حوار مع اللواء الركن المتقاعد الحاج محمود شيت خطاب

حوار صحفي مكشوف

مع اللواء الركن المتقاعد الحاج محمود شيت خطاب

    

الانسان العربي ...والسلاح العربي

الاعلام للمواطن...وليس للحاكم!!

العرب أمام امتحان صعب!!

ملاحظة حول مشكلة الاعلام الغربي..

أحبولة ((التوازن))بين العرب و اسرائيل..

مؤتمر السلاح العربي الخطير..

     عجيب أمري- والله- مع هذا الرجل مؤلفاً و مؤرخاً و ناقداً ، و انساناً يجمع بين المعرفة و الحكمة في الحقول ، العسكرية و المدنية .

     فكلما حاولت التجرد من عواطفي تجاهه ،  والاغضاء عن إمتداحه ، فشلت في محاولتي هذه ، بينما لم تفشل محاولاتي تلك مع الآخرين ، فياما غضضت الطرف عن  إمتداحهم ، واندفعتفي نقد بعضهم الى حد التجريح !!

       والأعجب من هذا كله اني لم أتعرف حتى كتابة هذه ا لسطر على هذه الشخصية ، اللواء الركن  المتقاعد الحاج محمود شيت خطاب ، و إنما تعرّفت عليه من خلال مقالاته و مؤلفاته و دراساته..ولعل فارق السن بين المؤلف والمعلّق هو السبب الوحيد في عدم التعرف الشخصي عليه،فأنا( شاب كهل )!لم أتجاوز ال(74) سنة من عمري في الوقت الذي تجاوز فيه عمر (محمود شيت) ال(500) سنة من حيث الثقافة والتجربة والحكمة وهو ما يزال أسعد عمراً وأنضج فكراً.

        ومحمود قبل هذا وذاك مفكّر عربي،ومسلم ومن (أمة وسط)يرتل آيات الذكر الحكيم،وسورة(البقرة)بوجه خاص ،ويعرف الكثير الكثير عن(المغضوب عليهم) الذين يفسدون في الأرض،وينقضون عهد الله من بعد ميثاقه،ويشترون الضلالة بالهدى،ويخادعون أنفسهم،وما يخدعون الله والمؤمنين،أولئكم هم الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً.

        يقرأ(محمود)كل هذا برؤية وإدراك ويستوعب أخبار اليهود و مؤامراتهم و دسائسهم المحبوكة و المفضمحة عبر التاريخ ، و يقارن بين هؤلاء و بين نماذج المؤمنين المتّقين اللذين توجهوا الى الله بقلب سليم فكانت بصماتهم و صورهم دقيقة السمات رقيقة الصفات ، و كانت أصواتهم و نداءاتهم عذبة الجرس موسيقية الإيقاع ، و عالية مجللة في  المكان و الزمان ...

       يقرأ (محمود) كل هذا و أكثر من هذا عن تاريخ اليهود و (إخوان اليهود) و عن ( بقرة ) بني إسرائيل التي قيل بأنها لا ذلول و لا بكر و ان لونها فاقع تسر الناظرين ، كما يقرأ حيرة موسى الكليم معهم ، و اليوم يقرأ (محمود)- و في القرن العشرين- حيرة العلم بهم ، و نكبة العرب و الإسلام بعدوانهم ، و الضجيج المدوّي الذي أحدثوه في الشرق و الغرب على السواء ! و بخاصة بعدما أصبحوا ( كياناً صهيونياً )، بل دويلة ، بل ( دولة ) من نوع خاص ، هي الولاية ( الثانية و الخمسين ) من الولايات المتحدة الأمريكية !. بل هم (كلب حراسة)للعم سام في الشرق الأوسط ..فماذا هو فاعل محمود؟؟أيكتفي بتضحيّاته في حرب فلسطين التي يعرفها ويدركها إخوانه في النضال ورفاقه في السلاح؟

      أيكتفي بنتفٍ من المقالات والأحاديث عن إسرائيل ودقّ (ناقوس الخطر)للعرب في كل مرة وفي كل مناسبة،وهو الذي يعيش أبداً في قلب المعركة ؟

     لا..لا..إذن فلابدّ من نشر هذا الكتاب الجديد عن (العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة).

