القضية الإسرائيلية والاحتلال الفلسطيني

معاذ عبد الرحمن الدرويش

معاذ عبد الرحمن الدرويش

[email protected]

من سذاحة الفكر ان نصدق أن أمريكا و الغرب دعموا ثورات الربيع العربي بقصد إيصال الديمقراطية و الحرية لشعوبنا المقهورة.

و بالمقابل أيضاً يجب أن لا ننسى و ننكر أن الجالسين على كراسي السلطة ليسوا سوى بيادق على رقعة الشطرنج التي تحركها مصالحهم.

لكن أمريكا و الغرب  يعرف متى يكون مع و متى يكون ضد ، و هو يدرك أن العمر الافتراضي لتلك البيادق انتهى، و أن الوقوف في وجه ثورات الربيع العربي معركة خاسرة.

فالغرب هو أكبر عدو للديمقراطية في بلادنا ، لأنه يدرك أن لا وجود له على أراضينا بوجود الديمقراطية.

فالمسير مع ثورات الربيع العربي و محاولة حرف مسارها أسهل بكثير من الوقوف ضدها .

ربما أن الأمور لم تكن تنكشف على حقيقتها لولا الثورة السورية.

كل شيء كان تحت السيطرة و الأمور تسير بهدوء في معظم ثورات الربيع العربي .

باستثناء الوضع السوري ، و الذي سيقلب موازين القوى في المنطقة و العالم .

ـ حدود و أمن إسرائيل و مشروع السلام و الذي أصبح قاب  قوسين او ادنى.

ـ انكسار شوكة الغول الإيراني القادم

ـ الورثة الروسية في الشرق

منذ قيام دولة إسرائيل و العالم العربي محتل بشماعة القضية الفلسطينية ،و التخويف من الغول الإسرائيلي

لكن شيئاً فشيئاً كان لا بد من ترويض هذا الغول ،و أنسنته و محاولة دمجه بمن حوله.

طبعاً  هذا لا يكفي لاستمرار اللعبة ،فلا بد من غول  يهدد أحلام المواطن العربي لاستنزاف دمه ، و كان البديل جاهزاً بالغول الإيراني.

أما الورثة الروسية في الشرق لو اندثرت لتعرى العالم بقطبيته المفرطة ، هذا من جهة و من جهة ثانية العجوز الروسي يحتاج لثمن أدائه دور الوصيف رغم أنه يدرك أنه في حقيقة الامر هو في آخر الركب.

لو أضفنا إلى ذلك أن المستفيد الأول من ثورات الربيع العربي عموما و ثورة سورية خصوصاً ، الجارة تركيا ، و التي يمكن أن تعود إلى الواجهة العالمية في عودة الخلافة الإسلامية بصورة حضارية جديدة يمكن أن  تهدد اوروبا و العالم.

بعد كل هذه المقدمة الطويلة أريد ان أقول ، أن العالم لم يقف صامتاً و لا متفرجاً مما يدور من مجازر و تدمير في سوريا كما يروج لذلك الإعلام ،و الحقيقة أن العالم كله متعاون و متكاتف للقضاء على الثورة السورية و تدمير سوريا تدميرا نهائياً .

فالديمقراطية  للغرب أينما كانت هي الديمقراطية التي تضمن استمرار وصول أحزابهم إلى  كراسي السلطة  في بلادهم ،و الحرية التي تهم الغرب هي الحرية التي تضمن عبودية شعوبنا لشعوبهم.

و حقوق الإنسان التي يتغنون بها هي السيف الذي يقطع رقبة كل من يهدد سلامة طريق الخيرات من بلادنا إلى بلادهم.

فالقضية الفلسطينية احتلت تفكير المواطن العربي ، واعتبرتها كل الحكومات العربية قضية كرامة و كل من يساوم عليها يعتبر خائناً ، و الحقيقة هي احتلال للوطن العربي و اذلال الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج.

إسرائيل تعبت من لعب دور الخنجر الذي يجرح الخاصرة العربية لضمان نزيف الدم العربي إلى الغرب.

و من حق شعبها أن يعيش مثل بقية شعوب العالم بأمن و سلام ، لا بد من بديل .

البديل الإيراني جاهزاً ، ويحضر له منذ زمن طويل ، فكما جاءت إسرائيل في عصر ازدهار فكر القومية العربية في العالم العربي ، لتخترق وحدة الوطن العربي و تنسف أحلام الشعوب العربية بالوحدة و القومية.

تأتي إيران خنجراً مسموماً جاهزاً في عصر الصحوة الدينية للشعوب العربية المسلمة و الذي سيثأر  لدم الحسين.

هكذا  تستمر اللعبة السياسية بشكل جميل و تبقى على أوجها دائماً ...................

و السؤال كيف سيتم إعادة توزيع الأدوار الداخلية إذا كانت اللعبة ستكون على هذه الشاكلة؟

لكن يوماً بعد يوم  ، كما يكتشف النظام المجرم أنه كلما أوغل أكثر بالإجرام ازداد تورطه و اقتربت ساعة موته، يكتشف الغرب أنه أمام معادلة صعبة و الخروج منها ليس بالأمر السهل ، و ضحية ذلك يذهب كل يوم مئات الأبرياء من الشعب السوري .

فاحتلال فلسطين كان الباب لاحتلال الوطن العربي، و إسرائيل ليست سوى قضية سيتم حلها عاجلاً أم آجلاً

هل نستفيد من هذا الدرس لمنع دخول الاحتلال الإيراني بحل القضية الإسرائيلية، و توفير مئات من سنين الضياع و التضحيات و محاربة طواحين الهواء و البقاء في خريف الأمة التي لم تخرج منه منذ أن خرج العرب من الأندلس؟.