في ذكرى القرصان

طريف يوسف آغا

[email protected]

في غفلةٍ مِنَ الزمانِ

تَسلَّطتْ علينا عصابةٌ يقودها قرصانٌ سَـفاحْ

قطَّعوا الأشـجارَ وبنوا بيوتاً مِنْ تنكٍ

واسـتبدلوا الأفراحَ بالمآتمِ والنُواحْ

هَجَّروا الناسَ مِنَ البِلادِ وسَجنوا مَنْ بَقِيَ

وقالوا نحنُ الشعبُ ونحنُ مَنْ يحملُ السِلاحْ

ويالَيتُهمْ حملوهُ على الأعداءِ

بلْ حملوهُ على الناسِ

فصارَ الكلامُ غيرَ مُباحْ

أكلوا الأخضرَ واليابسِ

ونهبوا الأصفرَ والأسـودْ

وتركوا للناسِ أفواهَ البنادقِ وأعوادَ المشانقِ

وهيئاتِ الأشـباحْ

***

قِرصاننا دخلَ التاريخَ مِنْ أوسَـعِ أبوابهِ

جنباً إلى جنبٍ مَعَ غيرهِ مِنْ سَـفاكي الدِماءْ

لو كانَ هولاكو حيّاً لدعاهُ مُعَلمي

ولقبَّلَ يديهِ صباحَ مَساءْ

بعَشراتِ الألقابِ أيضاً دَعوهُ

ألقابٌ لم يحظَ بمثلِها حتّى الأنبياءْ

كلُّ سِياساتهِ كانتْ على الناسِ مَصائِبْ

ما مرَّ على البلدِ مثلهُ بَلاءْ

وعدَ بالنصرِ وانهزمْ

ووعدَ بالحريةِ وسَـجنْ

وعدَ بالعدلِ وظلمْ

ووعدَ بالخيرِ فكثُرَ الفقراءْ

ولما ثارَ الناسُ

أعملَ فيهم الفَناءْ

عُذراً مِنْ نشيدنا، ولكن في عهدِ قِرصاننا

حُماةَ الديارِ صاروا لصوصَ الديارْ

وأبوا إلا أنْ يُذِلّوا النفوسَ الكرامْ

عرينُ العروبةِ باتَ عرينُ الضِباعْ

وأسرابُ الجرادِ أتتْ على الحلالِ والحرامْ

***

بعدَ أيامٍ تَحلُّ ذِكرى رحيلِ قِرصاننا

فيَحُجّونَ إلى قبرهِ فُراداً وجماعاتْ

البعضُ جَرّاً، والبعضُ خَوفاً

البعضُ تَملُقاً، وآخرونَ حُزناً

على ماانقطعَ مِنَ الدولاراتْ

ولكن ومهما إختلفتْ أسبابُهم

فالكلُّ يلعنُهُ بالسِرِّ

وإنِ إختلفتِ المفرداتْ

حتّى الأبرياءُ مِنْ أفرادِ نِظامِهِ صُنِّفوا أعداءً

ماعادَ بينهمْ أبرياءْ

ودماءُ الشعبِ مُلأتْ منها البحيراتْ

ماعادَ الشعبُ يرى فَرقاً بينهمْ

سِـوى الفرقَ بينَ العَقاربِ والحيّاتْ

ويومَ تقومُ القائِمةْ

تُصادَرُ أرواحهمْ وأرواحُ أزلامِهِمْ

إسـألوا التاريخَ

فهكذا قانونُ الثَوراتْ