اقتصاديات رمضانية

هايل عبد المولى طشطوش

[email protected]

يرتبط شهر رمضان بافكار كثير من المسلمين اليوم بالحالة الاقتصادية سواء على المستوى الشخصي او المستوى العام ، لذا فمن ابرز المظاهر التي نشاهدها قبل حلول رمضان وخلاله هي التهافت على الاسواق والتزود بكافة انواع واشكال المأكولات  والمشروبات وهذه من الحالة التي نأسف لها اشد الاسف والتي يرفضها وينبذها الاسلام العظيم الذي هو دين الوسطية والرحمة على الرغم من ان حاجة الانسان للطعام والشراب في رمضان هي اقل من حاجته خلال اشهر العام حيث انه يتناول وجبة واحدة لذا فمن الطبيعي ان يتقلص انفاقة ومصاريفه وتقل حاجته للطعام والشراب ، ولكن الذي يحصل هو العكس مما يضاعف الاعباء ويزيد المصاريف على كاهل رب الاسرة ومعيلها فيضطر معه الى الاستدانه لتوفير مستلزمات شهر رمضان ، وهذا كلة ليس من اخلاق رمضان ولا من متطلبات الصيام ، فالصيام هو وسيلة من وسائل شعور المسلم مع اخية المسلم فيشعر معه بالجوع والعطش والحاجة فيزيد ذلك من اواصر التكافل والتكاتف والتراحم بين افراد المجتمع الواحد .

ومما يزيد من اعباء الاقتصاد الرمضاني هو جشع بعض التجار وطمعهم حيث يرفعون الاسعار رغبة بالتربح السريع على حساب المواطن الذي كده الفقر وذلته الحاجة وهذا امر مخالف لتوجيهات ديننا الحنيف فالرحمة مطلوبة من التاجر الذي يملك السلعة حيث اعد له الجزاء العظيم عند الله حيث يحشر التاجر الصدوق يوم القيام مع النبيين والصديقين والشهدا .

ان رمضان ليس شهرا للتفاخر والتباهي بتقديم افخر واكبر الموائد على حساب الاقتصاد الشخصي بل وعلى حساب الاقتصاد القومي والذي يزيد من اعباء الدولة ايضا ويرهق كاهلها في توفير مستلزمات كثيرة وحوائج عديدة قد لاتجدها الا في ابعد البلدان فيضطرها ذلك الى استيرادها باغلى الاثمان ،ومن المشاهد الاقتصادية في رمضان ايضا هو الاستعداد للعيد وما يتطلبة من نفقات كثيرة مصاريف طائلة مما يفاقم الاعباء ويزيد من الهموم والديون على كاهل الاسرة التي تبدا بمعاناة سداد الديون بعد رمضان والتي قد تستمر لشهور عديدة .

ان المطلوب في هذا الشهر الفضيل هو العودة الى مراتع العبادة واللجوء الى الله والعودة الحقيقية الى روح الصيام والاستفادة من ثمراته وخيراته ومكاسبة العظيمة وجني الحسنات وجمع الرحمات ولا يكون ذلك الا بتنقية النفس من شوائب الدنيا ومظاهرها والابتعاد عن مظاهر الترف والاسراف حتى ننال رضى الله ورحماته.