سحب مقاتلي “حزب الله” والحرس الايراني بمجرد انتصار قوات الاسد, بل من المتوقع والمرجح ان يجري تعزيز وتضخيم هذه القوات الاجنبية على الاراضي السورية ما يشكل خطراً ستراتيجياً على أمن اسرائيل.

وخمن القيادي الشيعي العراقي ان يكون سقوط القصير السورية بداية حقيقية لسقوط الاسد “لأن النظامين السوري والايراني لم يوفقا في حساباتهما في معركة القصير وربما تم استتدراجهما الى هذه المعركة والانتصار فيها كي تتغير الكثير من قوانين اللعبة الغربية في التعامل مع الازمة السورية”, مشدداً على ان كل المعطيات التي برزت بعد دخول مقاتلي “حزب الله” الى وسط القصير تبرهن ان سيناريو معمر القذافي عندما حاول التقدم الى مدينة بنغازي الليبية, قد يتكرر اذا حاولت قوات الاسد ومسلحوا “حزب الله” التقدم الى حلب.