بقايا أمل

د.هاشم عبود الموسوي

مسرحية بممثلة واحدة وبفصل واحد

شخصيات المسرحية:

1.    الشخصية المحورية (أم ماجد)، إمرأة عراقية في السبعينات من العمر أصابها قبل أربعين عام عمى مفاجئ .. كانت تنتمي إلى تيار سياسي تقدمي متفتح .. وتعرضت إلى مضايقات شتى في بلدها العراق، بعد إستشهاد زوجها .. وهجرة ولدها دون أن يودعها إلى أوروبا هارباً قبل عشرين عام من جحيم النظام السابق .. قدمت إلى سوريا قبل سنتين لتقيم في حي (جرمانة) بالقرب من دمشق، والمكتظ بالعراقيين المقيمين فيه .. كان عليها أن تتأقلم مع شقتها المتواضعة بحجمها وتجهيزاتها، بعد أن تركت بيتها قي العراق بتأثيثه الفاخر.

2.    الشخصية الثانوية (أم مهدي)، عراقية في نهاية الخمسينات وهي جارة التي تسكن مع زوجها في الشقة المقابلة لشقة أم ماجد .. لا تظهر إلا في نهاية المسرحية لمدة لا تزيد على العشر دقائق.

3.    الشخصية المعنوية (ماجد)، تتحرك مع الأحداث ولا تظهر على خشية التمثيل وهي مصدر الحبكة التي يمكن أن تتطور من خلال الأفعال والأحداث التي مرت بها هذه الشخصية.

المشهد:

          غرفة معيشة تحتوي على أثاث بسيط وعلى جدارها الأيمن باب الدخول ولها بابين متجاورين على جدارها الأيسر أحدهما يؤدي الى الحمام و الآخر الى المطبخ . والغرفة مزدانة بأنواع الورود والنباتات ، والموسيقى تص\ح بأنغام فرحة ، تأتي من من جهاز المذياع الملقى على الرف الأسفل من الكوموديا الواقفة بجانب باب الحمام .  

تخرج ( ام ماجد) من الحمام وهي مرتدية البرنص فوق ثيابها وعلى رأسها منشفة تتدلى على حانبي وجهها تغطي كتفيها .. تتوجه متعثرة بخطواتها نحو جهاز المذياع ، لتبحث فيه عن قناة اخرى فتحصل على قناة تبث اغنية عفيفة اسكندر .. ( احنا ربينة وتعبنا وشفنة لوعات ..... )

(ام ماجد) تشارك المغنية وتردد معها كلمات الاغنية .. تتجه مرة اخرى الى الحمام وكانها تمشي بطريقة كوميدية .

( ما ماجد) تردد يا ربي متى يصل ولدي مجودي وكيف سازغرد واحضنه ويحضنني ـ كيف سيتعرف علي بعد عشرين عام من الفراق ... يارب لم يبق الا ساعة واحدة .. يارب كم طويلة هذه الساعة .. لكنها بعونك يارب ستمر سريعة فألتقي بولدي .

(وفجأة بعد انتهاء الاغنية تبدا موسيقى كانها فاصل بين حلقات البث) وتبدا نشرة الاخبار ويعلو صوت المذياع معلنا بوصول عدد النازحين العراقيين الى دول الجوار والبلدان الاوربية باكثر من مليوني نازج .. وقد غرق منهم اخيرا 500 مهاجر في خليج تيمور   بين استراليا وأقصى جُزر أندونوسيا.

        ولقوا حتفهم قبل وصولهم الى الاراضي الاسترالية )

(ام ماجد) ( في وسط المسرح وبقعة ضوء تسقط عليها ) تصرخ : يا إلهي. اين كنا وكيف أصبحنا . مشردون في كل بقاع الارض وموتى في البحار وبلا قبور .. لماذا انفتحت علينا ايواب الالم بمصاريعها الاربعة ، وانهالت علينا المأسي ياربنا لم تعاقبنا عن ذنوب سخفائنا من المهوسين بالجاه والسلطة .. أه ..أه .. متى .. متى يتوقف هذا النزف ومتى تندمل الجروح .. ارحمنا يا رب ..

