لغة الحظائريين في الرد على المثقفين الإسلاميين!

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

لم يحتمل المثقفون الحظائريون مجرد بيان يصدره المثقفون الإسلاميون احتجاجا على انحياز السلطة لهم في لقاء الرئيس بالمثقفين والفنانين في 6/9/2012 ، ودعوة من كان يجلسون حول مبارك في لقاءاته واحتفالاته ، ويناصرون استبداده وفاشيته ، ويتغنون ببطولاته وأمجاده بوصفه " النسر الأعظم " كما وصفه أحدهم ، وأنه الرجل الذي " طبطب " على أحدهم في أحد اللقاءات فراح يتغني بهذه " الطبطبة " في شتى المناسبات ، ويعدها إنعاما إلهيا فرعونيا على شخصه الحظائري !

سأترك القارئ مع التحقيق الذي أجرته معهم مجلة روز اليوسف اليسارية في  13 سبتمبر 2012 ، وقدمته تأييدا لهم ومشاركة لأفكارهم ، وأسأل القارئ الكريم إن كان يرى أن هؤلاء القوم يؤمنون حقا بحرية الفكر والتعبير التي صدعونا بها ؟ أو إنهم مشغولون بذواتهم المنتفخة إلى حد الانفجار ، مع أنهم كانوا في معية الرئيس المخلوع والمجلس العسكري عبيدا مخلصين ، يكاد بعضهم أن يلمع البيادة ، ويسجد تضرعا وقربانا ، ولن أتدخل بالتعليق إلا بالنزر اليسير .

يقول محرر التحقيق في مقدمته : "يفاجئ كل يوم المتشددين ( كذا ؟ ) من أتباع التيار الإسلامي الوسط الثقافي بالكثير، بما ينبئ بأن المثقفين مقبلون على صدام ، فبعد لقاء المثقفين والفنانين بالرئيس محمد مرسى ؛ أصدر عدد ممن أطلقوا على أنفسهم "المثقفين الإسلاميين" (؟) بيانا يستنكرون فيه تجاهل الرئيس مقابلتهم واهتمامه بلقاء الفنانين وبعض الكتاب الذين ينتمون للفكر العلماني واليساري، أيضا أصدر الشيخ حافظ سلامة بيانا ينتقد فيه لقاء الرئيس بالفنانين، الجدل حول اللقاء لم يتوقف على المتشددين فقط، بل وصل إلى صفوف المثقفين أيضا، فمنهم من يرى أن اختيار الأسماء حدث بشكل عشوائي، وتم تجاهل المثقفين الحقيقيين.. وتعليقا على هذه البيانات التي تستهدف الثقافة(؟) استطلعنا آراء عدد من المثقفين حولها.

استنكر الدكتور (...) التداخل الذي وصفه بالمفتعل بين مؤسسة الرئاسة وحزب الحرية والعدالة والتيارات السلفية، وقال: الرئيس مرسى جاء إلى سدة الحكم بطريقة شرعية، ولكن حزب الحرية والعدالة يقدم نفسه كأنه المنفرد بتسيير الأمور. وأضاف: الرئيس التقى مجموعة من المثقفين وتم اختيارهم بشكل عشوائي واغفل المثقفين الحقيقيين فى الجامعات المصرية وأهل الاختصاص فى العلوم والإدارة والقضاء والاقتصاد والسياسة والطب والكيمياء وغيرها من المجالات، هؤلاء هم المثقفون الحقيقيون، وهناك مفارقة أن يتم الاجتماع بالمثقفين وفى نفس الوقت يتم مصادرة بعض الصحف وغلق بعض القنوات، إن هؤلاء المثقفين الذين ذهبوا للقاء الرئيس لا يمثلون المثقفين المصريين، فالثقافة المصرية أخطر وأعظم من أن يمثلها هؤلاء ( هذا الكلام في مجمله معقول ) ، والبيانات التي صدرت مؤخرا تستنكر الحوار مع المثقفين تعد من الجاهلية الأولى والبعض وصفه بأنه لقاء اليساريين والعلمانيين وان الرئيس مرسى بهذا اللقاء تخلى عن أنصاره وقابل مثقفي حظيرة فاروق حسنى.

الدكتور ( ...) رفض التعليق واكتفى بقوله: لقد عرضت علىّ العزومة بالكامل، وأرفض الآن تناول عظمة من بقايا الوليمة، والمعنى فى بطن الشاعر( واضح أن المذكور ينظر إلى المسألة من منظور بطنه ! ).

