أين حرية التعبير، في اليوم الدولي لحرية الصحافة ؟

أين حرية التعبير،

في اليوم الدولي لحرية الصحافة ؟

رضا سالم الصامت

المعروف أن للصحفي دوره الكبير  في تغطية الأحداث أول بأول ، و هو ومعرض لكل الأخطار خاصة عندما يغطي ما يحدث من مستجدات في مناطق  فيها توتر كفلسطين و سوريا و العراق و بلدان اخرى و هو يضحي احيانا بنفسه لأن الصحافة كسلطة رابعة و كمهنة المتاعب ، لها أهمية كبرى  في إنارة الرأي العامو العالمي و قد آن الأوان أن يعترف العالم بضرورتها و أهمية وسائل الإعلام الحرة و النزيهة ، سواء كانت مقرؤة أو مسموعة او الفضائيات و حتى الأنترنيت يجب عليها أن تتقبل الخبر الصحيح و اليقين دون تزييف و أن يغيروا أفكارهم البالية و يعترفون بذلك دون تعتيم أو إخفاء للحقيقة التي مهما كان سوف تظهر و هذا و للأسف ما زال يحصل من عديد الدول التي تسعى إلى السيطرة على وسائل الإعلام العالمية و تشويه الحقيقة و بث الفتنة و الكذب على شعوبهم و مع ذلك فلا تزال القيود مفروضة على حرية الصحافة في بلدان لا فائدة في ذكرها .... و نحن  نحتفل باليوم الدولي لحرية الصحافة للأسف  لم نجد  أي حرية  لا للصحفي الذي يباشر مهنته و لا لحرية التعبير و لا حتى إبداء رأيه 

ففي الثالث من آيارمايو من كل عام يحتفل العالم  باليوم الدولي لحرية الصحافة ، حيث يخدم هذا اليوم كمناسبة لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك كمناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين أثروا الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية... وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في عام 1993، عقب التوصية التي أُعتمدت في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991

على سبيل المثال لا الحصر منذ احتلال العراق عام 2003 و بدء الحرب الغير مشروعة على هذا البلد العربي مات عدد من الصحفيين بل قتل الكثير منهم في عديد البلدان الأخرى في فلسطين و هم ينقلون الأحداث و ينقلون الخبر .. و مع ذلك العالم استنكر و استنكر ولايحرك ساكنا 

فالوضع الذي يواجهه الصحفيون و هم يحاولون تسليط الضوء على الأحداث المؤلمة التي تشهدها المنطقة العربية خاصة سواء في فلسطين أو في العراق أو في أي بلد آخر يدعو كل الضمائر الحية إلى التحرك و تظافر الجهود الدولية من أجل حماية الصحفيين إبان النزاعات المسلحة و وقايتهم لمثل هذه الحوادث و تكرارها 

الفيدرالية الدولية للصحفيين بذلت جهودا كبيرة من أجل ضمان و توفير الحماية اللازمة للصحفيين في حالات خطر الحرب حيث تقدمت المنظمة بنص مشروع قرار إلى الأمين العام للأمم المتحدة لعرضه على مجلس الأمن الدولي و منظمة العفو الدولية تتفق تماما مع وجوب اتخاذ تدابير ترمي إلى منع أي هجمات على أي صحفي مهما كانت جنسيته أو انتمائه الديني و العرقي أو لونه دون تمييز و محاسبة و محاكمة كل من يرتكبون في حق هذا الصحفى أو ذاك أي أفعال كالتهديد أو الخطف أو الاعتداء اللفظي و البدني أو التعذيب أو مداهمة منازلهم و اعتقالهم و رميهم في السجون أو القتل العمد الذي يؤدي إلى الموت 

هذا و من المؤسف حقا أن هناك حكومات عنصرية تجبر الصحفيين على ممارسة الرقابة الذاتية بضغط من حكومات قمعية في عديد الحالات بسبب خشيتها من أن يكشف هؤلاء الصحافيون النقاب عن الانتهاكات التي تمارس ضد أشخاص أبرياء و مدنيين عزل حتى تبقى في غياهب النسيان و غرس الإحباط في المجتمعات المهمشة و المحتلة و برغم انهيار انظمة القمع في تونس و مصر و ليبيا و غيرهم فان  الصحفي ما يزال يتعرض الى هذا القمع و خاصة داخل الأراضي المحتلة و في سوريا ... و لسائل ان يسأل  أين  نحن من حرية التعبير في ظل  الاحتفال باليوم الدولي لحرية الصحافة!