      فلقد عاش (محمود) ملاحم الصراع السياسي والفكري مع الإستعمار وإسرائيل،منذ بداية الحرب العامة وحتى الآن،وأدرك صلف السلطة البريطانية المنتدبة على فلسطين بعد معاهدة (سايكس ـ بيكو)وغطرسة الحركة الصهيونية،بل العاصفة الصهيونية في العالم،والتي لم تهدأ منذ القرن التاسع عشر ،والتي أدانها( بعض ) المنصفين حتى من الساسة الإنكليز،من أمثال (أنتوني نثنغ)في كتابه (العرب وانتصاراتهم وأمجاد الإسلام)على عكس ما فعل( صديق العرب )  ـكلوب باشا ـ الذي لم يفرّق ـ عن عمد ـ بين (الحق القومي)للعرب،وكفاحهم المسلح، وبين العدوان الإسرائيلي،ودعا العرب إلى اغتنام الفرص،و(تسوية النزاع)على حساب الحقوق القومية العربية في فلسطين،وإلاّ فإن موقف العرب ـ كما يقول كلوب باشا ـ نوعٌ من (الحماقة والصلف)و مضيعة للوقت !!والحديث عن هذا طويل وطويل ..

      وكحلقةٍ جديدة في مسلسل الأنشطة التي يبذلها ـ محمود ـ في ميدان فلسطين ،كان هذا الكتاب الذي ألمعنا إليه (العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة) .والذي يعد ـ حقاً وصدقاً ـ كتاب المرحلة،فقد سلّط الأضواء الكشافة عل حقيقة الصراع العربي ـ الصهيوني في الحاضر والمستقبل،وعلى الخطط الرهيبة التي تخطط لها (الصهيونية العالمية )وتعمل على تنفيذها بكل وسيلة وبكل ميكافيلية وبكل قوة،وبخاصة العمل على امتلاك الأسلحة المتطورة ،النووية!

  بعض الملاحظات حول الكتاب :

 1ـ أبدأ من نهاية الكتاب ،فقد جاءفي آخر صفحة منه (248) نقطة تاريخية رهيبة،أشار إليها المؤلف،وهي انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة (بال) السويسرية،سنة 1897.حيث قال ـ يومها ـهرتزل ـ زعيم الصهيونية [..لو لخّصت أعمال المؤتمر في كلمة واحدة،وهذا ما لا أقدم على الجهر به لقلت:{لقد أوجدتُ الدولة اليهودية في غضون خمس سنوات ..ربما..!!وفي غضون خمسين سنة بكل تأكيد..}،المؤتمر ذاك ـ كما أسلفنا ـ عقد سنة 1897،فإذا أضفنا خمسين سنة إلى هذا التاريخ ،فقد وصلنا إلى 1947،وهو موعد قيام ـ إسرائيل ـ في فلسطين العربية المسلمة !

تلك إذن (نبوءة) ورؤية واضحة للمستقبل،وتخطيط رهيب من لدن (هرتزل)وقد تحققت بعد(50)سنة!!وهذا يعني أن العرب من جانبهم لم يقدّروا اليوم وقبل اليوم ،حجم الخطر الذي يحيق بحاضرهم ومستقبلهم،ولا يدركون بالضبط ماذا يفعل عدوّهم حتى بعد صدور ـ وعد بلفورـ سنة 1917،وقيام الكيان الصهيوني سنة 1947،وحدوث المأساة والنكبة سنة 1948،وحتى اللحظة الحاضرة التي يعيشون فيها حالة حالة تفرّق وتمزق،وهم لا يعلمون ـ أستغفر الله ـبل هم يعلمون علم اليقين ـ بأن المستفيد الأول والأخير إسرائيل و الصهيونية  والإستعمار !!ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم !!

 2ـ يفضح المؤلف بعبارة صريحة أحبولة توازن القوى بين العرب والعدو الصهيوني،وشروط المستعمر يمنع استعمال السلاح والعتاد المستورد من أمريكا والغرب إلاللأغراض الدفاعية دون الأغراض الهجومية ...ومعنى هذا عدم استعمال السلاح في ضرب العدو الصهيوني مهما تغطرس وتجبّر ،ومهما عاث في المنطقة فساداً وتخريباً،ومهما هددت طائراته ودباباته وصواريخه،المنطقة العربية برمتها !!ويرى المؤلف أن العلاج الجذري الوحيد لمشكلة تسليح الجيوش العربية خاصة في ظروف الحرب الدائرة الآن فعلاً بين العرب وإسرائيل والصهيونية العالمية،هو انتاج السلاح العربي في معامل عربية وبالأموال العربية المتوفرة لدى العرب وهم قادرون على ذلك .

