اعملْ ماهو من شأنك ، ودَع لكلٍّ ماهو من شأنه .. وإلاّ ، صارت الحياة فوضى!

من شأن الله ، أن يبتليك بالمرض ، ومن شأنك مراجعة الطبيب ، للعلاج .. ومن شأن الله الشفاء ؛ فلوطلبت الشفاء من الطبيب ، وهو ليس من شأنه .. لأحدثت فوضى !

ومن شأنك ، أن تطلب من النجّار، أن يصلح لك خللاً ، في خشب بيتك ، فإن حاولتَ إصلاح الخلل ، ولستَ خبيراً , أحدثت فوضى !

ومن شأنك أن تقاتل ، بما يحقّق لك النصر ، فإن لم تقاتل ، وطلبتَ النصر من الله ، أحدثتَ فوضى ! والفوضى نسبية، بالطبع ، وتقدّر بقدرها !

ومن شعر نزار قبّاني ، في حديث عن المتواكلين، طالبي النصر من الله ، دون قتال ، يقول عن الله : وليس حَدّاداً لديكمْ ، يَصنع السيوف !

ومن شأن الله ، أن يبتليك ، أو أحد أفراد أسرتك .. بمرض عضال ، لاعلاج له ، وأن يَطلب منك الصبر، الذي هومن شأنك، فإن لم تصبر، فقد قصّرتَ، فيما هومن شأنك!

قال تعالى : ( وليَبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الأموال والأنفُسِ والثمراتِ وبشّر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون* أولئك عليهم صلواتٌ من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) .

فمن شأنه ، عزّ وجلّ ، الابتلاء ، ومن شأنه أمرُنا بالصبر .. ومن شأننا الصبر، ومن شأنه الجزاء على الصبر..!

وثمّة أمور كثيرة ، يصعب استقصاؤها ، وحسبُنا فيها ضربُ الأمثلة :

من عالج مريضاً ، وليس خبيراً في الطبّ ، عمل ماليس من شأنه ! فإن قَتل بعلاجه المريض ، فهو قاتل .. ومَن هندسَ بناء ، وليس خبيراً في الهندسة ، فوقع البناء ، وقتل بعض ساكنيه ، فهو قاتل .. والجندي المكلف بالقتال ، إذا تَرك عمله ، وانشغل بإصدار التوجيهات إلى القائد ، أفسد عمله ، وعملَ القائد ! فإذا انهزم الجيش ، فعليه بعض الوزر.. ! ومَن أفتى بغير علم ، ضلّ وأضلّ ، وحمَل أوزارَ مَن يُضلّهم .. ومن ابتدع رهبانية ، ما كتبها الله عليه ، فما رعاها حقّ رعايتها ، وانزلق إلى ارتكاب الآثام ، فهو يتحمّل مسؤوية آثامه ! ( وقد تكشّفت بعض الفضائح الجنسية، لبعض مَن مارسوا الرهبانية ، في مناطق عدّة ، من العالم ) !

وسوم: العدد 871