أنت مسلم .. إذا أنت إرهابي ؟!

برح الخفاء !

أعلن دونالد ترامب المرشح المحتمل لرئاسة الولايات المتحدة أن المسلمين يجب ألا يدخلوا البلاد لأنهم إرهابيون .!

لم يقل المرشح الصليبي المتعصب إن بعض المسلمين إرهابيون ، ولكنه وضعهم جميعا في سلة واحدة ، وصرح بما يخفيه كثير من السياسيين الغربيين تجاه الإسلام !

من يصرح بما في داخله أفضل ممن يخفي ، ويتحين الفرص للانقضاض. الصليبيون لا يكنون ودا للإسلام ولا للمسلمين ، ولو مشى المسلمون  بجوار الحائط ، وقالوا داريني ( خبئيني ) يا حيط ( حائط ) . .

كان الصليبيون في الماضي يكتفون بما يفعله مستخدموهم من بني جلدتنا ، ولكنهم الآن يقومون بأنفسهم بسحق كل من يعلن عن إسلامه . عادت الحروب الصليبية التي أشعلها البابا أوربانوس 1095م.لا يترددون في العقاب الجماعي لكل المسلمين ، وهو عقاب لا يلتزم بأية معايير حقوقية أو دولية أو خلقية ، من تلك التي يعلنون عنها صباح مساء ، إنه عقاب الانتقام الوحشي الذي تعف الوحوش عن ممارسته أحيانا .

يوم تم ضرب أبراج نيويورك في 9/9/2001 ، أعلن الصليبيون في الولايات المتحدة أن الفاعل يسمى تنظيم القاعدة في أفغانستان ، وعلى الفور أعلن جورج بوش الابن : إنها الحرب الصليبية ! واندفعت جيوشه الجرارة إلى كابول ، واحتل أفغانستان كلها بعد أن تم تدمير كل مرافقها ومدارسها ومساجدها ، وقتل أكثر من نصف مليون مسلم بريء لا يعرفون أين تقع نيويورك ؟!

ولم يكتف المجنون الصليبي بتدمير أفغانستان ، ولكنه اندفع إلى العراق ليدمرها ويقتل أكثر من مليون عراقي بريء  تحت ذريعة أن هناك مفاعلا نوويا ، وبعد التدمير والقتل لم يجد المجنون شيئا ، وكان متأكدا أنه لن يجد شيئا ، ولكنها الثقافة الصليبية ، والتربية الصليبية ، والوحشية الصليبية التي تتذرع بدعاوى ناعمة ،  فتدمر وتقتل وتستأصل ، وانتقل الصليبيون إلى سورية ، فلم يرضهم ما فعله المستخدم النصيري حاكم دمشق بقتل قرابة أربعمائة ألف من المسلمين السنة الأبرياء ، وتهجير نصف الشعب السوري ، وتدمير معظم المدن السورية العريقة ، فجاء التحالف تحت ذريعة مواجهة داعش التي صنعوها على أعينهم ليقتل المواطنين الأبرياء بأشد القنابل فتكا ، وبعد تسعة أشهر لم يشبع من الدماء ، فاستدعي الصليبي المجنون الآخر من موسكو ليسحب وراءه الجيوش الجرارة بدعوى مكافحة داعش ، ولكنه راح يقتل المسلمين السنّة أومن تبقى منهم بصواريخه وطائراته وبوارجه محفوفا ببركات البابا الأرثوذكسي الروسي الذي وصف رحلة القتل والتوحش بالمهمة المقدسة ، أي الحرب الصليبية من أجل سواد عيون اليهود الغزاة !

 لم يستمع الصليبيون لما يقوله صوت العقل والرشد عن الإرهاب الذي تمارسه الحكومات الموالية لهم في بلاد المسلمين من قمع وقتل وتكميم للأفواه ، ومطاردة للأحرار ، وحرمان من حق التعبير والتفكير ، ومن فقدان العدالة ، واحتكار اللصوص الكبار لثروات البلاد ونهب أموالها ، ولكنهم استهدفوا المسلمين والإسلام.

أضف إلى ذلك ما تفعله النخب التي صنعوها ومولوها بوصفهم أهل الزمر والطبل الذين يقيمون المهارج لأفكار الصليبيين وأكاذيبهم ويهيئون لجرائمهم التي ترتكب في حق الشعوب الإسلامية المبتلاة ..

