حول أستانة أربعة ودوائرها الآمنة !!

باختصار مكثف لقوم يعقلون ...

كان المطروح في أستانة واحد وقف شامل للنار ، بضمانة الروس والأتراك ، ضمانة الروس المحتلين وأول القتلة والمهجِّرين للسوريين !! وقبل الضمانة قوم الأصل فيهم أنهم يعقلون

في أستانة اثنين قالوا : نلتقي للتأكيد على وقف النار ، واعتماد آليات عملية له ولمراقبته ، والتأكيد على ضمانة الضامنين ، وانضمت إيران المحتل والقاتل الثاني والشريك العملي في قتل السوريين وتهجيرهم  ..

في أستانة ثلاثة غاب احتجاجا ، المفاوضون الثوريون، لأن الضامنين لم يفوا بحق ضمانتهم ، بل ما زال طيران بوتين يقتل في سورية الطفل ويهدم المستشفى ، ويتستر على الكيماوي ، ويحميه بالفيتو، وما زال الإيراني يتحرك تحت عنوان الحقد والبغي داعيا إلى ثارات الحسين.

بين يدي أستانة أربعة : نلحظ تغيرين سلبيين روسيين نختصرهما لقوم يعقلون ..

التغير الأول تصريح بوتين لشريكه الأول في أستانة السيد رجب أردوغان أنه فهم كلامه ، حين قال لست محاميا عن بشار الأسد ، خطأ ، فكون بوتين غير مستأجر للدفاع عن بشار الأسد ، فهذا لا يعني أبدا أنه سيتخلى عن أجيره الذي يستمد منه شرعية احتلال سورية وقتل السوريين .  وإذا كان السيد أردوغان قد فهم الكلام الذي قامت عليه أستانا خطأً كما يحسم ويجزم بوتين ؛ فقد قامت أستانا  إذن على فهم خاطئ ، أي على باطل ، وما بني على باطل فهو باطل ؛  فإلامَ نبني على الباطل ، ونتفيأ ظلاله ونمعن في السير في متاهاته..

والتغير الثاني : مشروع الروس الضبابي الجديد ، في اقتراح الدوائر الأربع الآمنة . ربما نحتاج إلى عقل أكبر ليدرك أن أربع دوائر أو مناطق آمنة هي بديل مكر لسورية الآمنة ، أي أنه تراجع عما سبق أن قامت أستانة  عليه : ( وقف شامل لإطلاق النار ) ، فلم يعد وقف النار حسب العرض الروسي الجديد شاملا ، بل أصبح منقوصا مرسوما برغبات القتلة والمجرمين ، أصحاب مشروع سورية المفيدة ، واستراتيجية التغيير الديموغرافي ..

ثلاثة أشهر يقترح الروس والإيرانيون فيها الأمن لبعض المناطق ، ليتفرغوا لحرب الأخرى ، وتحقيق مخططاتهم فيها ..

(( لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ )) وما زال بعض قومنا يصمتون ، وما زال بعضهم يُهرعون ...

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 718