البحث عن مخرج

دعوة للتأمل والتفكير على طريق البحث عن المخرج المناسب

بعد خمس سنوات من الثورة والصبر وتعرّض أحرار سوريا إلى كافة صنوف القتل والتدمير والانتهاكات… مضافاً إليها الوعود والتعهدات الفارغات…. وانتهاء بخذلان شعبنا من قِبَل القريب والبعيد… وخاصة ممن حُسِبوا علينا أصدقاء!!! 

تبين لنا التالي: 

1 ـ معظم أصدقائنا هم أعداء لنا…  بل متواطئون مع عصابة بشار وداعميها المجرمين روسيا وإيران....  وعلى رأسهم الولايات المتحدة والدول الغربية عموما...ومنهم دول عربية منافقة معروفة! 

2 ـ تحول حقيقة الصراع في سوريا إلى تقاسم مصالح بين الولايات المتحدة وروسيا ويشتمل على تبادل خبيث للأدوار على ضوء ضعفنا وتشرذمنا وارتهان حركتنا بشروط داعمينا مختلفي الرؤى أصلا. 

3 ـ من المخزي أن تجد دولة محسوبة على الدول العظمى كفرنسا تبدل موقفها تجاه ثورتنا من الإصرار على إسقاط عصابة بشار إلى محاربة داعش وما يشبهها فقط نتيجة إرهاب داعشي في باريس مكشوفة  تفاصيله وغاياته.. الأمر الذي يكشف أن فرنسا مجرد تابع للولايات المتحدة! 

4 ـ داعش… مهما حسنت نوايا بعض صغار منتسبيها السذج… هي أداة استخبارية بامتياز صالحة للاستخدام من قبل دول خبيثة…  في الغرب والمنطقة…  ضد الشعوب التي تقاتل من أجل حريتها كسوريا واليمن وفلسطين ومصر وليبيا وحتى تونس. 

5 ـ جميع أنظمة الحكم في المنطقة أنظمة وظيفية لها حدود للمناورة لا تستطيع تجاوزها مهما حسنت نواياها…  لذا فمن السذاجة بناء مزيد من الآمال عليها. 

6 ـ الشرعية الدولية وحقوق الإنسان ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية… كلها كذبة كبرى يتم استخدامها بقوة وحسم حين ترى القوى العظمى ضرورة لذلك بما يتفق مع مصالحها فقط دونما أدنى اعتبار لتطلعات الشعوب نحو العدالة والحرية.  

7 ـ الفهم الساذج أو المنحرف للإسلام العظيم لا يزال يودي بأمتنا نحو المهالك… بل صار يقدم فرصة لأعداء الأمة الإسلامية لاستثمارهما في كبح تطلعات الأمة نحو الحرية والعدل. 

8 ـ انكشاف التردي الأخلاقي والحضاري والثقافي لكثيرين من شعبنا من منافقين ومتسلقين وخونة نتيجة قرن من التجهيل الاستعماري ثم التحطيم الحضاري الذي اقترفته عصابة حكم نصيري كانت في قمة الإخلاص لأعداء سوريا خلال نصف قرن مظلم...والأمر نفسه ينطبق على معظم شعوب المنطقة!

وعليه فان طريق الانتصار لثورتنا صار واضحاً كالشمس في رابعة النهار..  ويتلخص في:

1ـ إعادة بناء شخصية الأمة ووعيها وثقافتها على قواعد الإسلام الأصيل السمح كما نزل على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام بعد غربلة مكثفة لكثير من المفاهيم والنمطيات والشعوذات والمبالغات والانحرافات التي تّحسَب على الإسلام وهو منها براء.

2 ـ الاستفادة الفعالة من التجارب الرائعة للنهوض الحضاري لدى العديد من الأمم في العقود الأخيرة وتطبيق خلاصة هذه التجارب في إعادة البناء الحضاري لبلادنا.

3 ـ إعادة هيكلة الثورة بكل مكوناتها السياسية والعسكرية والمدنية والإنسانية تمهيدا لتبني استراتيجية مواجهة جدية وشاملة تقوم على الواقع المعاش لا الأحلام الوردية… وذلك بالاعتماد على الله تعالى أولا ثم الموارد المتاحة بأنواعها لدى شعبنا ومناصري قضيتنا… دونما أية شروط..  بعد الاستفادة من تجارب تاريخنا وبقية الأمم في اعتماد الأسلوب الأمثل للمواجهة كحرب العصابات وغيرها .

وبعد فهذه دعوة صادقة للتفكير والتداول قبل أن نبكي على اللبن المسكوب.. ولات ساعة مندم.

والله ولي التوفيق

وسوم: العدد 654