أضيف إلى هذا الرأي السليم رأياً أؤيده وأعتز به ـ للدكتورة عائشة عبد الرحمن ـ وهو أن صراع من أجل البقاء في الذي يعتمد فيه على الأسلحة الحديثة والأخذ بأسباب القوة المادية والتفوق ـ التكنولوجي ـ إل أن الإنسان المؤمن المبدع له خطره وأثره وقيمته،فهو الذي يبدع الحضارة ويكشف أسرار الطبيعة ،وهو الذي يصمم الآلآت ويصنع الأجهزة،وهو الذي يوجه العقول الالكترونية ويتحكم في الكهرباء والأثير والذرة .

 وفي عالم اليوم ـ كما يعلم المؤلف ـ الكثير من الشعوب يتيح لها ثراؤها أن تتسلح وتتزود بأحدث الأسلحة،لكنها تبقى (تراوح)حيث هي مهددة بالضياع، ولاتخرج عن حكم الأقوياء ذلك لأنها تفتقر إلى الإنسان المثقف المبدع الذي يعرف كيف يتعامل مع السلاح ،ويتوج النصر بالعلم والفن والسلاح !ويبدو لي ـ يا سيدي محمود ـ ان ـ بنت الشاطيء ـ متأثرة إلى أقصى حد بنكبة حزيران عندما كان جيش عبد الناصر لا يعوزه السلاح وإنما يعوزه الفن والإبداع،والإقدام والاقتحام،فلم يخوضوا المعركة الفاصلة ،وإنما أوقفوا القتال قبل أن يبدأ فعلاً واستدرج الجيش إلى مقبرة ـ سيناء ـ في رحلة (رحلة الموت،لم تستغرق بضع ساع، السبب في هذه النكبة في ـ نظري ـ بل في نظر جميع المعلقين السياسيين والعسكريين هو( الإنسان العربي ) المطلوب إعداده اليوم ومن ثم اعتماده في معركة المصير وليس فقط السلاح العربي !!والذي يبشر بالفأل هو ان هنا وهناك في الدنيا العربية.مَنْ يبشر بخلق هذا الإنسان العربي الجديد، ومع ذلك فاني أصر على القول بأن مثل هذا الإنسان المرتقب لم يولد بعد،واننا ما نزال في إنتظار المخاض و الولادة إن شاء الله.

   ذلك لأن عوامل التربية والتنمية و التضحية و المعرفة  وكل القنوات والقوى الاجتماعية والسياسية يجب أن تتضافر لخلق هذا الإنسان العربي الجديد الذي في طوقه تحمّل مسؤولياته الوطنية والقومية ،وتطهير الساحة العربية من (المتزعمين)والمشعوذين ومن الأنانيات الفارطة التي تنطوي عليها نفوس وأذهان مريضة لم يزدها (الشياطين) الكبار والصغار إلا مرضاً وخيانة ،وإلا تنكراً للعرب والوقوف الى جانب أعدائهم ، وهذا هو الدرك الأسفل من خيانة الأمة التاريخ!

  وجماع القول ان الإنسان العربي المطلوب المنتظر الذي يجسد إرادة الأمة ويصنع المعجزات على دروب التحرروالسيادة العربية ،إنما هو أثمن (رأسمال )على هذه الأرض،وان الفكر هو أغلى (رأسمال)لهذا الإنسان،بصفة ان هذا الفكرقوة علمية وتاريخية وثورية في وقت واحد،ناطح الجبال فأحالها ركاماً وغثاءً أحوى،وتحدى البحار والمحيطات فشقها ـ وكأنها الأرض ـ طرقاً وشوارع وسككاً،وغاص في أعماقها يقتنص ثرواتها وكنوزها المطمورة،وغزا الفضاء بطيوره الصواعق المواحق،والأقمار الصناعية ، والسفن الفضائية!فأين نحن من كل هذا؟وكل هذا في انتظار الإنسان العربي الحر المتحرر،الذي يحمل فكراً وقاداً نفّاذاً، وتنطوي نفسه على عوامل الإيمان والثقة بالنصر والخروج من العزلة الفكرية والنفق المظلم الى الأبد!.

