إيران والمعارضة السورية

عبد الرحمن الازدي

عبد الرحمن الازدي

كل من يتابع الشأن السوري يدرك هشاشة المعارضة بالخارج وعشوائية تحركها , الأمر الذي يجعلنا نأسف للامال الكبيرة التي علقها الشعب السوري العظيم عليها  .

والذي يسمع لمن يسمون أنفسهم أقطاب المعارضة يأسى لحجم الأنا المتضخمة في خطاباتهم وكأن الشعب قد بذل الغالي والنفيس لاستقبال هذا الأنا أو ذاك .

بعض مكونات المعارضة عمرها أكثر من نصف قرن بل ومن أيام الاستعمار الفرنسي , ومع ذلك لا يوجد لديها ما تقدمه لمثل هذه الأيام العظيمة التي بوركت بالجهاد وأهله .

أقول لهؤلاء أين برامجكم وخططكم ؟ أين مؤسساتكم ؟ , لماذا يعبر عنكم مدمنو الشاشات وتجار القيم والحروب ؟ لماذا يختطفكم أصحاب الأجندة المزروعين بين أضلعكم ؟ ما سر تحول مناضليكم لتجار ورجال أعمال ؟ ما سر كون بعض قياداتكم عمرها القيادي فاق عمر القذافي  ؟

من المعروف أن التاجر تاجر إلا من رحم ربي , ولذا قال صلى الله عليه وسلم التاجر الصادق يحشر مع الأنبياء والصديقين , إيران تعرف لعبة تجار القيم والحروب وتعرف أكثر لعبة الرأي العام وأهميته , وهي إن تتفاوض مع بعض أعضاء المعارضة فلتتحسس عبيد الدنيا على  الطبيعة, - الوجه الآخر للشبيحة - لتنال نصيبها من كعكة الثورة السورية ...من خلال التشيع السياسي الذي نجحت به في السنوات الأخيرة , وهي الأعلم بمرحلة قاد فيها من لديه الرغبة بالقيادة من العاطلين عن العمل أو محبي الوجاهة أو من يريد أن يجمع راس مال للتجارة أسوة بقادته المشغولين عن أولادهم بإدارة أعمالهم المختطفين للشأن العام بشبيحتهم ورذالتهم ضد أصحاب المواهب والكفاءات وكأنهم متعهدين عند الاستخبارات السورية والأجنبية ,الأمر الذي أوصل المعارضة لحالة الإفلاس وان تكون عبئا على الثورة والوطن

أقول وبالفم المليان على من يريد أن يدعم الثورة السورية أن يدعم العمل المؤسسي القائم على الاحتراف والتخصص وليس الأشخاص أو متعهدي الرأي العام , وعلى من يريد تقديم شيء أن يبحث عن العمل من خلال مؤسسة أو كيان احترافي مهني , أو فليدعُ الله وينتظر فالصبر مفتاح الفرج , ولا داعي لاستهلاك عواطف واحتقان الأمة فيما لا طائل منه ولا خير .

لا شك أن هناك من هو مغلوب على أمره ويحاول العمل وفق متطلبات الواقع ودعمه بالإعراض عن المهرجين والنكرات المستقوين بالجاهلية الحزبية – نقصد حزبية الإقصاء ومزارع اشباه الرجال التي تخرج مشاريع الذل والخيانة وليس حزبية المؤسسات والبرامج -  أو المال و الكهنوتية , وهؤلاء هم الأكثرية ولكن لا يمكن الاستفادة منهم إلا من خلال عمل يرقى لمستوى سورية الحضارة وكرامة الإنسان بعيدا عن أصحاب الأجندة الخفية.

ولنكن صرحاء مع الشعب السوري من خلال إيقافه على حقيقة مكونات المعارضة وإمكانياتها حتى لا ينجح الأعداء في استنزاف قوى الخير والبركة في سورية قبل ظهور القيادات القادرة على قيادة الشعب السوري بمهنية وعلى الأخذ بالأسباب من خلال البرامج والمؤسسات المؤهلة لإحداث عملية التغيير التي تستحق تضحيات ودماء الشهداء . 

وفي الختام لا يسعني إلا الإشادة ببيان التنسيقيات الأخير الذي يدل على انتباهها بحقيقة المعارضة بكل أطيافها.