لماذا تلوم حزب الله؟

سري سمور/ جنين ـ فلسطين المحتلة

[email protected]

[email protected]

سؤال منطقي يوجه لأكثر من شخص؛ ولكنه قد يوجه للعبد الفقير باستغراب أكثر، أو بلوم على (اللوم) هذا إذا كنت الآن أكتفي فقط بلوم حزب الله، ولا أخفي أن مشاعري ونظرتي فيها ما يفوق اللوم لكن سأكون دبلوماسيا.

نعم يا «سري سمّور» لماذا تلوم حزب الله وأنت الذي دافعت عنه بلسانك وقلمك، وبقيت تنظّر للحزب على أنه الدولة الحمدانية المعاصرة، وغضبت من مقربين منك، وكنت مستعدا لمقاطعتهم ومجافاتهم، وربما لما هو أكبر لأنهم ضد حزب الله؟ لماذا تلوم حزب الله وأنت الذي جعلت حسابك على فيسبوك ساحة دفاع عبر(بوستات) كتبتها أو نقلتها أو علقت عليها، ناهيك عن الإعجاب (اللايك) لكل ما يمدح ويزكي حزب الله وأمينه العام؟ وهذا الدفاع ظل مستمرا حتى بعد إعلان الحزب دفاعه عن (المقدسات) الشيعية في القصير؟ وقبل ذلك سخرت قلمك لتدبيج مقالات تنافح عن حزب الله ومن خلف حزب الله ومنها مثلا:-

-   مقال بعنوان:هل سيضطر حزب الله إلى الحسم؟!  تزامنا مع قرار الحزب حسم المواجهة مع فريق 14 آذار...وصارحت القريب والبعيد بأن لسانك لهج بالشكر والدعاء لله تعالى على تمكن الحزب من حسم الصراع داخل أحياء بيروت...بل ربما وزعت الحلوى على نطاق ضيق...فماذا جرى الآن؟

-   مقال بعنوان:مشكلتنا هي إيران وحزب الله  هاجمت فيه من أسميتهم بالتحالف الليبرالي-السلفي وانتقدت كل من يعارض إيران وحزب الله، أو من يعتبرهما خطرا ولو بنسبة قليلة على مصالح العرب وعموم السنة، وذلك في شهر تشرين أول/أكتوبر 2011م، فهل اختلفت نظرتك للحزب وأمه إيران؟

-   مقال بعنوان: برهان غليون..كُشفت لنا العورات أواخر العام 2011 ردا على تصريحات لرئيس ائتلاف المعارضة السابق واتهمته بأنه يسعى لاتفاق 17 أيار جديد، فقط لأن الرجل تحدث عن تغير وضع حزب الله مستقبلا، وبأن العلاقات الخاصة السورية-الإيرانية الحالية لن تبقى كما هي، بل وصل بك الحال أن تصف الرجل بـ «حليف الصليبيين الجدد» فهل أنت نادم على هذا المقال؟

-مقال بعنوان: أخطأ القرضاوي ولا يوجد «بابا» للمسلمين في آذار/مارس 2012 ،انتقدت فيه الشيخ د.يوسف القرضاوي بلا دبلوماسية لأن الشيخ هاجم حزب الله بسبب موقفه من الثورة السورية؟ فهل اكتشفت الآن أن حديث الشيخ كان صوابا وفي محله؟

