اتساع البطالة في أوساط الأحوازيين

تقرير المركز الإعلامي للجبهة

والوظائف وتراخيص العمل لغيرهم!

مع وجود  معظم المصانع التي ترتبط بالنفط والغاز بما فيها مصفاة عبادان في الأحواز التاريخية ومع وجود أربعة موانئ رئيسية ومصانع حديد وصلب متعددة ومصانع ضخمة للبتروكيماويات ومع وجود مئات الآلاف من الهكتارات مزارع لقصب السكر وعشرات المصانع  المرتبطة بجمعه وتكريره وشحنه ومع وجود السدود الرئيسية وجميع المؤسسات المرتبطة بإنتاج الكهرباء من الطوربيدات الموجودة على السدود ومع وجود كل الدوائر الحكومية السياسية والاقتصادية والتعليمية و...مع كل هذه المؤسسات التي يعمل فيها أكثر من مليون شخص، البطالة في الأحواز تتجاوز الـ 50%.

مقابل هذه البطالة الواسعة في اوساط الأحوازيين، هناك استخدام واسع وبأعداد هائلة لغير الأحوازيين مع تأمين كافة الإمكانيات الرفاهية والتعليمية والصحية والخدمات الأخرى وذلك في مشهد ظالم يراه كل الأحوازيين بعين مجردة يوميا حيث تبنى البيوت والمستوطنات للفرس ويشاهد الأحوازيين السيارات الفاخرة للأجانب وفي مراجعاتهم للدوائر الحكومية يشاهدون معظم الموظفين من غير الفرس و الرئاسات كلها بيد غير العرب والمستوطنات تبنى بين حين وآخر وبآلاف الشقق للوافدين. مقابل ذلك الأحوازي غير قادر حتى على الحصول على قرض من البنك لبناء بيت لأطفاله. الإجازات الحكومية لتأسيس أي مشروع اقتصادي تقتصر على غير الأحوازيين إلا في حالات استثنائية لعملاء النظام وحتى الفلاح الأحوازي ممنوع من زراعة أراضيه بسبب قلة مياه انهر الأحواز التي مصادرة لقصب السكر ومزارع أعضاء الحرس والمليشيات وأقاربهم الذين جاء بهم النظام ضمن مشاريعه للتغيير الديموغرافي وما هو مسوح به للأحوازي هي الهجرة الذي لديه حض أكثر ان يحصل على وظيفة خارج الأحواز ان وجدت وذلك تشويقا لهم ولابتعادهم من وطنهم والذوبان في العمق الإيراني!

الأحوازيين بكل أصنافهم المتطابقة مع النظام والمعارضة له على حد سواء يشتكون من اتساع البطالة في الأحواز ويشتكون من الظلم الجائر بحق الشباب العرب، لكن سياسة النظام الإحتلالي لا تعير قيمة لهذه الاعتراضات حيث ان البطالة هدف سياسي مقصود لهجرة الأحوازيين.

وظهرت أصوات هنا وهناك في المنطقة تعترض على هذه السياسة حيث ان المسئولين جميعا أصبحوا تحت الضغط والأحوازيين الذين يعملون مع النظام زاد إحراجهم بهذا الظلم المفضوح ونظرا لأنهم لم يتمكنوا من تغيير سياسة النظام العدوانية تجاه شعبنا ولا يريدوا ان يصطدموا أيضا، إذا يلوذ بعضهم أحيانا في الإعلام ليقول شيئا أو يوجد من الصحفيين من أبناء القوميات في المنطقة بينهم من تجرأ وتحدث عما يجري واليكم بعض النماذج مما انتشر وقيل حول البطالة في الأحواز وممن يعيشون الحالة يوميا/

فتحت عنوان ظلم البطالة في المحمرة( بيداد بيكاري در خرمشهر) نشرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء المتابعة التالية:

