سوبارو في حوار مع المناضل حسن صالح

سوبارو

في حوار مثير وصريح مع المناضل حسن صالح

عضو اللجنة السياسية

 لحزب يكيتي الكردي في سوريا

سوبارو – قامشلو - ثمة أسئلة ملحة جداً ، حملها مراسل – سوبارو- إلى الأستاذ حسن صالح  عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي ، وذلك  بخصوص إلغاء إحياء ذكرى الشهيد الخزنوي، و الموقف من  بعض الفعاليات الكردية الاحتجاجية في الخارج ،  وحول بعض القضايا التنظيمية في الحزب (في ما يخص منظمة المانيا )  وتقويم السياسات التمييزية بحق الكورد التي أنتجت المرسوم 49  تاريخ 10-9-2008  ، و ما يسمى بواقع سياسات النيل من الكورد بالطرق القانونية .

  في مايلي النص الكامل للحوار:

سوبارو : كيف تنظرون  إلى ما قامت به الأجهزة الأمنية في سوريا  في الفترة الأخيرة من تصعيد واعتقالات ؟

الأستاذ حسن صالح : أرى أن حملة القمع و الترهيب هي محاولة يائسة من النظام لإسكات صوت  شعبنا الكردي الذي يناضل من أجل إزالة الاضطهاد والظلم والمشاريع العنصرية عن كاهله , بالأساليب الديمقراطية السلمية , ويبدو أن النظام يحاول تجويع وتشريد شعبنا عبر القمع و الاعتقالات التي شملت قادة سياسيين كرد من : أمثال الأستاذ مشعل تمو، و مصطفى جمعة ورفيقيه , وألاحظ أن الأجهزة الأمنية ركزت أكثر على كوادر وقياديي حزبنا يكيتي , حيث فبركت تهماً عديدة لا تستند إلى أي حقائق ضد كل من سكرتير حزبنا الأستاذ فؤاد عليكو ،وحكمت عليه المحكمة العسكرية بدمشق لمدة ثمان أشهر، وحكمت علي  أيضا بثلاثة عشرة شهراً ومؤخراً تبلغت من القضاء العسكري بقامشلو لحضور أولى جلسة لدى قاضي الفرد العسكري يوم 18 حزيران الحالي بتهمة لم أبلغ بمضمونها، وكذلك افتعلت الأجهزة السلطوية أسباباً غير مبررة، واعتقلت كل من الأستاذ سليمان أوسو عضو اللجنة السياسية لحزبنا عشية عيد نوروز الماضي مع 22 شخصاً آخر من الكرد، ومؤخراً قبل قاضي الفرد العسكري في قامشلو إخلاء سبيل الجميع، ما عدا الأستاذ سليمان، وفي 30 آذار أوقف الناشط السياسي أنور ناسو من عامودا من قبل فرع الأمن العسكري بقامشلو، ونقل إلى فرع فلسطين

 سيئ الصيت  , وجرى نقل تعسفي لزوجته السيدة منال حسيني من عامودا إلى مديرية التربية بالحسكة، ويشمل هذا الإجراء الظالم 4 آخرين، أما الرفيق إبراهيم خليل برو عضو اللجنة السياسية لحزبنا، فقد استدعي من قبل فرع أمن الدولة بقامشلو يوم 29 نيسان الماضي، بحجة توجيه بعض الأسئلة له , حيث اعتقل ونقل إلى فرع الفيحاء للأمن السياسي بدمشق ، دون أي سبب مباشر , أما مجموعة الرفاق الخمسة: نظمي محمد حنان ورفاقه المعتقلون، ظلوا  ممن اعتقلوامنذ 30 12007 فهم موجودون في سجن صيدنايا، ولا يعرف مصيرهم، في إجراء قمعي قل نظيره , مع أنهم لم يرتكبوا  أي ذنب مطلقاً .

 إن حملة القمع   تترافق مع حملة التجويع عبر المرسوم 49 الذي يمنع نشاط البناء والبيع والشراء، للقضاء على آخر مرتكزات النشاط الاقتصادي في المناطق الكردية، بعد أن كاد الجفاف أن يقضي على الحياة الزراعية والحيوانية،  وقد افتضح أمر  السلطات من خلال التعميم الصادر من القيادة القطرية والقومية في 1112008 الذي حمل على الرئيس مسعود البرزاني، وقرر النيل من الكرد في سوريا، وتهميش البعثيين  منهم , وهذه الحرب الاقتصادية –السياسية – الاجتماعية ضد الكرد تستهدف وجودهم، ولكن النظام يتجاهل حقائق التاريخ والجغرافيا والعهود والمواثيق الدولية واللوائح العالمية لحقوق الإنسان، ويتجاهل إرادة شعبنا الذي يعيش على أرضه التاريخية، ومن المستحيل إلغاء هذا الشعب , فالفشل لحق بجميع  الأنظمة المستبدة في التاريخ السابق والحالي التي حاولت طمس الهويات، وإنكار الحقوق .