نعم هي أسئلة في محلها للعبد الفقير...ويضاف لها:لماذا تلوم حزب الله، وأنت تعرف أن عناصر منه اتهموا بقتل رفيق الحريري، والمقصود ليسوا هم بل رأس الحزب وبنيته ووجوده وكينونته، لأن إسرائيل لا تنام على ثأرها ولو بعد حين، وهي تتحكم بالمنظمات والمحاكم الدولية؟لماذا تلوم حزب الله، وهو يعيش على أرض لبنان ويتنفس من إيران عبر سورية بنظامها الذي يراد إزالته؟لماذا تلوم حزب الله وأنت تعلم أن حليفه ميشال عون إما أن يغير رأيه وإما أن يقتل لينقلب تياره إلى أعداء، وهم فعلا كانوا أعداء سورية قبل سنوات؟لماذا تلوم حزب الله وأنت تعلم تقلّب مواقف وليد جنبلاط الذي قد يغير موقفه في «لحظة تخلي» ويحيل الجبل من جديد معقلا لقتال حزب الله؟لماذا تلوم حزب الله والسنة في لبنان تراجع دورهم وبات يتحكم فيهم رأس المال السياسي، وتيار سلفي يرى أن الشيعة كفار وجبت محاربتهم؟لماذا تلوم حزب الله وهو لا بد يقرأ الخريطة السياسية جيدا ويدرك أن إطباق الكماشة على «محور المقاومة والممانعة» بدأ بالنظام السوري، ثم سيكون الحزب لا محالة هو التالي، ولن تسلم إيران، ولن تنجو غزة، مع أن حماس رفعت علم الثورة السورية؟لماذا تلوم حزب الله وهو الحزب الوحيد على الساحة اللبنانية الذي قدم أمينه العام دماء ابنه في الحرب مع الكيان العبري؟لماذا تلوم حزب الله وأنت تعلم أنه قاتل أفضل من كل جيوش العرب المدججة بالسلاح المشترى من أسواق الشرق والغرب من قوت الشعوب ثم يصدأ في مخازنه دون أن تطلق منه طلقة ضد العدو الصهيوني؟لماذا تلوم حزب الله وقد أثبت صدقه في محاربة الكيان والاستعداد والحشد؟لماذا تلوم حزب الله وقد حرّر جميع اللبنانيين من سجون الاحتلال بأسر الجنود؟لماذا تلوم حزب الله وأمينه العام كان أكثر صدقا من زعامات الدول العربية التي هددت وتوعدت، وقال إعلامها:تجوّع يا سمك، وإذ بالعدو هو القاهر والظافر، بينما الأمين العام للحزب على الهواء مباشرة قدم أقوى المفاجآت، ونفذ وعده بقصف حيفا وما بعد حيفا؟ لماذا تلوم حزب الله وأنت الذي كان يقول علنا لمن يهاجم الحزب وقيادته:اشتم أبي الراحل عن الدنيا منذ ما يقارب 40 سنة وأنا أقبل وأسامح أما أن تشتم السيد حسن فهذه عندي أكبر؟ لماذا تلوم حزب الله وأمينه العام هاجم برنامجا على إحدى الفضائيات يعرض مناظرة بين علماء سنة وشيعة لأن البرنامج يثير الفتن، ودروس نصر الله الدينية المبثوثة لا تقترب من القضايا الخلافية بين السنة والشيعة؟

كلها وزيادة وضعت في الحسبان

ما جاء في السطور أعلاه، لم يغب عن الحسبان، لدى العبد الفقير وغيره، بل لعل أفضل تعبير عن حالي وحال كثيرين مثلي ما كتبه الأسير الأردني المحرر «سلطان العجلوني» على صفحته في فيسبوك حيث قال العجلوني:-

((حسن_نصر الله...أثناء حرب ٢٠٠٦ كنت في سجن الرملة..رفضت الوقوف لمديرة السجن وتم عقابي في الزنازين الإنفرادية وانقطعت عني الأخبار..أكثر ما كان يقلقني هو مصير "السيد"...ولم أكن لأفكر ثانية لو طلب مني افتداؤه بنفسي..واليوم..دار الزمان وتغيرت البوصلة وصارت القصير بعد حيفا..وأصبحت أشعر بالغثيان لمجرد رؤيته أو سماع صوته

فسبحان مقلب القلوب))

والعجلوني قتل بيده ضابطا صهيونيا برتبة رائد، والإفراج عنه من سجون الاحتلال، كان من مخرجات عملية التبادل بين حزب الله والكيان بعد الحرب التي كتب حول مشاعره عنها.

