مجلس الأمن، و"شرعنة" الاحتلال الصهيوني لفلسطين،

مجلس الأمن،

و"شرعنة" الاحتلال الصهيوني لفلسطين،

وحصاره لغزة

أ.د. ناصر أحمد سنه - كاتب وأكاديمي من مصر

[email protected]

"تمخض الجبل فولد فاراً".

فبعد طول إنتظار.. خرج تقرير الأمم المتحدة عن مذبحة أسطول "لحرية" التركي الذي كان في سبيله لإغاثة أخوتنا المحاصرين في غزة. وقد حدث له ماحدث من قرصنة وقتل تسعة متضامنين تركيين، وإقتياده لميناء أشدود الصهيوني.

فقط .. "إستخدام مـُفرط للقوة". لكن مباح ما حصل، "ومشروع، مافُعل". هذا ما قاله التقرير ، وليته ماقال. "فقد صمت دهرا ونطق كفراً".

هذا مادعا دولة "تركيا الشقيقة" إلي طرد السفير الصهيوني من أراضيها وتخفيض العلاقات الدبلوماسية، وتجميد بعض إتفاقيات التعاون الثنائية في عدد من المجالات الحيوية .. والبقية الأهم ستأتي.

كل الدعم والتضامن والمساندة والعون لتركيا فيما ستقرره من مواقف وخطوات حاسمة لردع هذا الكيان الصهيوني ومن يقف خلفه. في وقت يتقاعس فيه المتقاعسون، ويبرر فيه المبررون من العملاء والمتخاذلين ومن الطابور الخامس.

الرحمة لشهداء " أسطول الحرية" الذين رروا بدمائهم ملحمة العزة والنجدة والشهامة والتضامن والإخاء، في وقت غاب وعز علي الكثيرين القيام بذلك.

يبقي سؤال.. سؤال ربما يبدو ساذجاً. لكن يجب الإجابة عليه. لماذا يصر ما يسمي بـ"مجلس الأمن" في تقاريره علي "شرعنه" الإحتلال الصهيوني لفلسطين وحصاره لغزة"؟...

ماذا غير الإنحياز السافر، لهذا "الطفل المدلل"، "الطليعة المتقدمة للإستخراب الإمبريالي في منطقتنا الغربية الإسلامية"، و"الخنجر في خاصرة العالم العربي"، و"الشوكة في حلقومه"، ليسهل " تفكيكه، والسيطرة عليه.

هذه ليس بجديد.. لكن لابد من النص عليه كي توضع النقاط فوق الحروف. وليتذكر من تناسي، أو نسي، وليعلم من تجاهل أو جهل، وليعرف من غاب، أو غُيب عن حقيقة "التدافع" القديم/ الجديد/ المتجدد في منطقتنا.

الأمة مُقبلة ـ بما يحد ث فيها من ثورات عربية كبري ـ علي منعطفات حادة تستلزم مزيد من الجهود ورص الصفوف ووضوح الرؤية وحسن التصرف.

هاهي أمريكا تؤكد بالفيتو علي طلب "إعلان دولة فلسطين" نهاية سبتمبر الجاري.

لماذا توقفت الإنتفاضة الفلسطينية في داخل فلسطين التاريخية وفي الضفة وغزة؟.

أين المليونيات الفلسطينية؟. أين جُمع: الإنتفاضة، والتحرر/ والحرية، والعودة داخل ما يسمي بالخط الأخضر؟

لماذا طالت الإستراحة،" فلن يحك جلدك مثل ظفرك"؟.

أين الريادة؟.

ماذا بعد محاولات الزحف، نحو الحدود. وحمل مفاتيح العودة، وفك القيود؟.

قيود فكت في تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا.. وما النصر إلا صبر ساعة.

فالصبر، الصبر. والإقدام، الإقدام. والشجاعة، الشجاعة. والصمود، الصمود. والتضحية، التضحية.

وليعلم هذا المجليس وأشباهه ومن يقف خلفه، أن هذه الإنحياز السافر هو خطأ فادح.

فالأمة ستنهض من كبوتها، وستستلم زمام أرادتها، وستخطط لمصيرها، وستنال حقوقها وعزتها وكرامتها.. رغم أنف هؤلاء وأولئك.

تحية إلي شهدائنا في كل موضع تراق فيه دمائهم.. في سوريا واليمن وليبيا ومصر وتونس.

تحية إلي جرحانا، ومعتقلينا.. ومن ينتظر، وما بدلوا تبديلا.