مـَنْ يَغَارُ على القران

مـَنْ يَغَارُ على القران؟؟

د. موسى الكيلاني

في عام 1898 اسس الشيخ ماء العينين مركزاً للمحافظة على القران

ودراسته وتعليمه وذلك في ابعد نقطة عن سيطرة الفرنسيين والاسبان على الشعوب الاسلامية وهي واحة السمراء القريبة من العيون عاصمة الصحراء.وقد بعث بابنائهم اليه الكثيرون من وجهاء موريتانيا وقبائل الجكنيين  والجزائر ومراكش ممن خشوْا على أحفادهم ان تجرفهم ثقافة اوروبا .

وعندما تقاسم الاسبان والفرنسيون في معاهدة برلين1885  مناطق النفوذ في افريقيا, كانت العيون والسمراء من نصيب الفونسو السابع ملك اسبانيا.

وفي تلك الفترة , وصل السمراء كاهن اسباني يتكلم العربية بطلاقة,فاستضافه ماء العينين , واعجبه منه حفظه للشعر الجاهلي, وقد لاحظ الجميع اهتمام الكاهن بديوان شعر مخطوط لقصائد امرؤ القيس, وعاد الضيف بعد اسابيع ومعه قائد الحامية الاسبانية هناك , حيث قدم هدية ثمينة لماء العينين وطلب منه شراء مخطوطة امرؤ القيس باي ثمن ينطق به الشيخ.

 وكانت النتيجة , كما هو متوقع , أن أخذها الكاهن هدية تذكاراً للزيارة.

وبعد تسعين عاماً نال أحد الطلبة التونسيين درجة الدكتوراه في الادب العربي من جامعة طليطلة في إسبانيا , وموضوع الرسالة عن امرؤ القيس , وما لم يُنشر من اشعاره ..

وقد اعتمدت  الرسالة على مخطوطة ماء العينين والمحفوظة في مكتبة الجامعة , والتي أصبحت تسع صفحات بدلا من صفحتين,

واضيفت لها ابيات منحولة , ولكنها مقاربة للمفردات القرانية , والقصد من ذلك كله , نفي قداسة الوحي عن النص القراني , وتكرار شبهات الملاحدة أنه " شعر شاعر ". او انه منسوخ من الشعراء السابقين.وكأنّ ابو  لهب قد فقد لسانه , فلم ينتقد تأثر الرسول صلى الله عليه وسلم بامرؤ القيس. او كأن الخليفة عمر لا يتمتع بالذائقة الادبية عندما استمع الى أخته ترتل سورة من الكتاب فاعلن إسلامه فوراً , وهو الذي كان يحفظ مع ورقة ابن نوفل جميع اشعار المعلقات.

لقد نـَحَـلُـوا وزوّروا وزيّفوا مخطوطاتنا التراثية لتحقيق ماربهم الايديولوجية وهي التشكيك بحقيقة النبوة .

ولان ناقل الكفر ليس بكافر , اورد هنا بعض ما جاء في رسالة الدكتوراة للطالب التونسي عن الفِرْيَة والاشعار المنحولة المضافة .

وقد تكلم امرؤ القيس بالقرآن قبل أن ينزل : فقال:

 يتمنى المرء في الصيف الشتاء

. . . حتى إذا جاء الشتاء أنكره 

فهو لا يرضى بحال واحد

. . . "قتل الإنسان ما أكفره

وقال :

 "اقتربت الساعة وانشق القمر"

 . . . من غزال صاد قلبي ونفر

وقال :

 إذا زلزلت الأرض زلزالها

. . . وأخرجت الأرض أثقالها

 تقوم الأنام على رسلها .

  ليوم الحساب ترى حالها

 «والليل الغاسق / واللوح الخافق / والصباح الشارق / والنجم الطارق / والمزن الوادق

واتساءل ومعي كثيرون ما التزييف الذي سـَيـَلْحـَقُ بألاف المدونات التي سرقوها من مكتباتنا ايام الحملات النابوليونية والبريطانية والاسبانية واوْدَعوا قسماً منها في مكتبة الفاتيكان حيث تحرسها الكيوريا الحديدية, وحيث يتتلمذ عليها مفكرو  الجيزويت المشهورون. والقصد هنا بيّنٌ واضح وهو تشكيك الاحفاد في نبوة الرسول " ص " وقداسة وحي السماء.