والله يشهد أن كثيرا من القرائن، أو الشواهد كنت أمر عليها بأنها نزغ من الشيطان أو حرب إعلامية ونفسية؛ فمن احتلال العراق وتعالي النفس الطائفي والتحريض الشيعي ضد السنة بحجة أنهم صداميون أو تكفيريون، وموقف (السيد) السلبي المعلن ضد المقاومة العراقية، وهو موقف لامه عليه بأدب جم الشيخ د.محمد عياش الكبيسي ممثل هيئة علماء المسلمين في الخارج، ولم نكترث بمن كتب منتقدا ومهاجما آية الله الشيرازي، الذي أفتى بإطلاق ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني، لأن نتيجة الثورة-حسب زعم من كتب- أدت لتسلم السنة الحكم، بينما رأينا حفيد من «قتل ليجمان...هز لندن ضاري وبكاها» يقف مع المقاومة فيما هادي العامري قائد ميليشيات بدر يهدده ويتوعده، ورأينا إعلام حزب الله يحاول تزيين بطل «المقاومة السلمية» الذي لا يحمل الجنسية العراقية علي السيستاني، فسكتنا وقلنا يكفي الحزب أمجاده في الجنوب، وحين كتب من اقتحموا الفلوجة على واجهات وداخل بيوت أهلها:اليوم أرضكم وغدا عرضكم!...فقد قلنا:وما شأن حزب الله في الأمر؟...ورأينا العراق يغرق في الطائفية المقيتة، ويعود بفضل حكم «المظلومين» إلى عصور ما قبل الاختراعات الحديثة،  وقد حولوا وطن الأنبياء وموئل العلماء ومهد الحضارة إلى ما يشبه المأتم الدائم، وحين التقى من كان  «رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق» الوغد جورج بوش في البيت الأبيض، قلنا فعلها السني طارق الهاشمي أيضا، ورأينا كيف أن أي محاولة للمقاومة من جانب أي مجموعة شيعية يتم وأدها ومحاصرتها واحتواؤها من قبل المرجعيات الشيعية البارزة، وقيادات الأحزاب الشيعية المركزية، ومنها ما حدث مع التيار الصدري في بغداد والنجف، ورأينا كيف تقاسمت واشنطن وطهران النفوذ في العراق عبر عاملهما نوري المالكي، الذي هو  قائد لحزب الدعوة، ورأينا كيف أن المالكي انقلب من عدو لبشار الأسد إلى جسر لعبور الميليشيات للقتال إلى جانبه وتمرير الدعم الإيراني له، لأنه ليس سوى أداة بيد الإيرانيين...أغمضنا أعيننا عن العراق، وخاصة بعد حرب تموز 2006م...ونسينا أن حسن نصر الله وعد بتحرير مزارع شبعا، وإذ به يكتفي بالتهديد والوعيد، قلنا لا بأس للرجل ظروفه، وهناك من يتآمر عليه وعلى سلاح المقاومة...وحين انتشرت عبر الإنترنت رسالة كتبها من قيل أنه أحد أعضاء حزب الله اللاجئ إلى سويسرا بعد الحرب، والتي يؤكد فيها أن الحزب لم يعد لبنانيا بل هو أداة إيرانية بامتياز، قلنا:حرب إعلامية ونفسية ورسالة مفبركة أو ناجمة عن حالة ضعف إنساني، وأغلقنا آذاننا وتجاهلنا ما قاله صبحي الطفيلي الأمين العام الأول للحزب...أما حينما شنق صدام حسين، الرئيس العربي الوحيد الذي قصف قلب الكيان صبيحة يوم العيد، وظهر وهو ينطق بالشهادتين، فيما من حوله يتلفظون بشعارات طائفية حاقدة...قلنا أيضا:لا شأن لحزب الله!...واكتملت الحلقات بعمليات قتل وتهجير للاجئين الفلسطينيين وقد أرسلوا استغاثات بلا مجيب، والمنفذ كانت ميليشيات طائفية شيعية...وأيضا برّأنا حزب الله!

وحينما أعلن نصر الله يوم 25-5-2007م بوضوح أن دخول الجيش اللبناني إلى مخيم نهر البارد هو «خط أحمر» نمنا بعمق وقلنا لن يجرؤوا، وإذ بالمخيم يدمر بطريقة شاهدها الجميع، ويبدو أن الخط الأحمر له مفهوم مختلف عقولنا لم تستوعبه!...وأغلقنا أعيننا وصممنا آذاننا عن ملابسات اغتيال عماد مغنية، وما تسرب عن دور لسورية في هذه الجريمة، وانتظرنا طويلا ردّا من حزب الله على اغتيال مسئوله العسكري...وما زلنا!

ليس هذا فقط وضعناه بالحسبان؛ بل اعتبرنا أن ما يجري في سورية في جزء كبير منه مخطط لحصار وإنهاء حزب الله، وحينما كان الثوار يعرضون أسرى من الحزب وبطاقات هوية خاصة، كنا نقول:كذب وافتراء، والحزب مضطر لاتخاذ الموقف الذي اتخذه.