اقرأ مثلا ما يقوله مرتزق أفاق عن الإسلام الذي يمثل مشكلة له وسببا لكل مشكلات الأمة :

" كان الخطاب الدينى السائد ( يقصد الإسلام ) هو المصدر الوحيد الآن، أو المصدر الأول على الأقل للتربية والتعليم، والتوجيه، والتفكير، والأخلاق، فهذا الخطاب الدينى السائد هو المصدر الأول لكل ما نشكو منه في حياتنا الراهنة ".

ويضيف المرتزق الأفاق:

" الخطاب الدينى السائد يدفع المسلمين عامة، وليس المتشددين وحدهم، إلى النظر بارتياب وخوف للحضارة الحديثة، ويحذرهم من التعامل معها إلا في حدود الاستفادة من منجزاتها المادية، وفوائدها العملية، أما مبادئها الإنسانية، ونظمها السياسية والاجتماعية، وإيمانها المطلق بحق الإنسان في أن يفكر لنفسه، ويختار لنفسه، فهي خطر واقع أو محتمل في نظر الخطاب الديني السائد الذى يقوم على النقل والتقليد والسمع والطاعة ". والسؤال : هل هناك تربية أصلا يا هذا ؟

ويظهر ملحد صنيعة للغرب على شاشة إحدى القنوات ليقول إن أميركا تقف وراء التيار الإسلامي الذي سطا على الحكم في مصر ، وكان لا بد من أزاحته بالقوة العسكرية ، ويدعي أن الإسلام السياسي هو سبب البلاء والتخلف في بلادنا وليس الحكم العسكري الدموي الفاشي ! والسؤال : ماذا عن اختيار الشعب يا هذا ؟

ويظهر ثالث ليقول إن الصراع مع العدو مفتعل ، وأن المسجد الأقصي ليس مقدسا ، وان الإسراء والمعراج لم يكونا إلى القدس التي هي ملك لليهود! ويأتي هذا الكلام واليهود يعدمون المسلمين في شوارع القدس ، ويعتقلون المئات منهم ، ويحظرون التجول على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ، وكأنه يقول لهم : مزيدا من الإعدامات ، ونؤيد وجودكم العدواني إلى آخر مدى !

ويظهر رابع وخامس وسادس ، ليسبّوا الصحابة والبخاري والمسلمين الأوائل والأواخر ، ويباركوا المسيحية التي ليس فيها إرهاب مسلح مثل الإسلام !

باختصار يجب أن يتخلى المسلمون عن إسلامهم ليكونوا مواطنين صالحين غير إرهابيين ، وأمامهم آلاف الطرق التي يسلكونها ليعبروا عن وطنيتهم الصالحة ، بداية من الإلحاد حتى العمل في الملاهي الليلية وهي مهنة شريفة كما قال شيوعي انقلابي يكره الإسلام والمسلمين .

حين تكون مسلما ومؤمنا بالقرآن والرسول – صلى الله عليه وسلم – فأنت إرهابي لا ثمن له ولا قيمة ، ولا تستحق أن يدافع عنك جون كيري ، ولا أن يبدي بان كي مو قلقا من أجلك .

حين تكون شيوعيا أو ليبراليا ، أو مرتزقا أفاقا ، فالأقلام تنهض لإطلاق سراحك لو اعتقلك النظام العسكري . حينئذ تكون مناضلا جميلا تحب بلادك ، قديسا يذوب عشقا لمصر وشعبها .. أما إذا كنت مسلما فالويل لك ، والصمت يخيم من حولك . لا يهم أن تكون بريئا أو مظلوما ، أو ضحية تلفيق بتهم غليظة . الشيوعي أو الناصري أو الليبرالي ، أو المرتزق يجب أن تقف الدنيا على قدم واحدة من أجله . خمسون أو ستون ألفا من المسلمين الشرفاء الأنقياء وراء الأسوار ظلما ، لا يسمع بهم أحد، ولا يبدي جون كيري انزعاجا من أجلهم ،ولا يُعرب بان كي مون عن القلق بسببهم ، ولا تخط أقلام السلطان حرفا واحدا عنهم إلا بالسوء .

الله مولانا . اللهم فرّج كرب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم !

وسوم: العدد 646