( موسيقى )

تدخل (ام ماجد) الى الحمام وتتغير نغمة الموسيقى .. يتخللها لحن يعزف على طبل يخرج منه صوتا يشبه صوت القرع على الباب .

تخرج (ام ماجد) من الحمام ، وقد ازالت المنشفة من على رأسها وهي تنادي :

(ام ماجد) : تفضلي اختي ( ام مهدي ) .. انا تركت باب الشقة مفتوحا وكنت ادري بانك ستاتين الي .. اهلا بك اهلا بك استريحي حسنا فعلتي بمجيئك ، انا اقوم بتصفيف شعري لاحضر بعد ذلك الشاي ولنجلس سوية ..وبعد ذلك ساحدثك عن الزيارة السعيدة التي انتظرها .

( يسمع صوت منشفة الشعر اتيا من الحمام )

( موسيقى)

شعر شعبي تقراه (ام ماجد) بتلحين بسيط :

اريد احجي بجرح تبجيلك العين  واريد اكتب قصيدة بريشت احزاني واريد اخذ همومي فوك النجوم  اهدهة وهم ترد ترجعلي  من تالي خلص هذا العمر

 وهم عذاب واه

 اسد باب الحزن يا كثر بيباني  مل مني الصبر بس اني

 ما مليت اكابر وابتسم  لو شفتك إنت وجيت  مثل زفت عرس بطيف لو مريت  اذكر ضحكتك بسطور نسياني

اريد احجي بجرح تبجيلك العين  واريد اكتب قصيدة بريشت احزاني واريد اخذ همومي فوك النجوم  اهدهة وهم ترد ترجعلي  من تالي خلص هذا العمر

 وهم عذاب واه

 اسد باب الحزن يا كثر بيباني  مل مني الصبر بس اني

 ما مليت اكابر وابتسم  لو شفتك إنت وجيت  مثل زفت عرس بطيف لو مريت  اذكر ضحكتك بسطور نسياني

تخرج ( ام ماجد) من الحمام وتتوجه الى المطبخ ( صوت صحون وماء يغلي ) تتوجه ( ام ماجد ) زاوية الجلوس ( تتابعها انارة ساطعة ) .. لتجلس امام طاولة يكون النصف المقابل  منها مع الكراسي المقابلة مظلمة تماما .. تحيي من قدم إليها بسرعة وتنهض ثانية ذاهبة الى المطبخ وهي تردد بغناء هادئ كلمات تراثية قديمة ...

تعود حاملة طبق ( صينية الشاي ) لتضعه على الطاولة النصف مضاءة وتجلس امامها .. وتقول..

( ام ماجد ) .. تفضلي يا جارتي الوفية ام مهدي . . انت

 لاتدرين ماذا جائني امس من خبر سعيد عندما ودعتك بعد زيارتك القصيرة لي ..

أتتني مكالمة تلفونية مفاجاة . هل تحزرين من من ؟ .. مكالمة انتظرتها من أعوام .. كانني لا اصدق سمعي ولدي (مجودي ) تكلم معي بعد سنين طويلة .. يخبرني فيها بانه غدا سياتي من المانيا الى سوريا . من فرحتي لم استطع ان انام الليلة الفائتة كنت انتظر متى ياتي النهار والان لم يبق الا ساعة واحدة ليتصل بي من المطار كي اصف لسائق التاكسي الذي يقله المكان الذي نحن فيه .. ( ام مهدي ) يا حبيبتي لا ادري كيف سيراني بعد كل ماعشته من مرارة وآلام وشعري صار ابيضا وتغضن وجهي .

لا استطيع يا عزيزتي ان اعدد لك متاعبي منذ ان قتل ابيه في عام 1963 .. كان عمره 10 سنوات آنذاك اصبحت له ابا واما .. وصارمتمسكا بي ، ويدور حولي كفراشة تكسرت اجنحتها من شدة ريح عاتية .