... شاب احوازي من أبناء المحمرة واسمه عدنان، تحدث لوكالة مهر الإيرانية للأنباء عن البطالة في مدينة المحمرة وقال: أنا من أبناء مدينة المحمرة وعمري 29 عام واحمل شهادة بكلريوس مديرية تجارة وبطال منذ إنهاء الخدمة العسكرية قبل خمسة سنوات وأتمنى اليوم ان أكون في الخدمة العسكرية حيث ان البطالة أتعبتني جدا وخلافا لما كنت أتمنى ان انهي الخدمة العسكرية الآن أقول يا ريت لم تنتهي، شاركت في كل امتحانات الاستخدام وطرقت كل الأبواب بلا نتيجة حيث ان مكتوب علينا ان نشاهد أبناء المدن الأخرى(غير الأحوازية) يوظفوا هنا في مدينة عبادان والمحمرة ونحن أبناء هذه المدن ممنوع علينا العمل فيها وعلينا ان نحترق في تمنياتنا للحصول على عمل،  أنا كثير تابعت الأمر وثبت لي ان معظم الذين استخدموا بعد الحرب في مدينتي عبادان والمحمرة هم من غير أبناء المنطقة، وفي مصفاة عبادان التي وحدها يمكن ان تقضي على البطالة في كل الأحواز( المحافظة) الاستخدام يتم لغير الأحوازيين.

ويضيف عدنان: يكفيك لو تمشيت على سواحل نهر كارون بين محطتي رقم 1 ورقم 7 في مدينة عبادان تشاهد البيوت الفخمة هناك التي يؤجرها غير الأحوازيين العاملين في مدينة عبادان الذين قدموا من مدن إيران وجاءوا ليعملوا في المحمرة وفي عبادان، لكن الأحوازيين ليس لديهم الفرصة للعمل في هذه المشاغل.

ويقول عدنان: حتى المنطقة الحرة(منطقه آزاد اروند) التي أعلن عنها قبل سنين، تصورناها أنها تخلق تغيير لنا، لكن تبين بعد ان هذه المنطقة هي الأخرى حصرية لغير الأحوازيين ومن يعملون فيها معظمهم من المتقاعدين!

وفي آخر كلام لعدنان يقول فيه وهو يلوم نفسه وسنته ثقافته العربية: ذنبنا نحن الأحوازيين نكرم الآخرين ونسمح لهم بالتمتع بحقوقنا في الوقت الذي نحترق فيه نحن من البطالة، والعجيب ان القادمين لا تمنعهم من العمل أية عوائق مثل درجة الحرارة المرتفعة ولا الغبار والتراب!!

وفي جو مختلف، يعترف المرتزق مصطفى مطوري وهو ممثل النظام من مدينة المحمرة في البرلمان، يعترف لوكالة أنباء مهر و يقول: الواقع ان نبض العمل في المحافظة هو بيد غير المحليين(غيرالعرب) حيث ان كل المقاولين يأتون بأبناء مدنهم ومناطقهم للعمل في المحمرة وعبادان، ويضيف ليس المتخصصين فقط يأتون من خارج الأحواز بل وحتى العمال البسطاء أيضا، وان استخدام غير المحليين في مدن الأحواز كبير جدا. ويعترف مطوري: نسبة البطالة في معظم مدن المحافظة تتجاوز الحد المتوسط في إيران. ولمن يريد ان يعرف الحد المتوسط للبطالة في إيران، حسب ما جاء على لسان ممثل النظام من محافظة عيلام في البرلمان ونقلته وكالة ايلنا الإيرانية للأنباء يوم 4 أكتوبر الحالي، هو 30%، بمعنى آخر، ان نسبة البطالة في الأحواز تتجاوز الثلاثين في المائة حسب قول ممثل عيلام، لكن الواقع انها تتجاوز الخمسة وأربعين بالمائة وفي بعض أقاليم الأحواز تتجاوز الـ 60%!. ويضيف المرتزق مطوري وهو عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني أيضا و يقول: ان الهجرة المرتفعة للأحواز، بالإضافة لصرفنا لقدومها مصارف ناهضة للسكن والمأكل والمشرب والتردد، خلقت لنا اضطرابات اجتماعية وثقافية في المدن الأحوازية. وفي أخر حديثه يقول مطوري: خلال هذه الفترة كانت محاولات عديدة من قبل مندوبي البرلمان لمنع هجرة غير الأحوازيين للمنطقة وهذا خلق حتى بعض الحساسيات، لكن المشكل مازال قائم ولهذا انا اطلب من الرئيس الإيراني ان يقوم شخصيا بجدية وبصدق بفعل شيء لفتح باب العمل لشباب الأحواز.

