شيعةٌ، و شيوعيون طائفيون

محمد عبد الرازق

عجبًا، ثمَّ عجبًا أن تتزامن تصريحات رئيس الوزراء الروسي ( ميدفيديف )، لصحيفة ( هاندلز بلات) الألمانية ( 6/2/2013م )، من أنَّه: ( يجب الحؤول دون وصول أهل السنة إلى السلطة في سورية؛ لأنهم سيبدؤون بقتل العلويين ). مع تصريح رئيس الوزراء العراقي ( نوري المالكي ) لصحيفة الشرق الأوسط السعودية الصادرة من لندن ( 9/2/2013م )بأن ( الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد ستقاتل معه برجالها، و نسائها للبقاء في السلطة؛ منعًا لوصول المتشددين الإسلاميين من الأكثرية السُّنِّية إلى السلطة في سورية ).

و وجه العجب هذا نابعٌ من أمرين اثنين:

1ـ كون الرفيق ( ميدفيديف ) لم يتطهَّر بعدُ من لوثة الشيوعية التي لحقت به على مدى سنين طويلة قضاها عضوًا فاعلاً في الحزب الشيوعي السوفييتي قبل أن ينقلب الرفاق على رفاقهم، و يقودوا انقلابًا دمويًّا ما تزال ذاكرة الروس مشحونة بصور دكِّ الرفيق ( بوريس يلتسن ) للبرلمان، في عام 1993 ( 3 أكتوبر ).

و معروف عن هؤلاء الرفاق نبذهم، و معاداتهم للأديان؛ فما باله اليوم يطلع علينا بلبوس الطائفية المقيت!.

2ـ كون السيد ( نوري كامل العلي )، كثيرًا ما خرج علينا بالمسوح الوطني، بعد أن خلع عن كتفيه عباءة رئيس حزب الدعوة الشيعي الأصولي السوداء؛ ليرتدي عباءة رئيس الوزراء المطرزة بالفسيفساء العراقية الجامعة.

فإذا به يتناسى أمام رؤية مشهد مصرع صِنْوه ( الأسد )، تحت ضربات سواعد السوريين ( بعيدًا عن التدخلات الخارجية ) كما  كان العهد به قريبًا، يتناسى الشكوى التي مهرها بيده إلى مجلس الأمن يطلب فيه معاقبة صاحبه ( بشار ) بسبب ضلوعه في تفجيرات الثلاثاء الدامي، التي طالت بغداد في ( 8/12/2009م )، و ذهب ضحيتها: 127 قتيلاً، و 450 جريحًا.

غريبٌ حقًّا أن يلتقي فيها شيوعيٌّ، و شيعيٌّ في المقصد ذاته، و الهدف.