الدكتور ( ... ) قال: هم لا يستحقون الحوار لأن مجرد الرد عليهم يعنى الاعتراف بوجودهم، وهم أيضا لا يستحقون الهجوم عليهم، وأنا أربأ بنفسي وإنسانيتي أن أنزل إلى مستوى هؤلاء لأنهم أناس خارج الزمن لهم قانونهم الخاص المغاير لقوانين الحياة ( لماذا يا حضرة الماركسي الحظائري ؟ ثم من أنت لتحكم على من اعترف  الشعب بهم ، وأشاد بإنجازاتهم كبار مثقفي العالم من غير الشيوعيين ؟ هداك الله ! ).

السيناريست ( ... )  قال: هذه الفئة ليسوا مثقفين(؟)  ، ولكنهم يعيشون فى القرن الثالث قبل الهجرة، فهذه البيانات لا قيمة لها، ولابد أن يحاسبوا على هذا الكلام (؟) ، وهم أناس لا يجب مناقشتهم لأنهم خارج الزمن، وسيظلون خارج الزمن، فلم يقل أحد مثل هذا الكلام من قبل ، ولن يقوله احد فى المستقبل، ولن يتكرر فى تاريخ البشرية (!!) ( لماذا هذه النرجسية أيها الناصري كاتب التمثيليات المزيفة للتاريخ من أجل سيدك المهزوم دائما ؟ وبأي حق تحكم على هذه الفئة بأنهم غير مثقفين وقد أفني بعضهم حياته من أجل العلم والمعرفة ولم يقف على أبواب العوالم والغوازي ؟ ليتهم عاشوا في القرن الثالث الهجري الذي كان يمتلئ بالعلماء والفقهاء والفلاسفة والرواة والكتاب والشعراء ويبشر بأبي الطيب المتنبي . بئست الثقافة التي تنتسب إليها !) .

الناقد ( ... ) قال: لقد حضرت لقاء الرئيس مرسى وخرجت منه بانطباعات ايجابية جدا تتناقض بمقدار مائة وثمانين درجة عما كان فى ذهني من قبل ( الحمد لله ! ) ، وهؤلاء ( يقصد المثقفين الإسلاميين !) أعلنوا إفلاسهم بهذه البيانات، وهو تعبير عن تصرف العاجز عن التعايش مع المجتمع من حوله واستيعاب الآخر وفهم أبسط أوليات العلم والحضارة ويؤكد أنهم "كلاكيع" مجمدة قادمة من متحف العصور الوسطى وليس لها مكان فى هذا العصر ( أدبك في الشتائم رفيع يا حضرة الماركسي الحكومي !. . من الذي أعطاك حق حرمان الأغلبية من التعبير عن نفسها ، وكيف لك أن تحكم عليهم وأنت جهول لا تستطيع أن تكتب ما كتبوا ولا أن تقف المواقف التي وقفوها ضد سيدك المخلوع ؟ يا لك من صاحب ادعاء عريض !)

أما الروائي (...)  أكد أن هذه البيانات فيها الكثير من الجهل والتطاول على المثقفين المصريين ( يقصد الشيوعيين من أمثاله !) وتساءل : إذا لم يجلس الرئيس مع المثقفين( ؟)فمع من يجلس؟ للأسف نحن نعيش حالة من التخلف الحضاري الفاضح ترجع جذوره إلى العام 1954عندما حكم العسكر مصر بعد انقلاب ذلك العام لأنه أوقف التطور الحضاري الطبيعي الذي كان الشعب المصري يتصاعد فى سلمه، ونحن الآن نجنى العلقم من جراء هذا الانقلاب، وما زالت قوة الدفع لعصر الظلام مسيطرة وتقودنا إلى أسفل، وتصاعد مثل هذه البيانات فهذا أمر طبيعي وللأسف يكاد التاريخ يعيد نفسه عندما تم اغتيال الشيخ الذهبي وفرج فوده، وتعرض نجيب محفوظ لمحاولة اغتيال فاشلة، كما نعانى أيضا من الاغتيالات المعنوية ( يا من تصف المثقفين الإسلاميين بالجهل والتطاول .. ماذا فعلت في أمريكا لفصل النوبة عن مصر ؟ هذا يكفي !).

هذا نمط من تفكير الذين ينادون  بحرية التفكير ليسبّوا الذات الإلهية وينشروا الإباحية باسم التنوير . إنهم يريدون الحرية لهم وحدهم ، ووزارة الثقافة أو عزبة الثقافة لهم وحدهم ، ولقاء الرئيس معهم وحدهم .. يا لكم من مستنيرين ؟