شعبنا لن يستكين، بل سوف يتابع نضاله ضد الظلم، مهما كانت التبعات , وإني أدعو النظام إلى الكف عن سياسة التطهير العرقي ضد شعبنا، فهذه السياسة عقيمة ومآلها الفشل الذريع،  وكما تراجعت إيران وتركيا بعض الشيء عن سياستها العنصرية، وأقرت بوجود الشعب الكردي، ومن الحكمة والواقعية أن يعود النظام السوري إلى رشده ويحترم الحقائق الجغرافية والتاريخية ، فطريق الحوار والحلول السلمية هو الحل الأفضل والأسلم للجميع، وعلى النظام أن يدرك أن القمع والضغط وتجاهل الحقوق سيؤدي حتما إلى الانفجار وتصعيد المقاومة السلمية الديمقراطية من قبل شعبنا وحركته السياسية

سوبارو: في الآونة الأخيرة قامت منظمات الأحزاب الكردية في أوربا بنشاطات اجتماعية مميزة, كيف تقيمون هذه النشاطات ؟

 الأستاذ حسن صالح :  لقد التجأ عشرات الألوف من الكرد إلى الخارج هرباً من الظلم وضيق سبل المعيشة،    و بسبب سياسة  التمييز  المتبعة من قبل النظام ضد الكرد منذ عشرات السنين , ومن الطبيعي أن ينجح هؤلاء ضد هذه السياسة وضد استمرار القمع و الاضطهاد والاعتقالات والتجويع والحرب الاقتصادية بحق الشعب الكردي داخل الوطن .

إن هذه النشاطات الديمقراطية والحضارية موضع اعتزازنا، وينبغي أن تستمر ، وأن تتوسع وتتصاعد لحمل النظام لإعادة النظر في ممارساته المرفوضة

سوبارو : لوحظ  وجود اسم منظمة المانيا لحزب يكيتي الكردي في الاعتصام أمام السفارة السورية في برلين ضمن إطار هيئة العمل المشترك، وفي الوقت نفسه كان هناك نشاط باسم منظمة المانيا لحزب يكيتي  الكردي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وقد أثارت هذه الازدواجية في اسم منظمة حزب يكيتي تساؤلات الكثيرين فكيف تفسر ذلك؟

الأستاذ حسن صالح : هذا صحيح، فإن ورود اسم المنظمة بهذا الشكل يثير التساؤل، والحقيقة أن هناك منظمة واحدة لحزبنا في ألمانيا، نتعامل معها، وتمثل حزبنا، أما الاسم الآخر الذي ورد في نشاط هولندا، فهومخالف للأصول الحزبية، ولا توجد أي علاقة لنا به.

  وإذا كان حزبنا يبارك بأي نشاط لصالح قضية شعبنا مهما كان مصدره، فإن هذا لايغير شيئا من الحقيقة ، ولا يغير من موقفنا التنظيمي من الذين يستخدمون اسم منظمات حزبنا في الخارج دون وجه حق

سوبارو: لماذا لم تحيوا ذكرى الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي كالسنوات الماضية؟، وماذا أمامكم من نشاطات مستقبلية ؟ 

الأستاذ حسن صالح :  هذا العام ، قررت الأطراف التي كانت تتجمع عند ضريح الشيخ الشهيد أن تعتبر يوم الشهيد الكردي يوم12 آذار  ، وهذا اليوم يجمع بين الشهداء جميعاً (شهداء الانتفاضة - شهداء نوروز - والشهداء الآخرين) ومن هنا اكتفت لجنة التنسيق الكردي بوضع الورود على ضريح الشيخ الشهيد ،  وأن ذكرى الشيخ قد تم إحياؤها هذا العام ضمن إحيائنا ليوم الشهداء 12 آذار ،وتم قراءة كلمة  آل الشهيد من قبل الأستاذ والمربي القدير عبد القادر محمد معصوم الخزنوي،  وسوف نتابع نضالنا ومطالبتنا بكشف الحقيقة بشأن اغتيال الشيخ الشهيد ، لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجريمة النكراء .

 أما عن النشاطات المستقبلية ، فلا بد أن تشهد المناطق الكردية والعاصمة دمشق احتجاجات ميدانية، طالما استمر النظام في حملة القمع والاعتقالات والمشاريع العنصرية وسياسة التمييز البغيضة.

 وإذا كانت نشاطاتنا في النصف الأول من هذا العام قليلة نسبياً، فإن النظام بحربه الشاملة ضد حياة ومستقبل شعبنا، إنما يدفعنا دفعا باتجاه النضال  ، وتصعيد وتيرته،  وعلى النظام أن يوقف سياسته المدمرة، ويطلق سراح المعتقلين،ودون ذلك لن تهدأ الساحة الكردية....!