قانون غير معلن ينفذ بيد الحكومة السورية

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

بعد أن مات الخميني واستلم بعده رفسنجاني كرئيس لإيران تفاجأت بقرار أعلنه رفسنجاني يلغي فيه قانوناً سابقاً يبيح فيه قتل السنة في ايران , مع أنني لاأتذكر تاريخ إلغاء ذلك القرار ولكن كل الذي يذكرني فيه كنت أسمع أخبار من إذاعة مونتي كارلو , ذكرت فيه هذا القرار قرار منع قتل السنة في إيران , وقبل ذلك كانت الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة بين الطرفين وكنا نسمع في حينها أخبار شبه يومية أن الحرس الثوري الإيراني قد قام بقتل أعداد كبيرة من المواطنين الإيرانيين , وكانت تصل الأرقام أحيانا لأرقام تتجاوز الألف قتيل في خلال اسبوع واحد , فلو ربطنا هذا القرار الذي أقره رفسنجاني بعمليات القتل السابقة المنفذة من قبل الحرس الثوري لوجدنا أن عمليات التصفية تلك كانت موجهة ضد السنة في إيران ومنهم الأكراد والإحوازيين من السنة وكذلك في وزيرستانفلو قارنا تلك العمليات الإجرامية والمبيحة للقتل على أساس طائفي بحت في إيران, والمليشيات المدعومة منها في العراق من عمليات التعذيب والإغتصاب وتهديم المساجد مساجد أهل السنة في العراق والقتل على الهوية فقط لأن اسمه عمر أو بكر أو خالد أو معاوية , أو أمه أو ابنته أو أخته اسمها عائشة , وقتل العلماء والأطباء وعلماء المسلمين السنة , وعند مقارنة ماسبق مع ما يجري في سورية الآن كان الحرس الثوري الإيراني يشن حملات القتل وكأنه يقوم بعمليات صيد روتينية يومية لقتل السنة في إيران , والجيش الطائفي في سورية ومساندوه من الأمن والشبيحة والتي تمثل كلها النسبة الأعم من الطائفة تقوم بجولات صيد تصطاد فيها النفوس البشرية البريئة من طفلة عمرها أشهر لطفل في بطن أمه وأمه سوية لشيخ كبير وشاب وفتاة وامرأة وكلها من لون واحد من طائفة لأنها تنتمي للسنة من المسلمين وحتى الصيد المجروح يقومون بقتله وانتزاع أعضائه لبيعها في الأسواق والجريح يموت في بيته مفضلين أهله ذلك على أن يذهب لأي مستشفى لأن مصيره التعذيب والتقطيع والقتليعتقل الشخص وإن كان من أإصحاب الشهادات الجامعية يعاد لأهله قطع متناثرة كالطبيب والصيدلي والمهندس والعالم , فكل يوم في مدينة أو منطقة تتوجه الكلاب لذلك الصيد السمين من لحوم السوريين , كانت درعا وريفها وحوران وريف دمشق وحمص وحماة وبانياس وجبل الزاوية وجسر الشغور , ودير الزور والبوكمال وعامودا والحسكة والرقة , وقريباً حلب , بحيث يحلو لهم لحوم البشر المتنوعة من كل المناطق من البادية للجبال للبحر , كما نشاهد اليوم في اللاذقية هنا لابد من مخاطبة الطرف المساند والداعم لنظام الإجرام هذا وهي الطائفة العلوية والداعمين لها من الشيعة العرب والعجم وأقول لهم ناصحاً وليس مهددا ومذكراً فقط :لو نظرنا للخريطة السكانية في سورية أو مايسمى بالتوزيع الديمغرافي فيها , لوجدنا أن الطائفة العلوية عزلت نفسها عن المجتمع السوري كله فهي تقف في صف واحد مع نظام المجرم بشار الأسد بينما بقية الطوائف الأخرى من الدروز والغالبية منهم والإسماعلية , والمسيحية وبقية الطوائاف الأخرى هم وإخوانهم السنة يداً واحدة , وهو دليل ثابت وحتمي أن هذه الثورة ليست طائفية , وقد وعي الكثيرون من أبناء الطائفة هذه الحقيقة وعارضوا هذه العمليات الإجرامية المرتكبة بإسمهم والسؤال هنا ماهو المبرر والذي ستقدمونه لآصدقائكم وأقربائكم وجيرانكم من الطوائف الأخرى ؟إن اصطفافكم هذا واستمراره ستجدون محصلته في النهاية سينظر لكم كل مواطن سوري من أنكم مجرمون وقتله , وحتى إن لم يقلها بلسانه ستحسونها بشعوركم قبل القول والنطق من الطرف الآخر , وإن استمراركم بدعم هؤلاء القتلة والمجرمين سيحول الأمر لحرب طاحنة ولن يصبر الطرف الآخر على هذا الإجرام طويلاً , وسيقابلكم بنفس السلاح وستجدون أنفسكم بعزلة مطلقة عن المجتمع السوري ألم يحن الوقت بعد لتعبروا عن انتمائكم لهذا الوطن وتنضموا للكثرة منه وتتخلصوا من كل الجرائم المرتكبة باسمكم ؟أعتقد لم يعد بعد للصبر مكان في نفوس غالبية الشعب السوري في الصبر على جرائم النظام الذي تدعمونه , أليس لكم الحق في المشاركة في بناء وطن يعم فيه السلام والعدل والحرية ويضم كل أبنائه ولا سبيل لإقصاء أي فئة من فئات المجتمع ؟هذا ماتسعى الثورة إليه فلا تزيدوا الجروح أكثر من ذلك وتأكدوا أن بشار ومن معه سيكونون أول من يترككم تقاسون العذاب وحدكم هو وزمرته والذين يمتلكون المليارات والقصور والجزر في دول العالم المتناثرة.