ماكنت أعلم بأنه عندما شب وكبر .. كان دائما يفكر و يحلم بالإنتقام من قتلة أبيه . إنتمى الى حزب معادي للسلطة  . وفي يوم من الأيام إعتقلوه في الجامعة مع شلة من الطلاب .. وجاءني الخبر عن طريق زملاءه . وسربوا لي خبر تواجده بغرفة خاصة ،عليها حراسة مشددة في مشفى معسكر الرشيد  وذلك من أجل تجبير أحد أضلاعه الذي أنكسر إثناء التعذيب ، ويرقد معه  رجل عسكري تجاوز عمره الخمسين وإسمه "رشيد"  وهو مصاب في  الحرب بأحد  ساقيه ..

لو تدرين ماذا حل بي .. صار الدم يغلي في عروقي  ، وأحسست بأن شللا أصاب أذرعي  ، أرتفع ضغط الدم لدي ، وأصبت بمرض السكر  ، وغطت عيناي غشاوة  ، وقال لي الأقارب والجيران ، بأن هذه أعراض بسيطة و مؤقته وتزول قريبا .. ولكني يا غالية فقدت بصري الى الأبد .

أم ماجد : دعيني آتي إليك بالشربت ، لقد أطلت عليك بالحديت  وبالتأكيد فإنك قد عطشتي ..

( بسرعة غير معتادة ، تحاول الوصول الى المطبخ )

( ترافقها موسيقى إيقاعية ، حتى عودتها الى مكانها في زاوية الجلوس )

أم ماجد . بالقرب من ساحة القوس يوجد دكان يبيع عضائر طيبة .. تذوقي هذا العصير أنا أوصي حارس العمارة دائما بأن يشتري لي منه عدة أنواع من العصائر.

( تتناول قدحها وتشربه برغبة مصوتة )

أم ماجد: طيب أليس كذلك  .. (ثم تعود تتكئ على خلفية المقعد) وتستمر بالحديث

قلت لك بأني فقدت بصري و ولدي معتقل وقد كسر ضلعه  ، فلم يبق لي ما أفقده .. جاء تني فكرة جهنمية

لا بد لي أن أزوره بأي ثمن ، فلبست عباءتي السوداء وتوجهت الى هناك .. وعندما وصلت الى الغرفة ووجدت الشرطي جالسا على كرسي أمامها .. وقد قام ليمنعني من الدخول .. فبادرته بأني آتية لزيارة السيد رشيد ( أبو أحمد ) وقد أتيت إليه ببعض الفواكه  .. أبقى الشرطي الباب مفتوحا  وأنا وقفت بين السررين ، ومن خلال الرد على تحيتي عرفت بأن  ولدي هو على جانبي الأيمن وأن الرجل الغريب يتمددعلى سريره في الجانب الأيسر فوجدت نفسي أدير ظهري عليه  ، وأناديه بصوت عال  (كيف حالك أبا أحمد ، أرجو أن تكون قد تحسنت  .. أحس الرجل بهذه اللعبة  ، وأعتقد بأنه كان خائفا أن يحتسبب شريكا لي بتخطيط  هذه الزيارة .. فنطق بجملة  قصيرة ( إتقي الله يا إمرأة ) ثم شعرت بأنه أدار وجهه الى الحائط وغطى رأسه بالبطانية .

بعد ذلك وبدون أن استطيع السيطرة على نفسي، إقتربت بجسمي بإتجاه ولدي وقلت له ، خالتك أم حازم تخصك بالسلام  ،.. أحسست أن الرجل خلفي  قد إستسلم  وهو يردد

دعينا بسلام يا إمرأة .. وبإنفعالي المتصاعد ، وجدت نفسي أندفع لسرير ماجد ، وبخفة متنافية دسست مبلغا من النقود تحت وسادته .. وأصبحت أبكي وبصوت عال ، وأسمع شهيقه المكتوم ، أحضنه و أقبله وأقول له .. إن شاء الله سلامات يا ولدي .