و في مقابلة لجريدة " نور خوزستان" الإيرانية نشرت يوم 4 أكتوبر الحالي، أجريت مع ممثل النظام في البرلمان من مدينة معشور وهو خليل حيات مقدم حول عدم استخدام أبناء الأحواز في البتروكيماويات التي توجد لها مصانع كبيرة في مدينة معشور وضواحيها وقال: فعلا في هذه المرحلة أبناء مدينة معشور عاطلين عن العمل وهم يعيشون بجوار مجمع معشور للبتروكيماويات. ومعروف ان هذه المصانع وهي عدة مجمعات صناعية لديها تصدير سنوي بين خمسة وسبعة مليارات دولار.

ونفس هذا المندوب في مدينة عبادان وفي مقابلة مع وكالة فارس للأنباء قال: إحدى الموضوعات التي تمس مشاعر الناس هي البطالة لشباب مدينة معشور، حيث مع وجود الصنائع الثقيلة للبتروكيماويات في المدينة هم عاطلين عن العمل. وأضاف خليل حيات مقدم ان الناس يتوقعون ان النظام يمنع استقدام غير المحليين للعمل في البتروكيماويات ليهيئ فرصة لشباب المدينة للاشتغال، وأضاف: مع حجم الإستثمارات الكبيرة في البتروكيماويات لكن أبناء هذه المدينة لم يربحوا شيء من هذه الإستثمارات! وقال: ان موضوع قلت تخصص أبناء المدينة في الحرف اللازمة للعمل في البتروكيماويات هي عذر ليس أكثر وليس له صحة. وقال أيضا:المراقبة الصحيحة للنظام لعدم استقدام القوة العاملة من غير الأحوازيين سيكون له الأثر الكبير على اشتغال أبناء المنطقة..

والأحوازيين يعرفون جيدا ان البطالة في الأحواز ليس مقتصرة على العمال وقليلي الخبرة وغير المؤهلين وغير المدربين فقط، بل هي شاملة ونسبتها بين المتعلمين أيضا مرتفعة جدا وعدنان الذي نقلنا أقواله كان متعلما، خريج جامعة، وتأثير البطالة على المتعلمين يمكن ان تكون أكثر وقعا نظرا لأن الناس العوام والأميين يتقبلون أي عمل يحصل لهم ومنها بيع السجاير في الشوارع أو العمل في مشاغل غير إدارية مختلفة مثل ألخبازه والحمالة و العمل في المزارع وغيرها لكن خريجي الجامعات ليس سهل عليهم ان يعملوا بهذه الأشغال وان كان هذا لا يعني ان جميعهم لم يشتغلوا بأشغال عمالية. ونظرا لما نشر رسما عن أرقام البطالة بين خريجي الجامعات في إيران عموما على لسان شيخ الإسلامي، وزير التعاون والعمل والرفاه الاجتماعي الذي نشرت أقواله في جريدة أبرار يوم الأربعاء 5.10.2011، قال: البطالة بين حاملي شهادة البكلريوس هي 20%، مما يعني ان البطالة بين المتعلمين في الأحواز ونظرا لسياسة النظام هي أكثر من المعدل أي انها أكثر من هذه النسبة طبعا.

من الضروري ان نشير اننا في هذه المتابعة لم نتحدث عن الأحواز التاريخية التي تعرف في إيران بإسم خوزستان، ولم تشمل هذه المتابعة المحافظات العربية الأخرى.  

والى جانب هذه البطالة الواسعة، إذا عرفنا ان سعر كيلو اللحم بين 150 ألف و200 ألف ريال أي ما يعادل ال14-20 دولار ومشط البيض الذي يحتوي على 36 بيضة سعره 7.5 دولار أمريكي، فعندها نعرف ان ما يتم بحق الأحوازيين في ما يخص حرمانهم من العمل في ثرواتهم وعلى أراضيهم هي جريمة إنسانية لا تغتفر. 

المركز الإعلامي للجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز

‏08‏/10‏/2011

المصادر:

 http://www.mehrnews.com/fa/NewsDetail.aspx?NewsID=1413775,

http://www.iranpressnews.com/source/108655.htm http://www.iranpressnews.com/source/108681.htm

http://www.iranpressnews.com/source/108525.htm

http://www.iranpressnews.com/source/108582.htm