    [وقل ،اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون]واعملوا في ضوء تخطيط دقيق وعزم صادق،وثورية واعية على خلق (الإنسان العربي الجديد)الذي يسير بقدم حارة،ويفكر برأس بارد،والحديث الصحيح يقول [اللهم هبنا أقداماً حارة ورؤوساً باردة].

3 ـ نقطة أخرى جديرة بالاهتمام والتعليق يؤكد عليها المؤلف .وهي ان أجهزة الإعلام العربي كثيراً ما تردّد كون العدو الصهيوني يعاني من ضائقة مالية،وأزمات اقتصادية خانقة، وانه في فقر مدقع، وفي ذلك ما فيه من خدمة للعدو الصهيوني ذاته!من حيث تدري تلك الأجهزة أو لا تدري،لأن العدو يستغل أمثال هذه(الكتابات)الإعلامية العربية،ويستدر بها عطف الصهيونية ورؤوس الأموال الكبيرة اليهودية في العالم من أجل التبرع لإسرائيل.   

     والمعروف ان (بروتوكولات)صهيون تهدف الى ضرورة السيطرة على مصادر الثروة في العالم ،والمشاركة في أسهم الصناعة والتجارة في كل بلد،بمختلف الذرائع والوسائل ،وهذا يذكّرنا أبداً بالمقولة المشهورة (اعرف عدوّك)قبل أن تدخل حلبة الصراع معه،أو تنقص من قدره وحجمه!

     وهنا وعن الإعلام العربي نقول بأنه قد تجاوز مرحلة الطفولة وشبَّ عن الطوق، وبرهن على وجوده ـ نسبياً ـ في معارك المصير بعد غياب طويل ،كما دخل الإعلام العربي ـ مقروءاً ومسموعاً ومشهوداً ـ مرحلة جديدة، إلا أن فاعلية (مركز الأعلام العربي ـ الذي يعتبر مكتباً للجامعة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية ما يزال كذلك دون المستوى المطلوب ،وعاجزاً أمام الإعلام الصهيوني من حيث الوسائل، والوصول الى الهدف،والبراعة في الحرب النفسية ،بل وحتى من حيث جمع الوثائق والقرارات،ومن حيث اللغة والتعبير واعتماد الخبراء والباحثين والإعلاميين من مستوىً عالٍ.

    أما ـ الإعلام العربي المحليّ ـ فحدِّث عن الرغوة والزَبَد ولا حرج!وحدّث عن خضوع هذا الإعلام لمشيئة الحكومات السلطوية ولا خوف عليك من الشطط والزلل!!وعساني لاأكون متشائماً وأنا المتفائل في الحاضر والمستقبل،وعساني أرى أو أسمع عن هذا الإعلام اهتمامه بالمواطن العربي حيثما كان،والتحرر من ربقة الأنظمة العربية الحاكمة ومن دائرة ـ التخطيط الرسمي ـ الذي يدعو للحاكم قبل المواطن، ويحجب الكثير من الحقائق والوثائق عن الشعب العربي، ويؤمن (بالرأي الواحد) ـ إن صحّ هذا التعبير، ولايؤمن بالآراء الأخرى ،كما يعد حرية الرأي والكلام والطبع والنشر (منحة ) من الحاكم ذاته وليس حقاً من الحقوق الدستورية التي توصلت إليها الشعوب بعد تضحيات وصراع مرير.ولا شك ان هذه ليست مشكلة الحكم في العالم العربي وحده ،بل هي مشكلة( العالم الثالث)كذلك سواءً بسواء،ولاشك كذلك ان السلاح الفكري الحر هذا،يكون موقعه أبداً إلى جانب السلاح المادي،بل يطالُهُ ويفتح للشعوب الحرة أبواب التقدم والانتصار.

    نسيت أن أقول بأن الإعلام العربي ،وبعد النكسات في حرب الأيام الستة سنة1967،والفشل الذريع سياسياً ونفسياً ـ ولاأقول عسكرياً ـ لم يستفد من دروس  النكبة ولم يكتف (متزعموه )عن التطاحن والتراشق وتكريس الهزيمة في النفس العربية، وإنما جعل يوجّه  الصراع بحيث يكون صراعاً عربياً ـ عربياً ،لاعربياً صهيونياً .