بل حتى البعد الطائفي والمذهبي كنا نسخر منه بالقول إن الدين النصيري الذي ينتسب له خاطفو دمشق وعموم سورية من القرداحيين، متناقض تماما مع المذهب الجعفري الاثني عشري، خاصة الموقف من أشقى الأمة عبد الرحمن بن ملجم.

هكذا نظرنا للأمر، ولم أوجه للحزب لوما، بل هاجمت، وبعنف شديد، كل من انتقده، وكان فقط عتبي على الإعلام التابع للحزب، لكن أصر حسن نصر الله أن يعلن عن التدخل في القتال في سورية بحجة محاربة من أسماهم «تكفيريين» بعد أن أعلن في أوقات سابقة أن الهدف هو حماية المقدسات وحماية لبنانيين...فقد تبين أن الدعوات للاستعداد لتحرير الجليل انـقلبت إلى دعوات لاحتلال القصير التي آوت عائلات أبناء الحزب والطائفة في 2006م...هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟!

إلى هذا أوصل الحزب نفسه

أنا وكل من ليس طائفيا، وينظر للأمة نظرة شاملة؛ عربها وفرسها وكردها وتركها وأمازيغها، سنتها وشيعتها، سلفييها وصوفييها،  بل حتى من لا يدين بالإسلام، على أنهم مكونات كل له مزاياه في إطار وحدوي جامع يجب أن تختفي منه كل العصبيات والدعوات الشعوبية، شعورنا ليس الندم، بل الحزن والألم، على الوضع الذي وضع نصر الله فيه نفسه وحزبه وطائفته، وكيفما كانت نهاية الحال في سورية فإن حزب الله هو الخاسر، والناس تستذكر حصار حركة أمل للمخيمات الفلسطينية، وإجبار أهلها على أكل القطط والكلاب وجثث القتلى، لم تمح تلك المآسي إلا بانطلاق حزب الله وخوضه صراعا مع حركة أمل...ولكن ما يجري أعاد فتح الجروح، ووضع الملح فيها...وثمة نقاط وملاحظات هامة حول وضع حزب الله لدي وهي:-

1)   أعطى الحزب هدية وذخيرة لمن ينبذونه من منطلق مذهبي بحت؛ فهم الآن يقولون لنا وبتشف:ألم نقل لكم إن نصر الله وحزبه كانوا يتعاملون بالتقية، وأن المقاومة وضرب إسرائيل ليست سوى أقنعة للسيطرة والهيمنة وإقصاء السنة، وآخرون من منطلق قومي يقولون:قلنا وحذرنا بأن حزب الله هو أداة لأغراض هيمنة الفرس على العرب ومقدراتهم، وحصان طروادة كان المقاومة في لبنان، والحوثيين في اليمن، والمظلومية في العراق...إلخ...الآن لا مجال للرد عليهم بطريقة علمية، أما من يتحدثون عن المقاومة والممانعة والمؤامرة فهم في حالة هلوسة فكرية وسياسية وحتى عسكرية.

2)   الإنسان ليس أوليّ الخلية، ومن أسوأ الظواهر ارتداد الناس للبوتقة الصغيرة؛ لقد كان بمكنة حزب الله أن يصبح حزب الأمة بأسرها، وكانت صور أمينه العام تعلق في بيوت ومحلات السنة وتوضع خلفية لأجهزة الكمبيوتر والجوالات عندهم...الآن حزب الله وحسن نصر الله يثبتون أنهم حزب وقوة ضاربة للطائفة أو جزء من الطائفة، ويهمهم مصالح الولي الفقيه، وغارقون في شعوبية وعصبوية مذهبية سيخسرون بسببها، لأنه ثبت أن الأقلية لا يمكنها التحكم بالأغلبية، ولكن يمكن لأقلية قيادة أغلبية بانفتاح ثقافي وتلاقح فكري واجتماعي وفشل نصر الله وحزبه بامتياز في ذلك...ومع كل قتيل يقتل من حزب الله أو على يده فإنه يزداد انحشارا في شرنقة مذهبية هو اختارها لنفسه حين يتباهى بقدرته على حشد الآلاف لما يسميه جهادا، ومهما حاول التبرير فإن الصورة المرئية هي أنه يتحدى غالبية الأمة المسلمة من أهل السنة، وهو أمر لم يجرؤ عليه حتى اليهود والغرب بطريقة مكشوفة كما فعل!

