أيقونة الرّوح 32

د. سامي الشّيخ محمّد

من نكون

د. سامي الشّيخ محمّد

[email protected]

سأَلَتني الحبيبةُ مرّةً :

من أنا ومن أكون ؟

أجبتها : أنت الأنا

أنت عيوني الّتي أُبصِرُ بها

جفوني الّتي تحرسُ عينيكِ

رأسي الّذي أُفَكِّرُ بهِ

أنفي الّذي أشمُّ به عبق الياسمين 

****

فمي الباسم لذكراكِ

شفتاي الّلتان ترتسمُ عليهما صورتك الجميلة

لساني الّذي يحكي حكايتنا

أذناي الّلتان أسمعُ بهما

آذاني الّلائي أصغي بها لصوتكِ الحيِّيِّ

من طلوع الفجر إلى طلوع الفجر

أنت وجهي الّذي أبدو به

في مرآة عينيك النّاعستين

****

أنتِ صدري الّذي تغفين عليهِ ليلكِ الطّويل

قلبي المسكون بهواك

روحي الّتي أحيا بها

حواسي الّتي أحسُّ بها

عظامي الّتي أتكىءُ عليها

****

ذراعاي الّلذان أضمُّك بهما إليَّ بعد طول انتظار

يداي الّلتان أمُسكُ بهما يديكِ

أصابعي الّتي تُعانقُ قلماً يخطُّ حكياتنا الوجيدة

أناملي الّتي تُداعبُ وجنتيك الحسناوين

أنت هوائي ومائي

طعامي الّذي أسدُّ به جوعي

مسكني ومأواي

****

أنتِ السّحابُ والمطر

التّرابُ الّذي يقيني حرَّ الصّيفِ وبرد الشّتاء

أنت الحياةُ والمماتُ

فحيثما توَليّتُ أنتِ

****

سألتُها ومن أنا وماذا أكون ؟

أجابت :

أنت أنايَ العزيز على أنايْ

وأنتَ كُحلُ عيوني الّذي أتزيّنُ به

شفتايَ الّلتان تنبسان اسمكَ السّامي

دمائي الّتي في شراييني

عينُ قلبي الّتي أهتدي بها إليك

عينُ روحي الّتي تراك كُلَّ آن

****

أنت صدري الدّافق بالحنان

أصابعُ يدي الّتي تكتبُ حروف اسمك العليّ

وأكثرُ من ذلك

فأنت الهوى المقيمُ في ضلوعي

ليهيبي واحتراقي

طوقُ نحري

 خُبزي وملحي  

وعودُ الندِّ وعِطْري