إنتبه الشرطي لما يجري ، وقد سمع كلمة " ولدي "  والتي لا يمكن أن تتناسب مع مناداة رجل مسن ، إضافة للوعة التي كانت تنتاب صوتي .. نهض الشرطي من كرسيه غاضبا ومسك بذارعي ، وجرني الى خارج الغرفة . لكني قاومته ووقفت عند الباب وناديت  : لا تخف يا ولدي غدا تخرج بريئا و يفرجون عنك . صاح الشرطي بأعلى صوته : عيب والله عيب يا إمرأة  ..  أجبته وهل أنتم تعرفون العيب .. ما كان منه إلا ويسحبني بقوة الى الممر خارج الغرفة .. وتجمع بعض الناس حولنا .. وشعرت بأنه قد ينادي أمن الردهة  ، فخطر ببالي أن أصرخ بوجهه : (عيب عليك أن تتحرش بإمرأة هي بعمر أمك .. أليس لديك عرض ؟ هل تقبل أن يتحرش أحد بأمك ؟ ) .. تفاجئ الشرطي بأن الناس الذين هرعوا ليشاهدوا ما جرى ، بأنهم كانوا يحاولون تهدئتي ويطلبون مني أن أتسامح و أنصرف .. لا أدري والله ما الذي أخرس هذا الشرطي المسكين .. ولكني خرجت من تلك الورطة بسلامة .

( تقهقه بصوت عال )

( تنهض من جلستها منفعلة )

أم ماجد :( تسأل بإرتباك) : أم مهدي أخيتي  .. كم هي الساعة الآن ؟ .. أم مهدي الساعة   ،، الساعة .. تتفاجأ لا أحد يجيبها ..

( تفتح الإنارة على الجزء الذي كان مظلما من زاوية الجلوس .. لا أحد يجلس هناك .

(تبكي بمرارة )

أم ماجد : يا ويلتي .. لقد سردت كل قصتي ، ولم يكن هناك من يممعني ، لماذا كنت أعتقد بأن أم مهدي جالسة أمامي وتسمع مني كل همومي وآلامي .. اللهم ربي إرحمني برحمتك يا أرحم الراحمين .

( موسيقى حزينة )

(قرع على الباب)

أم ماجد :  (بصوت غاضب وحزين ) .. من .. من .. تفضل أدخل .

(تدخل أم مهدي لتراها  ذاهلة وفي شبه غيبوبة )

أم مهدي : تربت على رأسها وتسألها بكل عطف .. منذا جرى لك يا أختاه ؟

( تجلس أم مهدي في المكان الذي  أصبح مضاءا بعد أن كان مظلما  وأمامها أقداح الشاي الباردة )

أم ماجد : ألم تكوني قبل ساعة قد قرعت على الباب .. وناديتك وانا بالحمام ، بأن تدخلي وتأخذي مكانك في زاوية الجلوس ؟  لقد تحدثت إليك طويلا حد الملل .

أم مهدي : كلا .. كلا .. أنا أتيت الآن بعد أن  تسوقت قليلا من الحاجيات وإنتهيت من الطبخ  وتنظيف الشقة .. هوني عليك  .. أنا الآن معك ، وإطلبي مني أي مساعدة  (و تقوم وتربت مرة أخرى على رأسها)

أم ماجد :  ( مشوشة الأفكار وتسأل بكلام متعثر ومنفعل ) .. كم هي الساعة الآن  ؟ لقد تأخر ولدي من الإتصال بي من المطار ..

أم مهدي .: أحقا ما تقولين ؟

أم ماجد : إنه قادم من ألمانيا .. أم مهدي أخيتي .. لماذا تأخر عن الإتصال .. ماذا جرى .. لماذا لم يتصل

أم مهدي : إعطني جهازك النقال ، لأرى ربما يكون قد إتصل ، ولم تسمعيه .

( تبحث أم ماجد عن النقال ، وتتلمس سطح الطاولة  التي تعودت أن تضعه عليها)

( تصرخ بصوت عال)

أم ماجد . يا للهول و يا للمصيبة .. كيف يستطيع أن يتصل بي ؟ و منذ يوم أمس مساءا أودعت نقالي لدى البقال " أبو وليد " الذي أمام  عمارتنا ، ووعدني بأن يشحن له رصيدا ، ويأتي إلي به صباح هذا اليوم  ، ولم يأتي لحد الآن ..  كيف سيتصل ماجد ؟ وكيف يعرف مكان سكناي ؟ ياربي لم تطاردنا  المصائب في كل وقت وفي كل مكان ؟  سأبدل ملابسي وأنزل إلى أبي وليد ، لأرى ماذا جرى ..