     لصالح مَنْ كل هذا ؟ألصالح (الحكومات) المستهترة و(الكروش المنتفخة) و(الأوداج)المتورمة؟ألصالح أولئكم الذين يتوكأون على عصا التجزئة والتفتيت والفرقة لا على عصا الوحدة والأخوة والتضامن!؟

     فيا أيها الشعب العربي ـ في كل مكان ـ لقد آن الأوان لأن تصفّي الحساب الختامي مع أمثال هؤلاء،وأن تطهّر الساحة ـ كما ذكرت ـ من هؤلاء الذين يضعون أصابعهم في آذانهم ،حذراً من التغيرات الجذرية ويمهّدون ـ مع الأعداء ـ الى نكبة جديدة ؟

4 ـ تحدث المؤلف بإشارة خفيفة وعابرة الى (هجرة العقول العربية الى خارج المنطقة العربية ،وكون الدول الأجنبية تستقبل تلك العقول المهاجرة من الدول التامية ،وتفيد منها في كل مجالات المعرفة ،وحتى في معامل انتاج السلاح!ان هجرة العقول هذه مستمرة ،في الوقت الذي تفتقر فيه الدول العربية والنامية الى مثل هذه العقول المختصة في بناء حاضرها ومستقبلها !إنها ـ والله ـ لظاهرة مؤسفة أشد الأسف ،لها (أسبابها الموجبة)وعواملها الرئيسية.فهل هناك دراسات صريحة وأمينة وموضوعية تتعلق بهجرة العقول العربية خارج المنطقة العربية .والى وطن غريب للمشاركة في بنائه وتطويره!؟وهل تلك الدراسات ـ إن وجدت ـ قد أعدّت بحرية وأمانة وتجرد من (السياسات)المحلية المفيدة!؟وهل في إمكان الأنظمة العربية أن تجيب عن هذه التساؤلات بصدق اللهجة وقوة الحجة من أجل مصلحة العروبة العليا!؟ان هذه الظاهرة المؤسفة المثيرة ـ ظاهرة هجرة العقول المفكرة المتميزة ـ لا يحسن السكوت عليهابعد الآن ،خاصة وان الفراغات الكبيرة،والعميقة التي أحدثتها وتحدثها في مجالات البناء والتقدم والحضارة بوجه عام،لايمكن سدّها في حالة استمرار الهجرة،وعدم تدارك الأسباب والعوامل الموجبة لها ،وحل هذه المشكلة المستعصية حلاً جذرياً! مقابل هذه الظاهرة ،فإن العدو الصهيوني يستورد العلماء والخبراء المختصين من كل أنحاء العالم ويستخدمهم في انتاج الأسلحة المتطورة وغيرها ..ان العرب مهما بلغوا من التخلف الفكري والحضاري .يعرفون ذلك،ولكن معرفتهم هذه لاترتقي  الى مستوى( الخطر ) الذي قد يهدّدهم في المدى القريب والبعيد،والذي قد يدركهم ولو كانوا في [بروج مشبدة]قد تتعهد (الدول الكبرى)بحمايتها وصيانتها من كل مكروه!لكن مثل هذه الحماية (الحقيقية)أو(الوهمية)لن تقي هذه الدول الغافلة من غضب شعوبهم ،ومن خطر تلك الأسلحة المتطورة.

5 ـ يحبذ المؤلف قيام (الجامعة العربية)بالتنسيق بين دولها للعمل على عقد مؤتمر انتاج السلاح العربي والعتاد.ويعتبره من المؤتمرات المصيرية ، وان دراسات واستحضارات واسعة ومكثفة من قبل الخبراء والاختصاصين في الشؤون العسكرية والاقتصادية يجب أن تتوفر قبل عقده، ويشارك في مثل هذا المؤتمر ثلاثة أصناف ،هم الخبراء العسكريون،والعلماء الاقتصاديون،وخبراء انتاج السلاح والعتاد، وإلا فان مصيره مهدد بالفشل ..تماماً...كما فشلت من قبل مؤتمرات عربية كثيرة تتحمل مسؤولياتها أمام الجيل العربي اليوم ،والأجيال العربية القابلة...