نظرة في مستقبل الثورة السورية العسكرية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بعد انقضاء خمسة شهور على الثورة السورية المباركة  , والتي سطر أبناؤها أعظم ملاحم التاريخ في الصبر والعزيمة ومجابهة كل قوى الشر والعهر من قبل عصابات إجرامية وصبرهم على سلمية الثورة , وانكشاف الغطاء عن هؤلاء المجرمين القتلة والمتمثلة بنظام الحكم السوري , واستخفافه بكل القيم الإنسانية وهبوطه لأدنى درجات التصرف الحيواني , مع سقوط الآلاف من الأبرياء وهدم المدن وترويع الناس وسفك الدماء الطاهرة بدون رادع من ضمير أو حس أو شعور فهو لايمكلك من هذا شيئاً لخلو نفسه من أية عقيدة سماوية أو عرف إنساني , يقابل ذلك اصرار شعب أعزل مصمم على هدفه حتى اسقاط هذه العصابات الشريرة والمتهالكة على الدم السوري الحر والشريف

من هذا كله وما يجري على الأرض ودعوة الكثير من شباب الثورة في الخروج عن  السلمية تلك , في مقابل أن هذا النظام لايهمه إن أباد معظم المدن السورية 

والسؤال هنا :

هل ستستمر الثورة السورية على هذا النمط في مقابل الخسائر والتي نخسرها من خيرة أبناء وبنات هذا الوطن العزيز , وقتل المثقفين وأصحاب الشهادات وتصفية المجتمع من كل صاحب فكر أو عقيدة أو صاحب مهنة ؟

فلو نظرنا للخريطة السورية وتوزيع المحافظات فيها , وعند ذلك يمكننا أن نفكر بتحول الثورة من سلمية إلى قتالية ضد هؤلاء المجرمين

هي فكرة للمناقشة وهي خطة أطرحها على أصحاب الشأن فيها

يوجد عندنا قوتين لهما ثقل كبير هاتان القوتان إن اجتمعت مع بعضها ستقلب الموازين كلها لصالح الثورة , موجودة في المناطق الشرقية من سورية كثقل مركزي , هما العشائر العربية والكل يعلم أنها لاتفتقر إلى السلاح , وكذلك العشائر الكردية وامتداد تأثيرهما في الداخل السوري

مركزا الثقل هما  محافظة دير الزور والقامشلي

فاللجان الثورية في كلا المحافظتين يمكنهما تشكيل قيادة مشتركة هذه القيادة مهمتها إدارة العمليات العسكرية والسياسية , وهي مفتوحة بحيث يمكن أن ينضم إليها كل عشيرة أو محافظة تشترك معهما في العمل العسكري ضد  النظام , فالثورة تحتاج لأرض يمكن التحرك عليها , وفي نفس الوقت مفتوحة على الدول الخارجية , وامتداد العشائر يصل حمص وحماة ووريف حلب المنتفض , وكذلك ادلب وجبل الزاوية  , وعندها يمكن الاستفادة من الضباط والجنود المنشقين ليكونوا ذراع الثورة المتحرك في العمل العسكري

مهمة الثوار هنا تبدأ بالسيطرة على مراكز الأمن وتطهير هذه المدن والأرياف من  الأمن والشبيحة

لن أخوض في التفاصيل أكثر ولكن هنا أتوجه بالرجاء للعشائر العربية والكردية في شرق سورية , أنقذوا أهاليكم من الذبح في سورية كلها وهو فضل كبير لو اجتمعتم على ذلك وبدأتم بالتحرير تحرير كامل التراب السوري , فهو تحريركم قبل تحرير الآخرين , وتطور الثورة هي التي تضيء لكم الأفق في المستقبل وستجدون غالبية الشعب السوري والذين هم منكم وأنتم منه يداً واحدة لتحرير هذا التراب من رجس هذا الإحتلال البغيض من احتلال صفوي فارسي ومجرمين وقتلة.