3)   فعلا أنا تحمست وشجعت إقدام حزب الله على حسم الصراع الأمني والعسكري لصالحه في بيروت، فقد كانت تلك حالة دفاع عن المقاومة، وشبكات اتصالاتها، ووضعها، وتبقى حالة لبنانية داخلية...أما الآن فالحزب يتصرف بغرور «القوة الفائضة» متجاوزا ومستهترا بالدولة اللبنانية، وضاربا عرض الحائط بتحذيرات عقلاء الشيعة، ورئيس الجمهورية...وهو لن ينجو من اللعب بهذه النار، فغيره سيتعامل أيضا وكأن الدولة اللبنانية حالة وهمية...ولقد فتح الحزب على نفسه وطائفته أبوابا ستجلب له رياحا حتى لو تصدى له فإنها ستقتلع الكثير من أوتاده!

4)   ليس ثمة مانع بأن يكون للحزب خلايا نائمة في سورية لحماية ظهره وخطوط إمداده، فهذا طبيعي، ولكن أن يتدخل في القتال بحيث يخسر في أيام ما لم يخسره حتى في معارك مع الصهاينة فهذا ما سيجعل الحزب مستهدفا أكثر، وحتى لو حاول إنشاء خلايا في سورية سيكون صعبا عليه.

5)   قاتل الله الطائفية المقيتة؛ ولكن كيف يهاجم الحزب الطائفية والفتن المذهبية ومن شعاراته وهو يقاتل في القصير وبقية سورية«يا لثارات الحسين» و«زينب لن تسبى مرتين» أي استحضار أخرق لتاريخ بعيد؛ فأهل القصير ليسوا جيوش يزيد، وفي بيوت السنة تجد من اسمه حسن وحسين وزينب إلى جانب من اسمه عمر وعثمان وعائشة وحفصة...كيف سيثق السنة بمن هذه تعبئتهم وفكرهم في الخلاف، ثم يحذرون من المذهبية؟من هو المذهبي؟بل من هو التكفيري الحقيقي؟

6)   لماذا من حق الميليشيات الطائفية العراقية ومعها ضباط إيرانيون، وحتى شيعة من البحرين والقطيف القتال في سورية مع بشار الأسد، فيما يحرم على أهل السنة ذلك خوفا من الاتهام بالمذهبية والطائفية؟

7)   يجب عدم حرف البوصلة والانشغال عن فلسطين والقدس بنزاع تستفيد منه إسرائيل وأمريكا...عبارة تتردد كثيرة وهي صحيحة، ولكنها مبتورة، لأن حزب الله هو الذي حرف بوصلته ووجه فوّهة بندقيته في اتجاه خاطئ، وقد راعينا أنه منع القوة والسلاح عن التنظيمات الفلسطينية واللبنانية المقاومة في الجنوب، وقلنا لا بأس فالمقاومة لها حساباتها والحزب أولى بإدارتها، وها نحن نراه الآن قد جفف ينابيع المقاومة وتوجه بعدته وعتاده نحو حرب ستستنزفه وتزرع الإحباط واليأس.

أخيرا وليس آخرا فإن ما جرى ويجري يدلنا على سرعة تقلب الظروف والأحوال؛ ولكن ولكن ولكن، لا نندم على تأييد الحزب حينما كان يقاوم؛ لأن كل موقف يجري التعامل معه على حدة، فسيدنا رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم- هو من قال:رحم الله أبا ذر في غزوة العسرة، وهو من قال له: إن فيك جاهلية...فالحكم بناء على الموقف والسلوك والتصرف.

أما أنا الفلسطيني اللاجئ المغتصبة أرضه، فإنني والله على ما أقول شهيد لا أرضى أن تحرر فلسطين من بحرها إلى نهرها، ودرة تاجها القدس، إذا كان هذا التحرير ثمنه قتل أبناء الشعب السوري على يد عناصر حزب الله وحليفهم النظام السوري، وعلى كل قلبي مطمئن من هذه الناحية فالقدس فتحها عمر وحررها صلاح الدين، رضي الله عنهما وأرضاهما، وفضح وكشف ستر من يبغضهما!

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.