دولة المؤامرات العربية تعلن الحرب على الإسلام

د. جمال عبد الستار محمد

دولة المؤامرات العربية تعلن الحرب على الإسلام

د. جمال عبد الستار محمد 

الأستاذ بجامعة الأزهر

والأمين العام لرابطة أهل السنة

أعلنت بالأمس دولة المؤامرات العربية العداء السافر والحرب على كل هيئة تخدم الإسلام والمسلمين في أي مجال من مجالات الحياة!!

فقد تعقبت ورصدت الهيئات التي جاهدت للحفاظ على هوية المسلمين في الداخل والخارج فوضعتها على قائمة الإرهاب، لتعلن بذلك أنها أشد عداء للإسلام من اليهود والمشركين، فلو تخيلت أوربا بدون الهيئات الطلابية التي كانت بمثابة البيئة الحاضنة لطلاب العالم الإسلامي والتي لا ينكر فضلها وجهدها إلا حاقد فاجر، فقد حافظت على طلاب الأمة من الذوبان في الفكر الإلحادي والانحلال الأخلاقي والتغريب في أبشع صوره، ولولا أن الله قيض المخلصين من هذه الأمة للقيام بهذه الأنشطة والروابط لتحول الشباب المسلم في أوربا وأمريكا الى مسخ لا علاقة له بدين ولا رابطة له بوطن ولا علاقة له بخلق، لذا كانت تلك الروابط والهيئات والاتحادات مستحقة عن جدارة بأن توضع على قائمة الإرهاب في دولة المؤامرات.

لقد رصدت مخابراتها أثار لجنة الإغاثة الإنسانية في إفريقيا ودورها الرائد في مد يد العون لإخواننا وأهلنا في إفريقيا خاصة أثناء المجاعات والنكبات، ثم تيقنت من جهدها في حماية تلك البلاد من خطر التنصير الذي انتشر في تلك البلاد تحت غطاء العمل الإغاثي،

ثم رصدت دولة المؤامرات كذلك الجهد الراقي لتلك المؤسسات الإغاثية في دعم القدس وفلسطين، ومقاومة التهويد والتهجير، فكانت مستحقة عن جدارة أن تعلنها مؤسسات إرهابية، وتعلن العداء لها، وتلاحق رجالها دفاعا عن الصهاينة والمجرمين، وكرهاً للإسلام والمسلمين.

كما رصدت عيونها القبيحة الفاجرة أبار الماء في إفريقيا التي أمدت المسلمين بالحياة، ومكاتب تحفيظ القران في القفارى والنجوع، وملاجئ الأيتام التي كانت بمثابة الرمق الأخير للمحافظة على الإسلام في نفوس الأجيال الجديدة في إفريقيا وأسيا، وأدركت أن جمعية الإصلاح كانت وراء تلك الجهود الرائعة فأعلنت استحقاقها للعداء والملاحقة جزاء جهدها في خدمة الإسلام والمسلمين!!

ودرست مراكز أبحاثها العميلة حالة الفكر الإسلامي ومن الذي سعى في المحافظة على وسطية الإسلام، وحماية الأمة من الإفراط والتفريط، وحماية الهوية الإسلامية للإمة، وتقديم الإسلام للعالم على أنه دين لصناعة الحياة، وفق شمولية راقية ومنهجية واضحة، وتربية الأجيال على فكرة الوحدة الإسلامية، وإعادة مجد الأمة، وإحياء فقه المقاومة، وإعداد جيل النصر المنشود وفق مشروع إسلامي متكامل يقف أمام المشروع الصهيو أمريكي، والمشروع الشيعي، والأطماع الصليبية، فتيقنت أن وراء ذلك تلك الجماعة (الإرهابية) التي عم خيرها جميع البلاد، وتوثقت رابطتها بين جميع الأحباب، فكانت بالفعل جماعة جديرة بالحرب الشاملة، ومستحقة من دولة المؤامرات للإبادة الكاملة!!!

ووضعت خزائنها تحت أمرة كل المجرمين والسفاحين والعملاء والحاقدين، ليلاحقوا تلك الجماعة في كل مكان، عقابا لها على خدمتها للإسلام والمسلمين!!

وأدركت دولة المؤامرات أن تجمع علماء الأمة تحت راية خاصة بهم، وتعاونهم تحت مظلة اتحاد عالمي لعلماء المسلمين في خدمة الإسلام والمسلمين من شأنه أن يساهم في يقظة الفكرة الإسلامية، وتوعية الأمة بالأخطار المحيطة بها، والدفاع عن هويتها وقيمها فصوبت إليه سهام الحرب، وأعلنت له العداء، فهل من يحارب علماء الأمة يمكن أن يكون مسلما!!

والعجيب أنه قد وسع الفرنسيين أن ينطلق في بلادهم اتحاد المنظمات الإسلامية ووسع الايطاليين أن تنطلق من بلادهم الرابطة الإسلامية، ووسع الاتحاد الأوربي أن ينطلق فيه اتحاد المنظمات الإسلامية، ووسع الأمريكان أن تنطلق في بلادهم الجمعية الإسلامية الأمريكية ووسع العالم بأسره أن تنطلق منه جماعة الإخوان المسلمين معترفا بسلميتها، ولم يسع الإمارات ونظامها أن تنجح تلك المؤسسات والروابط والهيئات!!!

نظام بأموال المسلمين يقتل المسلمين في ليبيا وسوريا وإفريقيا والصومال، ويقتل المسلمين في مصر، وبأمواله تصدر الأحكام بالإعدام على العلماء، وتغلق المساجد، وتنتهك الأعراض. 

وهنا أقول: إن هذا النظام الذي يحاد الله ورسوله، ويعادي أولياءه، ويقاتل المسلمين، ويتآمر عليهم في أنحاء البلاد، وهؤلاء الطغمة المجرمة الذين بدلوا نعمة الله كفروا وأحلوا قومهم دار البوار ألا يستحقون من علماء الأمة أن يعلنوه نظاما إرهابيا خارجا عن ملة الإسلام ولو تعلق بأستار الكعبة!!

ألا يستحق هذا النظام أن يعلن العلماء أنه نظام تخصص في سفك دماء المسلمين ويجب على الأمة مواجهته ودحره؟!!

ألم يحن الوقت بعد لأن يقول الشعب الإماراتي الأبي كلمته، ويأخذ بتلابيب هؤلاء المجرمين ليكف أذاهم عن الأمة؟

ألم يحن الوقت أن نتصارح ونعلن أن هذا النظام أشد على الأمة من الصهاينة المحتلين، وأن الأمة لابد أن تأخذ على يد الظالم أخذا وأن تأطره على الحق أطرا.

إنني أقول متحملا المسئولية الشرعية إن هذه الطغمة المجرمة أشد حرباً على الإسلام من أعدائه، وأشد ضرراً على المسلمين ومعاداة لهم من الصهيونية العالمية، ويجب على الشعوب أن تتصدى لها فكريا وسياسيا اقتصاديا واجتماعيا وبكل الوسائل المشروعة

فهل من آخذ على أيديهم قبل أن تغرق السفينة؟