( وهي في داخل الحمام تحاول إستبدال ملابسها )

(تردد بصوت حزين : )

 

يا الي ضحيت بحياتي ولجله كل عمري فن انه امك يا بعد امك يابني تذكر لو نسيت يابني ربيتك يا غالي و على سنين رباك امالي بنيت سهرت ليل الشته بطوله وويه النجوم تسامريت و جنت لو ردت اغفه يمه وياك اغفه لو غفيت  و افز من نومي و احضنك لو يا وليدي صحيت يمه تعبني رباك و بالعمر يابني ولا لحظه هنيت  و جنت اكَول وليدي يرجع و احتمي بظله لو ذبني زماني و كبريت يمه ذاك التعب كله و السهر و النوح يا يمه تحميلت كلت تكبر و بسدك الووذ و تصبح انت حزام ظهري لو هويت  ااااااااااااااه يابني اااااااااااااه ياني  تالي وسفه ويه لوعات الدهر وحدي بقيت تالي فركَه ويه نوح و بيت اظلم غير ذني ما لكَيت تالي يا وليدي تخليني و تروح و تسكن ديار الغرب لهاي ابد ما حسبيت سنين بعدك مرمرني و صبرت على النوح يا يمه تعوديت  و كابرت كَلت ابني يرجع لكَلبي يابني صبريت وسفه ويه همومي وحدي يا الولد تالي صفيت يا الولد بله اريد انشدكَ شلون كَلبكَ طاوعك يا بني و نسيت يمه ببتوت الكَلب للمهد يابني هزهزيت دلوووووووووووووووووووول يا الولد يابني دلووووووووول عدوك بالمحنه و ساكن الجول يمه ببتوت الكَلب للمهد يابني هزهزيت  و جنت لو بتجي يا بعد امك اجيك

 كَلبي قبل الجدم يركض يحضن الكاروك يا بني

و ابجي قبلك لو بجيت  وليدي تذكر لو نسيت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يمه تذكر ذاك حضني البي دفيــــــــــــــت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ و انسى كل هموم عمري لو بس مره الي تبسميت و ارد اخبرنك يا يمه (شوفو الوصيه الاخيره للوالده) بعد مالي حيل للونه يا يمه شيبت يابني و كَضيت ولو اجاك الخبر يابني ماتت امك  صدكَ مفتحه عيوني لشوفتك و من متت ما غمضيت

(طرق على الباب )

(صوت رجل ينادي بصوت عال من خلف الباب)

الرجل المنادي : أم مهدي .. أم مهدي .. هذا شاب قادم من ألمانيا .. يبحث عن بيت أمه " أم ماجد"

( موسيقى صادمة )

( تقف أم ماجد ، وتسقط مغشيا عليها ، وبقعة ضوء قوية مسلطة عليها )

(صمت .. ثم موسيقى متأملة )

( تحاول أم ماجد أن تنهض ، فلا تستطيع  ، فتجثو متأملة الى باب الشقة)

(تحبو الى باب الشقة منادية )

أم ماجد . مجودي .. مجودي .. إبني مجودي  ..

(يسدل الستار)

(يسمع صوت مظفر النواب ، وهو يتلو النص أدناه )

يا بني ضلعك من رجيت لضلعي جبرته وبنيته يا ابني خذني لعرض صدرك واحسب الشيب اللي من عمرك جنيته يا بني طش العمى بعيني وجيتك بعين القلب أدبي على الدرب ألمشيته شيلةالعلاكة يا بني تذكر جتوفي بلعب عمرك عليهن سنة وكفوفك وردتين على رأسي وبيك أناغي كل فرح عمري لنسيته يا اللي شوفك يبعث الماي الزلال بعودي وأحيا وأنا ميتة أبيض عيونك لبن صدري وسواد عيونك الليل اللي عد مهدك بجيته

(النهاية)

وسوم: 639